TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
وما نحن إلا نحن
02/05/2014 - 12:45am

طلبة نيوز- بقلم :ضُحى عبد محمد فرّاش

نمرض أحيان كثيرة ولا نعرف السبب... وندرك تماماً أن الأطباء غالباً ما يفتون بما تعلّموا لا بما جرّبوا... نصل لنتيجة لا ندري بما نشعر وما نرغب به... نبدأ بتفسير المشاعر وترتيبها بلا نتيجة... ليتضخم رأسنا بحجم الأفكار... نتقيأ الدواء ولا نستطيع تقيء الحزن والهلع والغضب... لتعود نوبات الهلع من جديد وكأنها لم تغادرنا... الهلع الذي سيقتلنا...

نشعر ان لا حياة فينا أكثر من الحياة في نبتة ذابلة... باحثين باستماتة ولسنوات طويلة عن نظير، نقيضٍ، حادٍ، مختلفٍ، رفيقٍ لا نعرفه؛ لنشاطره المعرفة التي جمعناها... المنشود الاستثنائي الذي لم نجده ولا نود التفريط فيه... نبحث عنه في سوق يَعُجُ بالنّاس وبحركتهم البطيئة وكأنهم يتراقصون على لحن لا نسمعه ولا نعرفه... هذا الذي يكمّلّنا ويجذبنا بفعل الاختلاف... الذي يريد بدايتنا ونهايتنا...

نشعر اننا نرقص رقصة النصر بإعياء شديد... أفكارنا ترقص رقصة الحرب الصاخبة في رأسنا... ضميرنا مضطرب انهكه التعب... نشعر بأننا لسنا قادرين على التحكم بمشاعرنا... وأننا بحاجة لجنون لا يعقل... لأن نتخبط وننهار ونسقط... نشعر باحتشاد الكلمات بصدرنا... نبلع لقمة لنرد الدّمعة... نود أن نجري لكن لا نعرف كيف... نشعر أننا المخذولون حتى اللانهاية... المحبطين الى آخر حد... وأننا لا نملك شيئا بعد كل شيء...

نضحك ضحكة مكتومة من شدة وبقدر اختناقنا من البكاء... نبكي انفسنا كثيراً وان قايضنا على استرداد قدرتنا على البكاء... بكاؤنا ما هو إلا خليطٌ من حب متلاشي بارد لفَحَنا بحرارته... ما هو إلا خليط من الشوق... وبعض الحزن... والفقد المفاجئ...

نخشى الكون كله والمعتمل في صدورنا... نشعر وكأننا لسنا في أفضل حالاتنا الذهنية... وأن العالم كله يسوده الظلم... ليصبح لا شيء يغرينا في الدنيا وما دنى منها... لا شيء في الدنيا يستحق أن نبقى لأجله بينهم... لسنا قادرين على منح الأمان والثقة لأقرب الناس حولنا... نريد أن تثق بمن حولنا لكن هناك شيء في أعماقنا يصرخ محاولاً إيقاظنا من خيباتنا... لا محادثة تغرينا ولا وجوه تغرينا ولا قلوب تغرينا ولا حياة تغرينا ولا شيء يغرينا سوى الرحيل... الرحيل الأبدي... الموت... حتى هذا لدرجة ما... لا يغرينا فنتراجع خوفاً من التقصير... لنشعر بالموت على قيد الحياة...

نشعر بطعم حاد في الحلق مر كـالعلقم... قلوب من حولنا قاسية كـالصّوان... غيمات الخذلان فوق أسرّتنا كثيرة... صراع دامٍ في أعماقنا المضطربة... نتعب به ومعه... نكتب الكثير من المشاعر ولا نجد أحداً يفهمها... وغالباً ما نكتب لأناس لا يجيدوا القراءة...

نشعر بالحزن وسط الكثير من السعادات... حتى سعادتنا... لأنها اختلفت... رغبة الانتقام الصّارخة بداخلنا... نتعب من كثرة الصواريخ والثلوج والأمطار الغزيرة... نتعبُ الحرب والإقامة بالمناطق المحتلّة بالمفاهيم الغليظة والأحكام المتشددة... نتعب النقاشات العقيمة... ونكره الاختلافات رغم الخلاف... وما هذا إلا نتيجة اختلاف معاني الكلمات... كالرّاحة والسعادة مثلاً قد لا تعني شيئاً عند البعض وقد تعني كل شيء عند الآخر... تموت رغبتنا بالكلمات... ولا نراها أبداً كما رأيناها أول مرّه... نشعر وكأننا المتعبين حد السماء السابعة وما يخفى بعدها...

يزعجنا ظن البعض فينا... وتؤلمنا الصورة الهشه في أعينهم... وأكثر ما يؤلمنا أن نؤذى دون علمنا... وأن يشفق الناس علينا بسببنا ودون علم منا أيضاً... باختصار، نشعر بكل ما يمكن أن يشعر به إنسان أو لعل هذا بسبب ان أعصابنا وخبرتنا القصيرة المترفة والسطحية بالحياة لا تحتمل موقفاً عادياً... والسلام...

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)