TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
يوم الطفل العالمي ومنهاج كولينز والأمن الوطني
20/11/2019 - 4:15pm

يصادف اليوم يوم الطفل العالمي وفي هذه المناسبة لا اود الحديث عن ما يتعرض له اطفالنا في المدارس من تعنيف وتنمر سواء من اقران هذا الطفل او من معلميه ذكوراً واناثاً ، وهذا الأمر يحتاج لمؤتمرات حقيقية من خبراء متخصصين لا مؤتمرات من مقاولين عينهم على المبالغ المالية من المنظمات الدولية المانحة يتم تفصيل هذه المؤتمرات لإنفاق هذه الأموال ، وانما اود الحديث عن هذا الكم الهائل والمعقد من المعلومات التي يتم حشو الطفل فيها في المرحلة التعليمية المبكرة من رياض الأطفال الى الصف الثالث الأساسي ، بحيث اصبح وقت العائلة الأردنية منذ عودة ابناءهم من المدرسة مكرس لتدريسهم ساعات النهار وجزء من الليل ، بحيث اصبح الطفل ينظر للمدرسة وواجباته المدرسية كمانع لحريته وانطلاقته وعفويته في هذه السن المبكرة ، اذا اطلعنا على تجارب الأمم والدول المتقدمة في هذا المضمار نجد كثير من هذه الدول كفنلندا والسويد واليابان وغيرها تعتبر هذه المرحلة المبكرة من عمر الطفل مهمة في تشكيل وعيه ونظرته الايجابية للمحيط الذي يعيش فيها ويتعرف على هذا المحيط كصديق وبيئة حاضنة له ، ومنها المدرسة والمدرس ، فارتأت هذه الدول ان تعتمد على هذه المرحلة من عمر الطفل بتعليمه مهارات مرتبطة بمواقف لا منهجية وليست داخل غرفة الصف ، معتمدة على اللعب كوسيلة فاعلة في كسب المعرفة وتحبيب الطفل بالمدرسة التي لم تعد مرتبطة بالصف كبناء ، ومن المحتمل ان تصبح المدرسة بمفهومها التقليدي أي البناء المدرسي شيء من الماضي ، في ظل هذا التطور المتسارع في التكنولوجيا وما يرتبط بهذا التطور في وسائل التعليم والتعلم. 
في الآونة الأخير تم جدل ولغط كبير حول منهاج كولينز(الرياضيات والعلوم)الذي بدأت وزارة التربية بتدريسه للصفين الأول والرابع وشكل اولياء الامور مجموعات على مواقع التوصل الاجتماعي بعنوان ارجاع الكتب للوزارة اعتراضاً على هذه المناهج ، وهنا لا اود الخوض في تفاصيل المنهاجين كوني لست متخصصاً ، لكن ما هالني ان زميلي في العمل ويحمل شهادة الماجستير في الحاسوب اخبرني انه يعاني في تدريس ابنه في الصف الأول لمنهاج الرياضيات ، المعاناة ليست في إيصال المعلومة للطفل كما اخبرني بل ان الأب احياناً لا يفهم بعض المسائل في المنهاج فتخيل حجم المعاناة التي يعانيها الطفل في هذا المنهاج.
الصراع الدائر بين اولياء الأمور والوزارة حول هذا المنهاج شيء عادي فمن حق ولي امر الطالب ان يبدي اعتراضه على ما يتم تلقين ابنه في المدرسة ، ومن حق الوزارة في المقابل بل من واجبها ان توضح لأولياء الأمور اختيار هذا المنهاج دون غيره ، وتبيان إيجابياته من خلال الخبراء الموجودين لديها ، ونحن نعلم ان وزارة التربية والتعليم هي بيت خبرة من خلال كوادرها المتخصصة في المناهج واساليب التدريس.
امس هاتفني بعض الاصدقاء معترضاً على احد الاجهزة الأمنية التي دخلت على خط هذا الصراع من خلال استدعاء احدى قريباته الناشطات في حملة إعادة المنهاج للوزارة والضغط عليها من خلال مقربين لها ، حقيقة كان رده على المتصل من هذا الجهاز ان هذا الأمر مرتبط بمنهاج مدرسي يتأثر به اطفالنا فما علاقتكم انتم؟ وهنا انا ايضاً اسأل نفس السؤال لماذا يتدخل هذا الجهاز بهذه الصراع على الرغم انه ليس له أي صفة امنية او سياسية قد تهدد امن البلد او الأمن الوطني التي يضطلع بها هذا الجهاز!!!؟
حقيقة هذا الوصاية التي يمارسها هذا الجهاز الأمني في كل مفاصل الدولة اضرت كثيراً بإدارة مؤسسات الدولة ، واصبح الجميع يعلم بان رضى هذا الجهاز هو المعيار الوحيد في وصولك لأعلى المواقع في الدولة بصرف النظر عن المؤهلات او الكفاءة ، هذا الجهاز جهازاً وطنياً مهمته المحافظة على امن البلد ، واعتقد انه يبلي بلاءً حسناً في هذا المجال ، الا ان تغوله على مؤسسات الدولة الأخرى قد اضرت به بشكل كبيركما اضرت بالدولة ، بل احياناً يتهم بحماية بعض المتهمين بشبهات الفساد.

د.معن علي المقابلة
Maen1964@hotmail.com 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)