TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
اضف تعليقك

محمد نايل الفلحات (.) الأحد, 08/10/2014 - 23:21

بسم الله الرحمن الرحيم

في ضوء ما تقدمتَ به من توضيح للمجريات المتعلقة بنتائج الثانوية العامة للعام الماضي والأرقام والنسب المتعلقة بها, لا سيما الاعداد الكبيرة للطلبة الراسبين, وبالنظر للاقتراح الذي طرحته, فإن الانطباع الأول للناظر إليه يكون الاستحسان, لما ذكرت من أعباء تترتب على الوزارة في الدورات القادمة جراء الزيادة التراكمية في أعداد الطلاب, الناتجة عن الزيادة في أعداد الراسبين المعيدين. بالإضافة إلى ما لوحظ من وجود نسبة لا بأس بها من الطلاب الذين حصلوا على معدلات جيدة وجيدة جدا لكنهم رسبوا في أحد المباحث على الأقل, وفي الغالب هو من المباحث التي يمكن حذف علامتها من المعدل, والمحزن أن ما احتاجه بعض من هؤلاء الطلاب لاجتياز هذا المبحث واغتنام المعدل الذي حصل عليه, لا يزيد عن خمس علامات, لن تمنحه مكانة أعلى مما يستحق إن أُعطيَت له ليحقق متطلبات النجاح! فهي, بالتأكيد, لن ترفع معدله, لكن نجاحه فيها سيساهم في التقليل من اعداد الراسبين الذين سيشكلون عبئاً على الوزارة لاحقاً , فكان من باب أولى أن تسير الوزارة -في هذه النقطة- على نهج سابقاتها.

أما بعد الإمعان في اقتراحك, فأرى أن من الصعوبة إجراء امتحان تكميلي للطلبة الراسبين, في هذه الدورة على الأقل, لعدم اتخاذ التجهيزات اللازمة لذلك مسبقاً, لما تحتاجه العملية من إحصاء لأعداد الطلاب الراغبين في التقدم للامتحان والترتيبات اللازمة لذلك, وكتابة للامتحانات, وتغليفها, وتوزيعها, وجمع للمراقبين وتوزيعهم, إضافة إلى الإجراءات الأمنية التي تتطلب التخطيط, وما يلي الامتحان من تصحيح وتدقيق ومراجعة ومطابقة -كما يقولون- وحوسبة, ثم إعلان النتائج وتقديم الطلاب طلبات التحاقهم بالجامعات ثم انتظار نتيجتها. بالرغم من قلّة أعداد الطلاب الذين سيتقدمون للامتحان مقارنة بدورة دراسية نظامية, إلا أنّني أشكّ بكفاية الوقت المتاح, مع بقاء خمسة أسابيع على بداية الفصل الجامعي الأول للعام القادم. مما سبق فإنّني أرى أنه يجب عدم الركون إلى الامتحان التكميلي, يؤيد ذلك ما صدر من شائعات عن إقامته نفتها الحكومة لتقطع بذلك أي سبيل إليه.

أمّا عن نظرتي لإجراءات وزارة التربية والتعليم المتخذة, فإن ما قامت به كان له من الآثار السلبيّ والإيجابيّ. فقد ساهم في خفض نسبة الغش بشكل كبير, إضافة إلى إرجاع هيبة امتحان الثانوية العامة, والأبرز من ذلك كله, خفض المعدلات بشكل عام, الذي كان مؤشراً على أن الامتحان اختبر أفضل ما لدى الطلبة من إمكانات دراسية وعقلية, مقارنة بما كانت عليه المعدلات في الدورة الفائتة من تضخم كبير في أعداد الطلبة الحاصلين على معدلات عالية جداً مما ساهم في صعوبة التمييز بينهم أنفسهم. من الناحية الأخرى, فإن الضغوطات النفسية الكبيرة التي واجهها الطلبة نتيجة تقليص فترة الامتحانات والإجراءات الشديدة المتّبعة ساهم في التأثير على نتائجهم. أمّا عن صعوبة الامتحان, الّتي كان لها الأثر الأكبر, فأنا لست ضدها, لأن لها الفضل في إبراز أفضل ما يملك الطلاب من قدرات, لكنّني مع تعديل نمط أو توزيع أسئلة الامتحان, لتكون أكثر شمولاً لمستويات الطّلاب, الضعيف منهم والمقبول والمتوسط وأخيراً المتفوّق, فكانت نسب الرسوب الكبيرة الشاهد الأكبر على أنّ الامتحان كان أعلى بمتوسّطه من مستوى متوسّط الطلّاب, أقترح هنا زيادة أعداد الأسئلة ذات المستوى المتوسط لتسهيل نجاح الطالب, لكن مع الحرص على وجود أسئلة تمنع حصول الطالب على علامة عالية إلّا من يستحقها, وهكذا نكون قد قللنا من أعداد الرّاسبين وفي الوقت نفسه, خفّفنا من حدّة العلامات العالية.

بالرغم من أنّ الاقتراح السّابق يساهم بزيادة أعداد الناجحين بمعدلات متدنية لا تخوّلهم دخول الجامعات أو على الأقل التخصصات التي يرغبونها, فإن ذلك ليس بمشكلة مع وجود كليات المجتمع الّتي تستقبل هؤلاء الطلّاب, فيحصلون على مزيد من التعليم يؤهلهم فيما بعد لدخول الجامعات. وغير ذلك, فإن عدد لا بأس به منهم سيتوجه إلى مراكز التدريب المهني الّتي ستطوّر مهاراتهم العملية, أو إلى سوق العمل مباشرة, فيمكّنهم من العمل بوظائف تتطلّب النجاح في الثانوية العامة كشرط قبول للمتقدّم لها.

أمّا ما يمكن تقديمه من حلول على المدى البعيد, فلا يخفى على أحد الضّعف في مخرجات مرحلة الدراسة الأساسيّة, ممّا يتطلّب إعادة النّظر فيها من ناحية إعادة صياغة المناهج لتركز على الجوانب الإبداعيّة لدى الطلّاب بعيداً عن التّلقينيّة, بالإضافية لتخصيص جزء من العمليّة التدريسيّة لتنمية المهارات والقدرات الفردية التي يتمتع بها الطلاب. إضافة إلى تطبيق آليّات صارمة على عملية قبول المعلّمين, انطلاقاً من دورهم الكبير في تشكيل شخصيّة الطلّاب وتنميتهم أكاديمياً وإبداعيّاً, فلا يُقبل إلّا من هو أهل لحمل هذه المسؤولية بعيدا عن القبولات العشوائية والواسطة والمحسوبيّة.

أمّا عن المرحلة الثّانويّة, فلا بدّ من النّظر فيما تحتويه بعض المناهج من الحشو في الكلام, كما نرى في مواد الثّقافة العامّة والثّقافة الإسلاميّة, فنلاحظ طالب الفرع العلميّ يبذل جهداً أكبر في "بصم" هذه المباحث, على حساب مواد الرياضيات والفيزياء وغيرها من العلوم التي هي أولى من هذه المواد الحفظية بجهده, لا أقول بإلغاء هذه المباحث, وإنما بإعادة النظر بما تحتويه من تفاصيل ومعلومات لا يحتاجها الطالب, بل وينساها فور خروجه من قاعة الامتحان.

أعتذر على الإطالة

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)