طلبة نيوز
كتب علي العزام
قبل خمسة عشر عاما فازت قصة قصيرة بعنوان المولود ميت والشرقية عقيم بعدد من الجوائز العربية والمحلية في مسابقات للقصة في جامعات أردنية وكان أن فاز عمل مسرحي مستوحى من القصة بجائزة أفضل عمل مسرحي متكامل في مسابقة للإبداع الثقافي تقيمها جامعة اليرموك سنويا .
القصة التي تعيش فضاءات أغنية للسيدة فيروز "بديت القصة بأول شتاء ...بأول شتاء حبو بعضن ...وخلصت القصة بثاني شتاء ... بثاني شتاء تركوا بعضن ..."
هذه الأغنية وتلك القصة يتناولان حقيقة نعيشها في بداية الأشياء ونهايتها ولكن بعيدا عن الرومانسية ونهايات قصصها التراجيدية فإن المشهد العام في قطاع التعليم العالي لا يغادر أن يكون مثالا حيا لتلك الحقيقة وفضاء أغنية فيروز وقصتي "المولود ميت "
في أيار من العام 2013 وبعد تشكيل حكومة النسور البرلمانية عقد اجتماع لقيادات التعليم العالي في الأردن وذلك بعد أن كانت حكومة النسور الأولى اتخذت قرارات لمجلس الوزراء برفع دعم الجامعات الى 138 مليون دينار ورسالة من رئيس الوزراء النسور الى وزير التربية آنذاك وجيه عويس بوضع خطة تم اقرارها في مجلس الوزراء حول تطوير امتحان الثانوية العامة .
قبل عام اعتقد الجميع أن هناك خطوة تنفيذية ستخطوها الحكومة باتجاه المضي في تطوير قطاع التعليم العالي وإصلاحه ولكن ما حدث أن ان النسور بدأ قصة جديدة بتشكيل لجنة لوضع خطة عمل تجمع كل الجهود السابقة والإستراتيجيات السابقة في خطة قابلة للبقاء وبعد تسعة شهور تقريبا وبعد عمل مضني من أعضاء اللجنة التي ترأسها الأكاديمي المخضرم عدنان بدران تم الإعلان عن نتائج عمل اللجنة في لفاء في 17 شباط الماضي حيث أطلق النسور على تلك الإستراتيجية "استراتيجية الإستراتيجيات " وأعتقد الجميع بان مخاضا لمولود جديد يبعث الأمل في النفوس قد انتهى بهذه الإستراتيجية المهمة .
نعم ولد مولود باسم كبير "استراتيجية الإستراتيجيات " ولم يتوانى وزير التعليم العالي الدكتور أمين محمود بالتنسيب الى مجلس الوزراء بقرارات من توصيات الإستراتيجية حيث نسب محمود بقرارات تتعلق برفع دعم الحكومة للجامعات الى 100 مليون دينار وتبني مشروع ابتعاث للجامعات الحكومية لرفدها بأساتذة من خريجي الجامعات العالمية لرفع معايير الاعتماد والجودة في تلك الجامعات ومشاريع للتعليم التقني .
أكثر من شهرين ونصف على الولادة بانتظار خطوات حكومية لتنفيذ توصيات اللجنة التي شكلها النسور اعتقادا من الجميع بأن هناك قرارات ستتقدم على القرارات السابقة والمتخذة من مجلس الوزراء .
والسؤال : وضع الإستراتيجية ودراستها استغرق 9 شهور وإقرار قرارات لتلك التوصيات مازال يراوح مكانه لأكثر من شهرين ونصف فلو قدر لتلك القرارات أن تخرج فمتى ستنفذ وهل النسور يضمن بقاءه حتى تنفذ تلك القرارات .
بعد شهر تقريبا سينتصف العام وهذا يعني بأن أي قرارات تمويلية ستؤجل الى العام القادم ويعني أيضا أن على المتفائلين الانتظار من جديد مايستدعي أن يعرض مولودنا في شباط الماضي على استشاري من أمثال الدكتور عبدالكريم القضاة ( أستاذ طب الأطفال في الجامعة الأردنية ) أو الدكتور محمود الشياب (أستاذ طب الأطفال في العلوم والتكنولوجيا ) وقد تلجأ الحكومة الى خبرات وزارة الصحة أو الخدمات الطبية التي تزخر بالكفاءات في هذا العلم والذي أكاد أجزم بأنهم سيتفقون جميعا على حقائق بأن المولود إما أن يكون ميتا أو أنه من أولئك الأطفال الذين يولدون و معروف أن عمرهم قصير إلا أن حقيقة قد تصدم الجميع بأن المولود لم يكن موجود أصلا وأن الحمل كان وهميا والمخاض كاذب ( كما يصفونه طبيا ) وأن الحكومة عقيم رحمها يعجز أن يحمل هموم الجامعات وقطاع التعليم العالي أو أن رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور قرر بأن يوقف نسل الجامعات بقرار طبي خاصة وأن الحكومة الأردنية عضو في اتفاقية الأسرة والسكان وتنظيم النسل العالمية ولا بد من الوفاء بالتزاماتنا الدولية وتعهداتنا وصفقاتنا والوفاء لأصحاب الفضل والجهات المانحة .
Add new comment