الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة
بتعيين الأستاذ الدكتور زيدان كفافي تودع جامعة اليرموك اليوم مرحلة غير مشرقة من تاريخها وأقل ما يقال فيها بأنها عاثرة وغير موفقة، إذ تعاني الجامعة من مديونية تعادل 28 مليون دينار ،وقد تضاعفت هذه المديونية على مدار السنتين الماضيتين من عمر الإدارة السابقة ناهيك عن ارتفاع عجز الموازنة بنسبة بلغت 600%. الشواهد الأخطر للمرحلة الإدارية المؤسفة في تاريخ الجامعة لم تقتصر على الجوانب المالية ولكنه امتدت إلى أمور تتعلق بانقسامات في الجسم الجامعي ،وتحول بيئة الجامعة إلى بيئة كيدية يسودها الترقب والتربص بالعاملين في الجامعة ،حيث أصبحت العقوبات والاستجوابات والإنذارات أساس التواصل بين الإدارة والهيئات التدريسية والإدارية ، كما تكاثرت لجان التحقيق بمتواليات هندسية لدرجة أن عدد هذه اللجان أصبح يفوق عدد اللجان الأكاديمية ولجان المناهج والجودة والبحث العلمي.
لن تذرف دموع كثيرة على المرحلة السابقة التي عاشتها اليرموك فقد ألحق عطب وأذى كبيرين في الجوانب الأكاديمية والإدارية ،وأصبحت الثقة بين الإدارة والعاملين في مهب الريح .نعم اليرموك اليوم تطوي تلك المرحلة بآلامها وجراحها ولن ينسى أساتذة الجامعة كيف تحولت مؤسستهم أمام نظرهم خلال عامين إلى مكان يصعب العمل فيه ، وكيف آلت مواقع وإمكانات الجامعة إلى منح لتكريم البعض في حين يتم التجبر بمن آل على نفسه إلا انتقاد الوضع ،وتعرية الفساد والتعيينات غير المبررة، والسفر (البطوطي)المفرط على نفقة الجامعة ، والتفريط بمكتسبات ومقتنيات تراثية وأثرية لا تقدر بثمن، ناهيك عن الإثراء الشخصي من المشاريع الدولية دون أن تستفيد المؤسسة شيئا.
في ظل هذا الوضع غير السار فإن اليرموك تستقبل قيادة جديدة لأحد أبنائها الذين خدموا الجامعة لأكثر من ثلاثة عقود ، وله سجل ناصع من الأداء وخدمة الجامعة .الدكتور كفافي خبير دولي في مجال تخصصه بالآثار ،وله بحوث تجاوزت المائتين بحث، وحاصل على جائزتين ملكيتين في التميز في الأداء والبحث العلمي. مهمات جسام تنتظر الدكتور كفافي وعطب كبير يحتاج إلى إصلاح ،وأجواء ثقة تحتاج إلى استعادة، وثغرات وثغرات تحتاج إلى رتق وجسر وليس مجرد ترقيع وإطفاء حرائق. ندرك كبر المسؤولية التي تنتظر الإدارة الجديدة وننظر بحذر وترقب إلى الإجراءات والأطر والسلوكيات الإدارية التي سيبديها الرئيس الجديد ،وسنكتب عنه وعليه بقدر ما تصب هذه السلوكيات الإدارية في مصلحة الجامعة. هنيئا لليرموك الجامعة رئيسها الجديد، وسيتذكر أبناء الجامعة ومحيطها الأكاديمي والمجتمعي كل من أحسن للجامعة والعاملين فيها ، أما الذين أساءوا لهذه المؤسسة وأبنائها وطلبتها ومدرسيها فإن الله كفيل بهم وسيعلم الذين ظلموا أين منقلب ينقلبون .
اضف تعليقك