TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
لماذا لم تحتل أي جامعة أردنية الموقع الأول عربياً في التصنيف العالمي الأخير؟
18/11/2014 - 2:45pm

طلبه نيوز

ا.د. عاهد محمد الوهادنة

لماذا لم تحتل أي جامعة أردنية الموقع الأول عربياً في التصنيف العالمي الأخير؟
واخيراً اصدرت مؤسسة QS التصنيف العالمي الوحيد الخاص بالجامعات العربية. وكانت النتائج كما توقعتها في مقالتي السابقة. إذ كُنا نمني النفس أن تدخل احدى الجامعات الاردنية قائمة افضل خمسمائة جامعة عالمياً ولكن بعد صدور تصنيف QS للجامعات العربية أصبحنا نُمني النفس أن تحتل جامعة أردنية المرتبة الاولى أو على الاقل واحدة من المراتب الثلاث الاولى عربياً. وكما اسلفت في مقالة سابقاً, تصدرت الجامعات الاماراتية والسعودية الجامعات العربية في التصنيف العالمي وهاهي تؤكد تفوقها في التصنيف العربي العالمي اذ دخلت عشر جامعات إماراتية قائمة افضل خمسين جامعة عربية وتسع جامعات سعودية وثمان جامعات مصرية وست جامعات لبنانية وست جامعات أردنية واربع جامعات عراقية وجامعتين بحرينيتين وجامعة واحدة من كل من قطر وعُمان والكويت والسودان وتونس. وبالقياس على عدد الجامعات الأردنية وعدد السكان ونسبة من يذهب منهم للجامعات يومياً (2,5 % وهي نسبة تماثل بريطانيا) والاستقرار السياسي مقارنة مع بعض دول الجوار فإن النتائج لا تُرضي الطموح الأكاديمي الأردني اطلاقاً. ولكن من النتائج الايجابية دخول جامعتين خاصتين (جامعة الاميرة سمية وجامعة البترا) التصنيف العربي وكذلك ظهور إسم جامعة اليرموك وهي ثاني اقدم جامعة أردنية في هذا التصنيف مع غياب جامعات حكومية قديمة أخرى. إنني أرى أن عديد من الجامعات الخاصة الاردنية تستطيع أن تنافس عربياً مثل جامعة الزيتونة التي ابدى رئيس واعضاء مجلس امنائها اهتماهم الشديد في التصنيف ولدى هذه الجامعة الكثير من الميزات لترافق الجامعات الخاصة التي سبقتها في التصنيف فالباب مفتوح والإمكانية واردة لجامعات خاصة اخرى للمنافسة مثل جامعة فيلادلفيا والاسراء والشرق الاوسط والزرقاء الخاصة والتي ابدى ايضاً رئيس مجلس امنائها الكثير من الاهتمام في هذا التصنيف.
على الجامعات الحكومية والخاصة أن تخلق حالة تنافسية ليس على المستوى العربي وحسب بل العالمي كذلك. فالمطلوب أن يزيد عدد الجامعات الاردنية في التصنيف العربي والعالمي بل يجب أن لا ترضى الجامعات الاردنية باقل من المرتبة الاولى عربياً. ولا بد ان نتذكر بفخر ان البنك الدولي في عام 2007 صنف التعليم الاردني في المرتبة الاولى من خلال اربعة عوامل مجتمعة وهي النوعية والفاعلية والمساواة والفرص.
إن للتصنيف العالمي أهمية قصوى في استقطاب الطلبة العرب والاجانب والمردود الاقتصادي الضخم العائد إثر ذلك. وكذلك يعتبر تصنيف أي جامعة من العوامل المساعدة على منافسة الخريجين في سوق العمل, هذا بالاضافة لعوامل عدة كنت قد فصلتها في مقالة سابقة تحت عنوان "التصنيف ...وسيلة وليس غاية".
مع العلم ان التصنيف العربي الاخير هو تصنيف أولي اذ أعتقد ان الجامعات الأردنية الست استفادت من ظروف معينة لدخول قائمة الخمسين ولكن هذا الترتيب سيتغير في العام القادم بعد ان يزيد عدد الجامعات الراغبة في المشاركة. ولعلي قد اجبت على سؤال عنوان هذه المقالة في احد مؤتمرات مؤسسة QS بحضور العديد من اصحاب القرار في الشأن الاكاديمي الاردني وامام رؤساء افضل الجامعات في سنغافورة وماليزيا وبروناي وهونغ كونج وغيرها. حيث اشرت الى ان الطريق للعالمية تتطلب من المؤسسات الاكاديمية الأردنية تحسين الجانب الإداري في عملها: فالإستراتيجيات غائبة والتدقيق الداخلي والخارجي لا اثر له واحياناً نصيغ الخطط العامة دون تنفيذ. فالمطلوب العمل بذكاء وليس بجهد في عالم اصبح كل شيء في متناول يديك فأنت لا تحتاج لصناعة العجلة من جديد ولكنك تحتاج للاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تُحدث الفارق. علينا أن ندرس جيداً ملفات الجامعات التي تفوقت علينا وعلينا ان نهتم بالتدريس والبحث العلمي بأدواتٍ جديدة وعقول جديدة فما زالت الأدوات هي ذاتها التي لم تعد تصلح للأجيال القادمة. وانني أشجع الجميع لقراءة كتاب فيزياء المستقبل للعالِم ميتشو كاكو – وهو صاحب كتاب فيزياء المستحيل - والذي قابل 300 حاصل على جائزة نوبل لتأليف هذا الكتاب والنتيجة اننا في العقود القادمة سنرى كم ستتسع المسافة بيننا وبين العالم المتقدم, ليس بسبب نقص العقول ولكن بسب نقص المهارة الإدارية والإنتماء الحقيقي المكتسب وليس الفطري. علينا أن نتفق مرة واحدة على الطريقة الفضلى والشخص الأفضل والابتعاد عن خيار الصفر وهو ما تكسبه أنت خسارة لي.
معايير التصنيف العربي العالمي:
لقد شارك مئات الاكاديميين العرب في صياغة معايير التصنيف التسع وهي: 30% للسمعة الاكاديمية عالمياً و20% لرأي اصحاب العمل في مستوى الخريجين, و20% لنسبة طالب لمدرس و5% لعدد المدرسين من حملة الدكتوراة و5% لعدد الابحاث المنشورة لكل عضو هيئة تدريسية في محرك بحث scopus و5% للاستشهاد في الابحاث المنشورة حسب محرك بحث scopus أيضاً و 2,5% لنسبة الطلبة الأجانب و2,5% لنسبة المدرسين الأجانب و10% للترتيب في ويبوميتريكس. قد نختلف او نتفق على هذه المعايير ولكنها اصبحت واقعاً ومن معرفتي في الجامعات الحكومية والخاصة الأردنية فإنني وعلى سبيل المثال أرى أن لجامعة الاميرة سمية فرصة كبيرة لتتفوق على الجامعات العربية الخاصة والحكومية في العام القادم وأرى كذلك أنه لا يوجد أي مبرر لأي جامعة حكومية إن لم تنافس بقوة على المواقع الاولى عربياً

