طلبة نيوز

فرح مرقة عن العرب اليوم

ما عاد  الطلبة الاردنيون في الخارج بحال افضل منهم في الداخل، خصوصا في ضوء "الاضطرابات" التي تشهدها معظم مدن العالم التي كانت تعد "مقصدا للراغبين في الدراسة بالخارج".

الشواهد كثيرة اليوم، فما إن تنازع المتنازعون في اليمن، حتى ذهب ضحيتهم جهد "طلبة أردنيين"، وحين طالب الاوكرانيون بانفصال واتصال ما كان إلا أن ضاق الخناق على الاردنيين من الطلبة أيضا، كذلك الحال في سورية المكلومة، والعراق المتّقد وغيرها من البلدان، التي يلجأ إليها ابن الاردن ليجد فيها فرصته التعليمية التي لا توفرها له بلاده.

اسباب عدم توفر الفرص باتت شبه معروفة فهي إما لضيق ذات اليد "والتي يمكن ترجمتها بطريقة عكسية بارتفاع تكاليف التعليم في البلاد"، أو لعدم توافر التخصصات التي ينشدها الطالب الاردني وفقا لمعطيات الطالب نفسه في محافظات المملكة.

الواضح من عدد من الطلبة الذين التقتهم "العرب اليوم" أن الاردنيين هنا وهناك، اصبحوا الضحية، ولانتشارهم حول العالم، باتت وزارة الخارجية الاردنية تتكبد عناء دفع اثمان باهظة لاعادتهم وتأمينهم كمواطنين تعنى بشؤونهم في الخارج، كل ذلك وجرس الانذار لم يقرع "تماما" بعد، فلا التعليم العالي في الاردن وصل لمرحلة يستطيع امامها التخفيف من العبء المادي على الطلبة، أو توفير المستوى التعليمي المنشود ببعض التخصصات، ولا الطلبة امتنعوا عن السفر لغاية الدراسة.

تخفيض تكاليف الدراسة، لا يمكن ان يكون، طالما "الاقساط الجامعية" هي المصدر الاكبر لتمويل الجامعات الاردنية، الامر الذي حاولت الوثيقة، التي ناقشتها "مجموعة مبادرة النيابية" مع وزارة التعليم العالي سابقا وخلص الطرفان لتوافق على أهميتها، معالجته.

الورقة، التي اطلعت على تفصيلاتها "العرب اليوم" تحدثت عن تنويع في مصادر التمويل الخارجية والذاتية للجامعات، إلى جانب تلك المخصصة من الجهات الحكومية، ليأتي ذلك ضمن اطار "زيادة الاستقرار المادي للجامعات"، الأمر الذي يُؤمل منه ان ينعكس مباشرة على استقلالية الجامعات وبالتالي على رسوم الجامعات بطبيعة الحال.

الحديث عن رفع سوية التعليم ومواءمة المخرجات مع سوق العمل مطروح ايضـا في الورقة، الامر الذي وضعت له اسقف زمنية مستمرة من عام 2014 الحالي وحتى مدة لا منتهية على اعتبار اهمية اعادة التقويم والتعديل.

تحفيز الطلبة على الالتحاق بالكليات والتعليم المهني جاء ضمن الورقة، إلى جانب دراسة وضع الكثير من التخصصات الموجودة حاليا، الامر الذي اندرجت تحته خطوات عديدة محددة باطار زمني، مثل "اعداد خطة مبرمجة لايقاف التخصصات الانسانية على مستوى الدبلوم في كافة الكليات الرسمية والخاصة، والبكالوريوس في جامعة البلقاء التطبيقية مع نهاية العام الجامعي 2014 /2015 والبدء باستبدالها بتخصصات جديدة على مستوى الدبلوم (العام الجامعي 2013/ 2016)، وذلك بربط التخصصات الجديدة مع متطلبات واحتياجات القطاع الصناعي المحلي والاقليمي.

كل ما سبق، وإلى جانبه الكثير من التعديلات من المفترض ان ترى النور في الفترة المقبلة، لتحسن وضع التعليم الذي يراه رئيس مجموعة مبادرة الشراكة البرلمانية مع الحكومة المهندس سعد هايل السرور "حجر الزاوية" في التطور المنشود للاردن.

الاستراتيجية المذكورة من المفترض ان تفكفك مشاكل التعليم العالي وترفع من سويته، الامر الذي تطرح امامه تساؤلات من وزن مختلف: فهل سيتم تطبيق الاستراتيجية حق؟ وهل ستعود ثقة الاردنيين والمؤسسات الاردنية بمخرجات الجامعات الاردنية؟ .. من المفترض ان تجيب الايام المقبلة على هذه التساؤلات.