TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ولماذا لا تتجه جامعاتنا نحو تعليم تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
17/03/2019 - 4:00am

طلبة نيوز- أ.د نضال يونس
عندما تضع الجامعات رؤيتها فى استشراف المستقبل وتوجه استراتيجيتها للمشاركة فى مشروع النهضة الوطني الشامل في بلد يشكل فيه الشباب اكثر من ثلثية ويتطلعون لأن يكونوا رقماً مهماً في التنمية، وتحمل مسؤوليات الوطن، فإن نجاح الرؤية يكمن فى قدرتها على قيادة التغيير الشامل فى كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية من خلال الاستثمار الصحيح فى الطاقات الشبابيه التى تجاوزت الزمن بمعارفها وقدراتها الرقمية وانسجمت مع التطلعات الوطنية للوقوف على عصر التقنيات الالكترونية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي..

مازلنا حتى هذا الوقت نعتبر الشهادة الجامعية مؤشرا على الوجاهة وطريقا سهلا للوظيفه، فيتسابق الطلبة ويتحمس الاهالي على ارسال ابنائهم الي الجامعات لمجرد الحصول على شهادة، حتى اذا ما زاد العرض عن الطلب واشتد التنافس على الوظائف المحدودة بدانا ندقق في قيمة الشهادة وهل الحصول عليها غاية ام وسيلة لتاهيل الطلبة وخلق فرص عمل جديدة تسهم فى رفع معدلات النمو دعم الاقتصاد الوطني...

الشكوى من مخرجات التعليم الجامعي متواصلة، لا بل تطورت حتى اصبحت عقدة اجتماعية بسب ازدياد نسبة البطالة ومضاعفاتها، والسبب يعود للتعليم التقليدي فى مدارسنا وجامعاتناالذي لا يرتكز على تأسيس تأهيل لا تلقين، والخروج من ثقافة الحصول على شهادة الى اتقان مهارات ومعارف مطلوبة فى اسواق العمل، ولنا فى التجربة الماليزية فى حكومة مهاتر محمد الاولى مثالا يحتذى ، فقد تجاوز مهاتير خمول واتكالية المجتمع الماليزي من خلال تشجيع التعليم التطبيقي والمهني، وعمد الى التركيز على التدريب وانشاء المصانع فى القرى والمدن الصغيرة، فكانت النتيجة ما رايناه، تطور ملحوظ في الصناعة والتقنيات الحديثة...

الحكومة الاردنية من جانبها قامت بوضع اولويات فى انشاء المدارس وايجاد فرص عمل ومشروع خدمة وطن وخصصت لها الملايين لتنفيذها، وتعمل جاهدة على استقطاب رؤوس الأموال وتوطين التقنية، ولكن الا ينبغي على مؤسسات التعليم العالي ان تحدث تغيرا فى هيكلية التعليم بمستوياته ودرجاته المختلفة باتجاه التعليم والتدريب التقني، والتوسع فى تعليم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التى باتت تشكل محركا مهما فى الاقتصاد العالمي ؟
جامعة البلقاء التطبيقية التى نجحت فى طرح برامج ومشاريع عديدة لتنفيذ وسد فراغ مختلف الأعمال والمهن في قطاعات الدولة والشركات والمؤسسات بموازنات ودعم متواضع وضمن رؤية شمولية متكاملة، اعلنت فى خطوة متقدمة عن نيتها لانشاء كلية للتوسع فى تعليم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولكن هذا لا يكفي لابد من مزيد من اهتمام الجامعات فى هذا الجانب..

المستقبل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي هذه حقيقية، وهناك اكثر من نصف سكان العالم اليوم يعتمدون فى حياتهم اليومية على المعلومات والانظمة المحوسبة فى تسيير اعمالهم من خلال انظمة الذكاء الاصطناعي المتوفرة في السيارات الحديثة والمباني والمرافق الى وسائل الدعاية والاعلان وما توفرة الانترنت حاليا من استدلال وتحليل والتعرف على انماط البشر وامزجتهم، لهذا فان جامعة عريقة MIT اعلنت مع نهاية عام 2018 عن مبادرة بقيمة مليار دولار لتخريج طلبة قادرين على تطوير وانتاج برامج الذكاء الاصطناعي من خلال كلية جديدة للحوسبة لتدريب الجيل التالي من وسائل التعلم الآلي...
اذا لماذا لا تستثمر بقية جامعاتنا فى هذا المجال تعليما وبحثا وتدريبا!!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)