طلبة نيوز-د.محمد عيسى الشريفين

"لا ينسى ذو الاحتياجات الخاصة وذووهم الجهود الكبيرة التي قام بها سمو الأمير رعد بن زيد، ودولة رئيس الوزراء، في ترجمة التوجيهات الملكية السامية، وذلك بتسهيل سبل العيش لذوي الاحتياجات الخاصة، والمتمثل بإعفائهم من الرسوم الجمركية، فالشكر موصول لجلالة الملك على توجيهاته، ولصاحب السمو الملكي الأمير رعد بن زيد، ولدولة رئيس الوزراء، ووزير التنمية، وعطوفة مدير الأمن العام، وعطوفة مدير الجمارك، وكل من كانت له سهمة، على كل جهد بذلوه في سبيل إيصال هذه الخدمة لفئة ابتلاها الله تعالى في جسدها أو في عقلها، نسأل الله تعالى السلامة"
أريد في هذه العجالة أن أناقش مسألة ترميز سيارات المعاقين بالرقم 81، وذلك من وجهة نظر قانونية وأخلاقية، وسيستند نقاشي إلى: قانون رقم (31) لسنة 2007 قانون حقوق الأشخاص المعوقين في المملكة الأردنية الهاشمية ،واذكر الملاحظات التالية:
أولا: تنص المادة 2 من القانون على أن مفهوم إعادة التأهيل: عبارة عن التدابير والبرامج والخطط التي غايتها استرجاع أو تعزيز أو المحافظة على القدرات والمهارات وتطويرها وتنميتها في المجال الصحي أو الوظيفي أو التعليمي أو الاجتماعي أو أي مجال آخر بما يحقق تكافؤ الفرص والدمج الكامل للشخص المعوق في المجتمع وممارسته لجميع الحقوق والحريات الأساسية على قدم المساواة مع الآخرين .
إذا نظرنا إلى النصين التاليين: "الدمج الكامل للشخص المعوق في المجتمع" و "ممارسته لجميع الحقوق والحريات الأساسية على قدم المساواة مع الآخرين"، نجد أنهما يصطدمان مع ما قامت به الحكومة من إفراد هذه السيارات برقم خاص.
ثانياً: تنص المادة الثانية على أن فلسفة المملكة تجاه المواطنين المعوقين تنبع من القيم العربية الإسلامية، وتؤكد المادة على احترام حقوق الاشخاص المعوقين وكرامتهم.
إذا نظرنا ما عمدت إليه الحكومة من إفراد سيارات المعاقين برمز خاص يعرف للقاصي والداني نجد أنه يصطدم صراحة بروح هذه المادة.
ثالثا: نصت المادة الرابعة البند السادس على الإعفاءات الجمركية لهذه الشريحة ولم تنص بحال على قضية التمييز في رقم السيارة.
رابعاً: إن من بين ذوي الاحتياجات الخاصة الحاصلين على الإعفاء أناس يحملون أعلى الدرجات العلمية، وأدباء وشعراء وكتاب، وفي هذا الترميز الخاص إحراج كبير لهم.
إن الذي يقود سيارة هذه الشريحة من الناس ليس المبتلى وإنما أبوه أو أمه أو احد إخوته آو أخواته، ولاحظ أيها القارئ الكريم عندما تقود الأم أو الأخت السيارة بهذا الترميز الفاقع؟؟؟؟ ما ذنب من يقود السيارة أن يشار إليه بالبنان.
إن التمييز على أساس الإعاقة هو تمييز يصطدم مع القانون الأردني صراحة كما ويصطدم مع القيم الإسلامية الأصيلة.
إن الترميز بالرقم 81 ليس له أية ضرورة، خاصة أن رخصة القيادة منصوص فيها أن هذه السيارة لصاحب احتياج خاص وهذا هو المهم، أما أن ينضاف إليه ترميز خاص لكي يميزه الناس، فإلحاق للأذى والحرج بصاحب الإعاقة وبمن يقود سيارته.
لو افترضنا أن الإعفاء صدقة من الحكومة وهو ليس كذلك لسقنا لها قول الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى).