طلبة نيوز - أ. د . ماهر المبيضين / عميد شؤون الطلبة في جامعة مؤتة
تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد الأمين إلى هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها في توقيت مهم يسبق إعلان قائمة القبول الموحد للعام الجامعي /2025/2024 تأكيدا من سموه على أن تتضمن هذه القائمة عددا كبيرا من التخصصات النوعية والعملية والمهنية في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي يتطلب طرح الجامعات الحكومية والخاصة تخصصات تتوافق وهذا التحول ومتطلبات السوق المحلية والخارجية لمثل هذا النوع من التخصصات ، حيث إن هيئة الاعتماد شريح استراتيجي مع وزارة التعليم العالي في ضوء التواصل المباشر مع الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة ، وفق آلية تنسيق غايتها تحقيق المصلحة العامة لقطاع التعليم العالي في الأردن .
ومنذ عهد طويل ومن خلال لقاءات متعددة لصاحب السمو ولي العهد مع مؤسسات التعليم العالي المختلفة كانت توجيهات سموه السديدة تركز على طرح تخصصات نوعية بدلا من العدد الكبير من التخصصات الراكدة التي أدت إلى زيادة نسبة البطالة بين الشباب الأردني حتى وصل الأمر إلى التخصصات الطبية التي تشهد إقبالا كبيرا من خريجي الثانوية العمة المتفوقين ، وهي الملاحظة التي نوه إليها معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي في لقاء تلفزيوني قبل شهر تقريبا ، حيث أشار إلى أن عدد الطلبة الذين هم على مقاعد الدراسة في تخصص الطب والجراحة حاليا في الجامعات الأردنية والخارجية يزيد على 34000 طالبا وطالبة ، وهو رقم مخيف سيؤدي إلى تضخم نسبة البطالة في هذا التخصص مما يجعله من أبرز التخصصات الراكدة كونه يشهد حتى اللحظة إقبالا وتهافتا كبيرا من الطلبة استجابة لثقافات اجتماعية معينة خاطئة للأسف .
وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل والتحول الرقمي أو ما نسميه الرقمنة والذكاء الاصطناعي أكد صاحب السمو ولي العهد ضرورة التحول الكلي في الرؤية والفكر والتفكير والتركيز على طرح تخصصات نوعية مطلوبة داخليا وخارجيا ، والتي تسهم في إبراز إبداعات الشباب الجامعي واختراعاتهم ، وهذه التوجيهات السديدة تعيها هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها جيدا وتترجمها واقعا عمليا من خلال تطبيق معايير الاعتماد الخاص والعام عندما تقوم الجامعات بطرح تخصصات جديدة ، سواء لمرحلة البكالوريوس أو مرحلتي الماجستير والدكتوراة ، وكذلك من خلال ما تقوم به الهيئة من زيارات متكررة للجامعات الأردنية فضلا عن المؤتمرات والورش المتخصصة التي تهدف إلى التركيز على طرح تخصصات نوعية تتفق والرؤية الملكية وتوجيهات صاحب السمو ولي العهد .
ولا بد بعد زيارة صاحب السمو لهذه المؤسسة العريقة أن تتظافر جهود القائمين على إدارتها لترجمة توجيهات صاحب السمو وتضمينها ضمن خططها المستقبلية في الاعتمادين العام والخاص للتخصصات التي تتقدم بها الجامعات الأردنية العامة والخاصة ، مما يسهم في التخلص من التخصصات الراكدة والتركيز على التخصصات النوعية ، و يسجل لهيئة اعتماد مؤسسات التعليم وضمان جودتها تطبيق معاير الاعتماد بحرفية على جميع الجامعات دون استثناء ، تحقيقا للعدالة والشفافية ، وهذا اسهم في تحقيق الهيئة لكثير من الإنجازات التي بدت خلال السنوات الأربع الماضية من خلال طرح عدد كبير من التخصصات النوعية التي تلبي طموح صاحب السمو الملكي ولي العهد .
وأخيرا أقول إن زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد لهذه المؤسسة الأكاديمية المهمة ينم عن متابعة حثيثة من لدن سموه لقطاع التعليم العالي في الأردن من جانب ، ومن جانب آخر يضع هيئة الاعتماد أمام تحديات كبيرة قادمة تجاه قطاع التعليم العالي في الأردن ، من خلال وضع خطط مستقبلية تسهم في رفع سوية التعليم العالي من خلال طرح تخصصات تواكب التطور الجديد في مختلف مناحي الحياة ، وتسهم في خفض نسبة البطالة بين الشباب الجامعي ، وثقة سموه في القائمين على هذه المؤسسة كبيرة في مواجهة هذه التحديات .
حفظ الله الأردن وقائده المفدى وولي عهده الأمين .
اضف تعليقك