طلبة نيوز- أ.د. نجيب ابو كركي (*) 

قبل ثلاين عاما وفي زمن كانت به الاوامر المعلبة الجاهزة للتنفيذ تأتي من فوق والرواتب بسيطة متواضعة تفتقت عبقرية المدير المسؤول عن فكرة لتحسين بيئة العمل وذلك بوضع نباتات الزينة من انتاج هولندي في كل مكان في المؤسسة على ان يتم التمويل من خلال اقتطاع مبلغ خمسة عشر دينارا من كل موظف او عامل في المؤسسة وعددهم يناهز خمسمئة موظف ولكن المسؤول ديموقراطي وشفاف ويريد ان يعمل حسب الاصول وعليه فقد عمل على توزيع قوائم لاستمزاج رأي الموظفين المحترمين قوامها الاسم مسبوقا بكلمة الموظف وخانتين "ارغب" و "لا ارغب" والمقصود هنا هو اسمح بالاقتطاع من الراتب او لا اسمح. تنقلت القائمة ما بين المكاتب وفي الميادين يحملها احد الثقاة من قبل الادارة و من فئة العاملين عليها وعادت زاخرة بأحر الرغبات القلبية والجيبية ببتر الراتب حفاظا على البيئة واسهاما في مكافحة ظواهر التصحر والدفيئة والاحرار الارضي وتجميل المؤسسة بنباتات الزينة من بلاد فال الخير .. بلاد البقر الحلوب والعجول الرشيقة. وخلال الايام التالية واثناء الاستراحة في مقصف المؤسسة الفخمة كان الموضوع على طاولات البحث والكل يود الاطمئنان هل كان هنالك موظفين يعوزهم الانتماء للمؤسسة والوطن اعداء البيئة ممن "قصروا" ووقعوا "لا ارغب "؟؟ .. لم يعترف احد او بالاحرى لم يجروء احد على الاقتراف او الاعتراف لفظيا فكيف كتابة ؟ لكن شعور الجميع اثناء التوقيع كان وجوب ال "أرغب " وواقع الحال في قرارة نفس الشجعان منهم ان المسألة في الواقع كانت صراعا ذاتيا داخليا ما بين حالتين لا ثالث لهما وهما " ارنب " او "لا ارنب "! كان الخيار منطقيا في ظل ثنائية واقع الحال السائدة .. أفواه وارانب .. طابت اوقاتكم.

(*) أ.د نجيب ابو كركي / استاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل - الجامعة الاردنية.