TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
وزارة الأوقاف
15/02/2014 - 11:45pm

طلبة نيوز-د.محمد الشريفين
"الواقع:ترهل إداري، إقصاء وتهميش، تعيين جائر لمن هب ودب على نظام "المرضوات" لأصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،ما يزيد عن نصف أئمة المساجد غير مؤهلين، المؤهل يعاني من مشاكل كثيرة، على رأسها الرواتب المتواضعة،يبحث لأجلها عن الخلاص من الوزارة، خريجي كليات الشريعة لا يفكرون بالعمل مع وزارة الأوقاف، هذا هو حال وزارة الأوقاف.
الحل:تأهيل المعينين سابقا (تعيين جائر)، ومعظمهم إن لم يكن كلهم أصحاب قدرات متواضعة جداً ....إغراء الطلاب على مقاعد الدراسة -بغض النظر عن المعدل في الثانوية العامة حتى ولو كان 50% - بثمن أربع وجبات شهريا، وثمن عشرين كتابا سنويا، مقابل أن يلتزموا بالعمل مع وزارة الأوقاف براتب ثلاثمائة دينار شهري وسكن -إن وجد- يذكر ساكنه بالمقابر كل يوم "
هذه المعلومات تــــُـــتداول بين أهل الاختصاص والموظفين في الوزارة، وأذاعت جزء كبير منه قنوات فضائية كان آخرها قناة العربية الفضائية.
انطلاقا من أن ممارسة النقد البناء من شأنه صناعة الوعي العام، والمساهمة في إيجاد وطرح الحلول، أدلي بسهمتي في هذه المعمعة الدائرة في هذه الأيام حول وزارة الأوقاف ومشاكلها المزمنة، وقد خدمت في الوزارة من 93-98 كإمام، وكخطيب من 93- ما قبل خمسة أشهر،وسيكون حديثي في محورين: الأول طبيعة وظيفة" إمام وخطيب". والثاني: المشاكل التي يعاني منها العاملون بشكل عام في وزارة الأوقاف.
المحور الأول: طبيعة وظيفة إمام وخطيب.
يظن كثير من الناس أن وظيفة "إمام وخطيب" وظيفة سهلة وما ذاك إلا أنهم يحسبون حسبة عجيبة لدوام الإمام فيقول لك: الإمام يداوم خمس صلوات ، كل صلاة نصف ساعه ومجموع دوامه بناء على ذلك ساعتين ونصف ثم يردف قائلا :يعني لو ما كان إمام راح يصلي، يعني هو لا يعمل شيء يصلي ويأخذ راتب.
وهذا تصور ساذج لمهنة "إمام وخطيب"، والحقيقة أن هذه المهنة من أصعب المهن على وجه الأرض، ومن الخطأ النظر هنا إلى المدة الزمنية التي يؤدى فيها العمل، بل لا بد من النظر إلى طبيعة العمل .
إن عقد مقارنة بسيطة بين الإمام والمدرس في مدرسة –على سبيل المثال- تبين مدى صعوبة وظيفة الإمام، فالمدرس مثلا يستطيع أن يعطي جميع حصصه بأمانة وإخلاص، ثم يأتي إلى بيته وينام ساعة ثم ينطلق إلى عمل آخر لمدة خمس ساعات، ويعود مرة أخرى إلى بيته، ولو كان عمل المدرس يبعد مئة كيلو متر لاستطاع الذهاب والإياب إلى المدرسة كل يوم، بينما لا يمكن للإمام فعل ذلك نظرا لتوزع عمله على النهار والليل، ولو كان يبعد عن المسجد خمس كيلو مترات لما استطاع الذهاب والإياب إلا بشق الأنفس وبكلفة عالية جدا.
وسألخص طبيعة عمل الإمام وأن أتحدث عن الإمام الملتزم بعمله وهم كثر .
فالإمام يطلب منه حضور خمس صلوات ولا بد له من الحضور قبل الصلاة والانصراف بعدها ، وبعد الصلاة عادة ما يــُـمطر بالأسئلة، وبعض الأئمة يجلس بعد كل فرض وقت طويل للإجابة عن الأسئلة، ثم إنه يطلب من الإمام إعطاء ثلاثة دروس أسبوعيه في مساجد غير مسجده، وكانت وزارة الأوقاف تعطي -ولعلها ما زالت – الإمام بدل ذلك 60 قرش أسبوعي على ما أذكر بدل مواصلات ولا بد من تعبئة طلب وتدقيقه ، ومطلوب منه إعطاء دروس في مسجده ومطلوب منه إعطاء درس وخطبة الجمعة، وقصة خطبة الجمعة لوحدها قصة طويلة ولو كانت وظيفة الإمام أن يلقي خطبة الجمعة فقط لكانت كافية أن تكون مهنة لوحدها، وهي كذلك في كثير من الدول، كما يطلب من الإمام الصلاة على الموتى وإعطاء درس ومرافقة أهل المتوفى إلى المقبرة، ويطلب منه حضور المناسبات .
