TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل يكون رئيس الاردنية القادم بمستوى الطموحات؟
29/08/2018 - 7:45am

الأستاذ الدكتور نضال يونس

الاهتمام والمتابعه غير العادية لمن سيحظى برئاسة الجامعه الاردنية يضعنا في آفاق الوعي العام بإدراك مهمات الرئيس القادم، وان القرار الاخير لمجلس التعليم العالي بالطلب من المرشحين الثلاثة لهذا المنصب تقديم عرض موجز عن كيفية النهوض بالجامعة أكاديمياً وإدارياً ومالياً، وربط ذلك بخطط التنمية الإقتصادية والإجتماعية في المملكة وضرورة تحمل كل مرشح مسؤولية "صدق" المعلومات التى اوردها فى سيرته الذاتية ، هذه كلها تعتبر الحد الادني المطلوب ممن يتقدم لرئاسة اعرق جامعة فى الاردن. 

امام الرئيس القادم تحديات كبيرة فى تخريج طلبه قادرين على خلق الوظائف بدلا من البحث عنها ، وزيادة التركيز على الريادة والابداع ودعم البحوث التطبيقية التى تسهم فى انتاج شركات ناشئه تسهم فى تحفيز الاقتصاد ومعالجة الفقر والبطالة، التي يجب أن تضع الرئيس وطاقمه الاداري أمام مسؤولياتهم فى تغيير الصورة النمطية للجامعه ودورها فى خدمة المجتمع، فليس تنقصنا الكفاءات وإنما توظيفها في مجالها الصحيح، واتباع الاساليب الحديثه فى الإدارة، والتركيز على النتائج ومؤشرات الأداء بدلا من الاسهاب فى الحديث عن مواطن الضعف واسباب التراجع. 

التقيد بأمانة العمل الاكاديمي واعرافه وتقاليده واتقانه ونقله الى مستويات متقدمة هى اساس النجاح، وهذه حقيقة تكشف عن الفارق بين رؤساء أثبتوا وجودهم بالعمل لا أسلوب «المعجب بنفسه» من خلال التركيز على الإعلام والتصريحات الصحفية، والانجازات المفبركه، بينما المفترض أن تترجم الأعمال الى نتائج على ارض الواقع من خلال افكار وخطط خلاقه تربط البحث العلمي بالمنهاج الدراسي الى خدمة المجتمع ومنها الى قيادة المجتمع وتفعيل المسئولية المجتمعية.

المرشحون الثلاثه لرئاسة الاردنية يحملون ذات الكفاءات، وعملوا بنفس المواقع ، ولديهم تجارب متشابهه، أي أن الخبرات لدى الجميع موجودة وتبقى الجدية والإبداع والرؤى المستقبلية لما ينبغي ان تكون عليه ام الجامعات، والقرارات المدروسه، باعتبار أن المهمة أمام اختبار الطالب المراقب مع المجتمع المتعطش للانجاز، تفرض أن نرى اتجاهات تتناغم مع أداء رؤساء الجامعات العريقه الذين كانوا سببا فى ترسيخ التأثير المعرفي لجامعاتهم على الاقتصاد والسياسة.

ومثلما تأسست غالبية جامعاتنا على نفس المسطرة التقليدية، فإن الزمن تجاوزها فلم يعد للادارة التقليدية ولا التعليم التقليدى قيمة أمام الإدارة الحديثة، وانتاج المعرفة، واتقان المهارات والتأثير عالميا التي تعتمد على «الحوكمة المرنه» واستخدام تقنيات العصر ، وانترنت الاشياء والذكاء الاصطناعي، والشراكات التعاونية، حتى ان نقص الموارد لم يعد مشكلة بحد ذاتها، وإنما الأساليب التي اعتدنا رؤيتها في تغليب الشكل على المضمون..
لا نملك سوى التفاؤل بالرئيس القادم، ولا نشكك بصدق نوايا أيا منهم، الا أن تاكيد مجلس التعليم العالي على اهمية التزام " الصدق" فيما يقوله او يكتبه المرشحون فى سيرهم الذاتية هي جوهر المهمات والوصية الصادقة لأننا نحتاج الإخلاص ليس في تحقيق المكاسب الشخصية وإنما في وجود النماذج التي تحتذى في السلوك واتقان العمل وبعد النظر، فالجامعة الاردنية تستحق الافضل، وموقع الرئيس يكبر بعمل اشخاصه المكلفين، أو يصغر بسوء أدائهم، وها نحن بانتظار "خميس" الجامعة الاردنية، وندعو الله أن يكون" المُعيدى " كما نسمع عنه ونحب ان نراه !!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)