التعليقات

تكناوي (.) الثلاثاء, 11/18/2014 - 15:06

مبدع كالعاده

المتابع (.) الثلاثاء, 11/18/2014 - 16:29

د. عاهد. أرجو أن تخرج من دائرة الأنا . لماذا لاتكن منصفا، و تشير الى أن جامعتين أردنيتين ( الأردنية و التكنولوجيا) حلتا ضمن ألجامعات العشر الأولى عربيا حسب تصنيف QS و نافست جامعات عربية موازناتها بمليارات الدنانير. حيث تفوقت هاتان الجامعتان على كثير من الجامعات العربية التي أدرجت ضمن قائمة الخمسمائة التي تتغنى بها.

هماله (.) الثلاثاء, 11/18/2014 - 17:31

هو التفسير انها ضعف بالادارة الجامعية واستقواء مراكز القوى على الجامعات الاردنية والدليل هو رؤساء جامعات بالواسطة والادارة من نواب وعمداء من حال الواقع وهم بالواسطة والافضل هو Rethink university administration of university presidents and vice-presidents and deans. As well as the dimensions of people with disabilities who are destroying. People and is loved universities. Remove slack and corruption. Find all the heads of ordinary ... get rid of the hated names

Dr Mohd Sghaireen (.) الثلاثاء, 11/18/2014 - 22:58

الله يعطيك العافية على المقال الرائع. نتطلع الى رؤية الجامعات الاردنية تنافس على مستوى عالمي ان شاء الله

في الصميم (.) الاربعاء, 11/19/2014 - 06:55

الى متابع وهل تفتخر بترتيب الاردنية والتكنولوجيا وهل تعلم حجم موازنة الجامعتين ,وانا زاملت الدكتور الوهادنة في واحد من مجالس الامناء وهو مكسب للجميع بايثاره وعلمه واخلاقه وبلاش نغطي الشمس بغربال لمصلحة الاردن

لا يهم (.) الخميس, 11/20/2014 - 15:01

30% للسمعة الأكاديمية
كيف ننقذ سمعة جامعاتنا الأكاديمية وعدد الطلبة في الشعبة الواحدة في الكليات السريرية يفوق 10 أضعاف العدد المسموح به؟ وأين هيئة الاعتماد من تحري نسبة أعداد اعضاء هيئة التدريس لأعداد الطلبة؟ أنصح أعضاء هيئة التدريس الإخلاص في عملهم وعدم اللهث وراء المناصب الزائفة . فكلنا كنا طلبة وأطلعنا على أهمية الواسطة في الترقية والتعيين في المناصب

hk]hvd (.) الخميس, 11/20/2014 - 22:40

ليش مهتم كثير؟ إذا بعض أعضاء هيئة التدريس أستاذ دكتور يا دوب يداوموا 4 ساعات في الأسبوع مع الطلاب؟ يعني هدر أموال الجامعات رواتب على مجموعة لا تعمل ولا تفيد الطلبة من علمها؟ هذا أولى بالاهتمام بدل الإنجازات الورقية

مواطن (.) الجمعة, 11/21/2014 - 09:22

بسم الله والحمد لله على كل شيء .ومن فضل الله ان جعلنا امة العلم. لكن هي ابتلاء الجامعات بادارات فاشلة ..الوسط الاكاديمي يستهجن اسلوب اختيار رؤساء الجامعات وهم بالواسطة وحتى لجان اختيار الرؤساء هي شكلية فلننظر الى كيفية ومنهجية اختيار رئيس جامعة الاردنية الالمانية وجامعة الطفيلة وجامعة ال البيت ..التفاصيل مرعبة ..ومن ثم للنظر الى اختيار نواب الرئيس والعمداء ...واسطات ومحسوبيات ..هل نقبل تعين استاذ مساعد او مشارك عميد لكلية وهناك اساتذة مشهود لهم ولكنهم لا يملكون الواسطة وغير مقتنعين بها ..ما بالك حالة التردي بالجامعات وطالما ان مجالس الامناء هي شكلية...حسبي الله ونعم الوكيل

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)