ثانيا: المشاكل التي يعاني منها الأئمة والخطباء.
1- ضعف الراتب الشهري.
مقابل المهام سالفة الذكر فإنه ينبغي للإمام أن يعيش حياة كريمة كأن يستطيع على سبيل المثال تأمين لباس لائق بمهنته، وبالمناسبة فقد حاولت الوزارة سابقا إيجاد حلول لمشكلة اللباس إلا أنها لم تفلح وجاءت بحلول بائسة تتمثل في لباس موحد؟؟؟ وحل هذه المشكلة وما يعانيه الإمام يكون براتب مجزي يمكن الإمام من أن يعيش حياة كريمة تتفق مع طبيعة وظيفته.
2- التدريب والتأهيل.
يحتاج الإمام إلى دورات تدريبية ممنهجة مخطط لها لا على نظام الفزعات، وذلك لحل مشاكل مزمنة تتعلق بالخطاب ومهاراته، والصوت وتحسينه، ووزارة الأوقاف دأبت سابقا -وهذا ما عمق الأزمة- إلى توكيل أناس ليسوا بأهل للقيام بمهام من باب التنفيع.
3- مشكلة السكن.
كثير من المساجد تحتوي على سكن، والغريب أن هذه السكنات في معظمها تشترك في قضايا :تحت الأرض ، ضيقة، لا تهوية، لا شمس، بجانب الحمامات، بمعني أنها لا تذكر إلا بالموت، وانأ أعجب ولطالما عجبت، ولطالما ناقشت المهندسين الذين اشرفوا على تنفيذ المشاريع وقلت لهم: هل تقبلوا أن تسكنوا في هذا السكن، وأين تعلمتم الهندسة التي أوصلتكم إلى هذه التصاميم الخرقاء، ولسائل هنا أن يسأل كيف لمسجد كلف ما يزيد على مليون دينار وإذا ما أتيت إلى سكن الإمام فيه وجدته لا يصلح للدجاج فضلا عن أن يصلح للبشر، والحل هنا أن تشترط الوزارة أن يكون السكن لائق للإمام.
4- مشكلة مديريات الأوقاف، وتحكمهم في الإمام حيث يتحكم حتى المراسل في المديرية بمصير دكتور جامعي إمام، والأصل أن تنظم العلاقة وان يكون للإمام هيبة في مديريته، وفي الوزارة وأقول لمعالي الوزير إن معظم الأئمة وعند مراجعتهم لمديرياتهم، أو لمقر الوزارة ينتابهم شعور بالاكتئاب، لماذا؟ لأن المديريات ومقر الوزارة بشكل عام لا يحترمون الإمام.
5- مشكلة الإمام مع المصلين.
أذكر أنني في يوم وبعد صلاة العصر جاءني شخصان قال لي الأول: في الركعة الثانية لم الحق أن أسبح. وقال لي الثاني: في الركعة الثانية من ذات الصلاة "انكسر ظهري قد ما طولت"؟؟؟؟، معظم المصلين مدراء على الشيخ؟؟؟ وقصة اللجان قصة عجيبة غريبة وهذه القضية بحاجة إلى حل من الوزارة الكريمة.
أذكر بأن الإمام يعمل في أقدس بقاع الأرض، والنظرة للإمام في غاية الأهمية وخاصة من الناس، وهو إن هان على وزارته هان في أعين الناس، ونحن في هذه الأيام الحالكة الظلمة بمسيس الحاجة إلى أئمة يفقهون الدين ويمتلكون القدرة على إيصال ما فقهوه، نحن بحاجة إلى فهم وسطي للدين لكي لا يتسلل المتلجلجين بأفكارهم، نسال الله تعالى التوفيق للجميع والله من وراء القصد.

التعليقات

ام الياس (.) الأحد, 02/16/2014 - 15:35

بارك الله بكم
فعلا بحاجة الى إعادة النظر في الأسس التي يتم فيها توظيف الإمام لانه هناك واقع مرير لسلوك بعض الأئمة إما لسوء طباعه اصلا أو ما تربى عليه أو غير مؤهل ان يكون بهذه الوظيفة
طبعا وفي المقابل الإمام الحقيقي بحاجة الى محفزات تجعله يقبل بالإمامة من راتب جيد وبيت جيد اننن وجد
الإمام الجيد يعكس الصورة الجيدة للحي الذي يسكنه وبالتالي لمجتمعه ككل

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)