TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حتى لا تفقد النور: فضل صلاة الفجر وخطورة التفريط فيها -
16/10/2020 - 9:00am

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد /
تنظر في صفوف المصلين في صلاة الفجر فتصُاب بالحزن وأنت تراها قد نقصت نقصاً كبيراً عن باقي الصلوات .
وتزدادُ حزنا وأنت تعلم أ ن ه بعد ساعة أو أقل سيملأ الضجيج الشوارع وستنطلق الجموع لدنياها وأعمالها فأين هؤلاء قبل ساعة من الأن !؟
تتألم وأنت توقن أ ن الكثير من الشباب ، بل والكبار في نوم عميق قد تساهلوا بأداء هذا الفرض الجليل تساهلاً واضحاً بي نا ً ألم يعلموا أ ن هناك فريضة صلاة فجر ، وقرآن فجر مشهود ؟ ألم يبلغهم أ ن هناك ملائكةٌ شهدت الصلاة وسجلت أسماء من حضروا وصعدوا لربهم وسألهم عن عباده - وهو أعلم - فشهدوا للعبُ اد حقاً والمخلصين صدقاً أن هم قد شهدوا صلاة الفجر !؟
فكم لهذه الشهادة من شرف لأهلها وأسماؤهم تذُكر في الملأ الأعلى
! وكم حُرم من تأخر عنها هذا الشرف ؟
في صلاة الفجر نجاة - بإذن الله - من النار ف " لن يلج النار رجل صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " رواه مسلم. وضمان الفوز بالجن ة " فمن صلى البردين دخل الجنة " متفق عليه
.
تصلي الفجر في جماعة فتفوز بأجر قيام الليل كله ؛
فمع أن ك لم تصلِ بالليل ولا ركعة واحدة ولكن ك تصلي الفجر في جماعة فكأن ك لم تنم دقيقة واحدة بل أمضيت ليلك كله بين يدي الله راكعاً وساجداً ، فأي فضل أعظم من هذا !؟
إذا صليتَ الفجر فأنت في حفظ الله ورعايته فلن تخف من عدو أنسي أوجني فقد أصبحت في ذ مة الله .
هل ترى هذه الدنيا بقصورها ومراكبها وأنهارها وأموالها كلها ؛ سُن ة الفجر فقط خير منها وما عليها ، فكيف بأجر فريضة الفجر !؟ ضي ع - والله - المف رط فيها على نفسه الكثير من الخيرات والهبات ، وفاته العظيم من الأجور والمكرمات ، وحرمها الكثير من التحصينات .
تخرج من بيتك لصلاة الفجر فتأتيك البشارة من الله وأن ك قد ضمنت الن ور في أصعب مواقف المرء في حياته ، وأش دها خطراً عليه ، وأحوج ما يكون فيها للنور ، ففي الحديث :
" بش رِ المشائينَ في الظلمِ إلى المساجدِ بالنورِ التا مِ يومَ القيامةِ " رواه أبو داود .
قلي بربك : من أين سينال النور في ظلمات يوم القيامة مَ ن لم يزل مؤثراً لفراش نومه قد حرم نفسه اقتباس هذا النور بترك المشي لصلاة الفجر !؟
أعظم ما في الجن ة رؤية الله تعالى ؛ ومع كثرة نعيم الجن ة وعظمتهينسى أهلهُا كل نعيم هم فيه ، وكل الخيرات التي بين أيديهم عند تمت عهم بالنظر إلى وجه الله الكريم - لا حرمك الله لذة النظر إليه -
هل تعلم أ ن من أعظم أسباب الفوز بهذا الفضل ، هو:
) المحافظة على صلاة الفجر ( فمن لم يزل يؤثر سهراً على جوال
، أو سهرة مع أصحاب ، أو لا يرفع رأساً بأهمية صلاة الفجر أو لأي سبب آخر يفُ وت به صلاة الفجر هل عرف عظيم خسران ما فاته !؟
من ف ر ط في صلاة الفجر على خطر عظيم أن تدركه صفات المنافقين الكسالى عن صلاة الفجر ، ف " أثقل الصلاة على المنافقين ، صلاة الفجر وصلاة العشاء " متفق عليه.
ث م أرشدنا الناصحُ المنصوح صلى الله عليه وسلم أ ن المف رطين فيها : " لو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً " وذلك لعظم أجرهما .
إ ن التكاسل عن أداء صلاة الفجر في المسجد من مظاهر إيثار محا ب النفس على أمر الله وهذا خطر كبير ، فالله أمرك بالحضور لصلاة الفجر ويذُك رك المؤذن كل فجر بهذا :
( حي على الصلاة ، حي على الصلاة ؛ حي على الفلاح ، حي على الفلاح ) ويزداد التأكيد:
) الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ( ومع ذا تؤُثر النوم عليها !
في صلاة الفجر لذة ليس بعدها لذة ، وحلاوة يعرفها ساعة أدائها وعند قضائها كلُّ من يحافظ عليها ، وهي أعظم من لذة من يؤثر النوم أو يتركها حال استيقاظه تفريطاً بها.
ليوقن من يف رط في صلاة الفجر ولا يهتم لها ولا يرفع بها رأساً أنه قد حرم نفسه شرف الوقوف بين يدي الله في هذه الساعة ، وأ ن الشيطان قد تسل ط عليه وبال في أذنيه بمنطوق حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
من ينام عن صلاة الفجر قد ع رض نفسه للعذاب الشنيع في قبره ، فقد جاء في وعيد من نام عن الصلاة ) أ ن رأسه يضُرب بحجر فيكُسر ثم يعود كما كان فيكسر وهكذا إلى قيام الساعة ( فيا ترُى من يطُيق هذا العذاب الفظيع .
وبعد / فهذه كما ترى فضائل وخيرات الواحدة منها خير بقية دنيانا يفوز بها من حافظ على صلاة الفجر ، ويس لَم من تبعات التفريط فيها أنواع العذاب والنكال .
فمن رأى من نفسه خللاً وعدم اهتمام بهذه الفريضة ، وحرم نفسه تلك الخيرات التي لا منتهى لها، فليبحث عن الأسباب ، ولعل من أعظمها : الذنوب والمعاصي فلي ح ذرها وليبتعد عنها .
ومنها : عدم تعظيم أمر الله في صلاة الفجر مع ما جاء فيها - كما تقدم - من فضائل ، وما في التهاون فيها من خطر ومآثم.
فحذار حذار من هذا التفريط ، وليستدرك كلُّ من تساهل ، وليوقن أ ن الدنيا قصيرة وليبادر في إصلاح هذا الخلل فالأمر ليس بالهي ن كما ترى.
اللهم اجعلنا مع ظمين لها ، محافظين عليها .

Add new comment

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.