TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل سيكون كورونا منعطفاً جديدًا في حياة البشرية؟
29/03/2020 - 2:15pm

أ.د. محمد القضاة
هل سيعود الزمن الى الوراء؟ هل سيشعر الناس بالاستقرار والآمان بعد هذا الوباء؟ هل ستعود إيقاعات الحياة كما كانت؟ 
الأشهر الماضية التي عاشها العالم ويعيشها الان تحتم على كل ذي بصيرة وعقل ورؤية ان يقرأ أحواله كلها بعمق، ويسأل نفسه الى اين كنا ذاهبون؟ هل كانت حياة الناس مريحة، أم انها كانت بحاجة الى مراجعة حقيقة كي يعرف كل واحد الى اين كنا نمضي؟
مجرد مراجعة بسيطة لأسبوع من الحجز في اثناء حظر التجول اكتشف المعظم انهم كانوا في غياب حقيقي عن كثير من تفاصيل حياتهم الخاصة سواء أكان الامر ذاتياً ونفسياً أم أسرياً أم وطنيًا أم إنسانيًا، كم تبدو التجربة عميقة وبحاجة لمراجعة كل إيقاعات الحياة العملية والعلمية والاجتماعية؛ وهنا دعني أتوقف معكم على الصعيد الذاتي والنفسي؛ فهل كان الامر مريحًا كرب أسرة حين يسيطر عليك المجهول ونحن نقول دائما لنتركها لرب العباد فهو الأعلم بعباده؛ لكن لا يبلغ بِنَا ذلك الى درجة التواكل؛ وإنما لا بد من العمل بجد واحتراف ومسؤولية، وحين تقرأ وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بعد انتشار هذا الوباء ترى كتابات كثيرة تتناول الإيجابيات والسلبيات، ومنها من يقول:"إن كورونا أوقف الحروب المستعرة من سنين، وأوقف تصوير المسلسلات والمهرجانات والمراقص والملاهي والسهرات الليلية، وعرفنا قيمة الأطباء والعلماء وقيمة العلم، ووضعنا جميعا في حجمنا الطبيعي تحت رحمة الله ولا مفر الا إلى الله..." وأقول : بعد انتشار هذا الوباء نرفع القبعات للأطباء والعلماء والباحثين عن علاج لوقف انتشار هذا الفيروس في العالم، الدول وأصحاب القرار يؤكدون الحاجة الى العلماء والباحثين والمفكرين؛ فهذا وقتهم للبحث عن علاج ينقذ البشرية من هذه الجائحة؛ ولكن اين الذين روجت لهم محطات التلفزة من مطربين ورياضيين وغيرهم ممن كانوا يأخذون وقت الشاشات ويخصصون لهم الساعات ويضحكون بهم على المجتمعات، والناس كأنهم في الغياب هؤلاء كانوا يكرّمون ويحتفون بهم غاية الحفاوة ويحصلون اعلى الأموال والدخول؟ في حين العلماء والأطباء والمفكرين لا يجدون قوت يومهم!!هل هذا معقول؟! وهل يعود الوعي الحقيقي الى العالم ويعطي العلم والعلماء حقهم وكل ذي حق حقه وحجمه الطبيعي والحقيقي؟! 
علينا جميعا ان نؤكد على المعاني الإيجابية التي ينبغي ان تستمر الى ما بعد انتهاء هذه الجائحة والتي يجب ان نواجهها بالوعي والمسؤولية وتنفيذ القرارات الحكومية بالحفاظ على بلدنا؛ لأن أعداد المصابين ترتفع بوتيرة متسارعة، ولذلك نحن على منعطف خطير فلنتقي الله بانفسنا وأسرنا ومجتمعنا ووطننا، ولنحافظ على التباعد والبقاء في بيوتنا، ويكفي استهتارا من فاقدي الوعي والمسؤولية وقليلي العقول، والشكر لمن يحافظ على نفسه واهله ووطنه؛ فلنفكر ولنعمل ولنخلص ونقدم الشكر للساهرين على صحتنا من كوادر طبية وحكومية ومؤسسات وطنية وعلى رأسها جيشنا العربي واجهزته الأمنية، لهم جميعا نرفع أسمى آيات المحبة والتقدير، حفظ الله بلدنا وشعبنا وقيادتنا وأهلنا وكل أحبتنا . الرأي 
mohamadq2002@yahoo.com

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)