TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إلى متى ؟!
26/11/2014 - 1:00pm

طلبه نيوز

بقلم:أ.د.محمد محمود بني يونس
رئيس قسم علم النفس - كلية الآداب
الجامعة الأردنية

ثمة تساؤلات استفهامية وتعجبية تجول في ذهني , يطيب لي أن أضعها على بساطِ عدالة أهل الشورى والتنفيذِ والقضاءِ والإعلامِ , وفحواها يتمثل في الإجابة عن الآتي :
* إلى متى سيستمر الاحتراق النفسي لدى العاملين رؤساء ومرؤوسين في مؤسساتنا الوطنية ؟ فالاحتراق النفسي كما تعلمون يا سادة أضحى عدوى اجتماعية تفشت في مؤسساتنا الوطنية كما النار في الهشيم فلم تدع أخضراً ولا يانعاً ولا يابساً إلا وحرقته , حتى غدا مرضاً مزمناً بسبب حدته وشدته ومدته وتكراره , الأمر الذي يتعذر فيه علاجه , وبقي المخرج الوحيد لضمان عدم تدهوره إلى الأسوء هو اللجوء إلى إعادة تأهيل المصابين به , ويمكن تحقيق ذلك من خلال تفعيل الحكمة الخالدة "وضع الشخص المناسب في المكان المناسب" , والذي يعني ضرورة اعتماد مبدأ "القفل والمفتاح" عند انتقاء العاملين للوظائف العليا والوسطى والدنيا في مؤسساتنا الوطنية , بحيث يكون هناك انسجام وتناغم بين سمات الشخص وإمكاناته من جانبٍ , وخصائص بيئة العمل من جانبٍ ثانٍ .
* إلى متى ستبقى العلاقة بين الرئيس والمرؤوس في مؤسسات الوطن قائمة "على أن نقول للمسؤول ما يحب أن يستمع اليه" , "ونتجنب أن نقول له ما يجب أن يستمع اليه" , وذلك لمسايرته في رغباته وميولاته من جهة ولكي نحظى باستحسانه وقبوله ونتفادى سطوته وسخريته من جهة ثانية والضحية تكون تدهور مؤسسات الوطن الناجمة عن ممارسة مثل هذه السلوكات الطحلبية .
* إلى متى سيستمر التعامل مع القضايا المصيرية لمؤسسات الوطن تارة كوميديا وأخرى تراجيديا ؟
* إلى متى ستبقى مؤسسات الوطن ساحة للتنافر بينما ينادي به المسؤول ويفكر فيه من جهة , وما يمارسه فعلياً على أرض الواقع من جهة ثانية ؟
* إلى متى ستبقى مؤسسات الوطن ميداناً خصباً لرفع الشعارات الديماغوجية والتي ظاهرها جاذب لكن جوهرها طارد وغير إجرائي ؟
* إلى متى سيستمر تفوق مؤسسات القطاع الخاص على مؤسسات القطاع العام في وطني ؟
* إلى متى ستبقى متلازمة العجز هي السمة السائدة في مؤسسات القطاع العام في حين أنها سمة متنحية في مؤسسات القطاع الخاص , ويستدل على ذلك مثلاً من خلال سيادة متلازمة العجز في الجامعات الرسمية وغيابها في الجامعات الأهلية ... ما العمل ؟ ولمن نشكو هذه المتلازمة ؟؟
* إلى متى سنبقى نراهن على الصلابة النفسية ذات المنشأ البيولوجي لدى المواطن الأردني الصبور ؟ والتي هي نعمة من نعم الله أنعمها على شعبنا العظيم , لكن كثرة الشد ترخي .
* إلى متى سنبقى نراهن على إفراط الأردني في قبوله للآخر وتفريطه برفضه ؟
* إلى متى سنستمر بإثابة المذنب ومعاقبة المجتهد ؟
* إلى متى سنبقى نمارس سلوك التغيير والشحن بالتأثير في إدارة مؤسسات الوطن؟
ويستدل على ذلك من خلال ما نشهده في قيام المسؤول اللاحق في نسف رؤى المسؤول السابق والذي يخالف أبجديات المسار الطبيعي لنمو المؤسسة وتطورها , فأين النمو والتطور التدريجي والتراكمي الذي ينادي به المسؤولين وينشدونه ؟
* إلى متى سنستمر بإغفال مبدأ التعديل في إدارة مؤسسات الوطن ؟ فالتعديل انسب من التغيير نظرا لأنه يقوم على تعظيم الايجابيات في رؤى المسؤول السابق والتقليل من سلبياته .
* إلى متى نستمر في إغفال تعظيم الجوامع واحترام الفوارق بين الرئيس والمرؤوس في بيئات العمل ؟
* إلى متى ستبقى مؤسسات الوطن مرتعاً لممارسة سلوك التنافسية بين رؤى المسؤول اللاحق والمسؤول السابق والذي يتعارض شكلا ومضمونا مع مبدأ التسهيل في إدارة المؤسسات ويعني أن رؤى المسؤول السابق يفترض ان تمهد السبيل لنمو وتطور رؤى المسؤول اللاحق , فأسوتنا في ذلك محمد عليه الصلاة والسلام حينما قال "إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق" اي بمعنى تعديلها وليس تغييرها عن بكرة أبيها, والتاريخ فيه شواهد على صحة مبدأ التعديل , فزعيم المناشفه تروتسكي في عام 1917م نادى بنسف كل ما له صلة بالقيصرية الروسية في حين عارضه زعيم البلاشفه ونادى بأخذ ما هو قائم والعمل على تكييفه مع الرؤى الجديدة للنظام.
* إلى متى سيستمر التنافر بين النمو والتنمية والتطور والتطوير والوعي والتوعية سائداً في إدارة مؤسسات الوطن ؟
* إلى متى سنستمر في إغفال تفعيل السلسلة التصاعدية في إدارة مؤسسات الوطن ؟
* إلى متى سنبقى نمارس الإفراط بحقوقنا والتفريط في القيام بواجباتنا ؟
* إلى متى سنستمر في التهويل من السلبيات والتهوين من الايجابيات ؟ فالمسؤول اللاحق يتعمد تضخيم سلبيات المسؤول السابق والتقليل من ايجابياته , ويستدل على ذلك من خلال تخزين رؤى المسؤول السابق في الذاكرة الحسية للمسؤول اللاحق وليس في الذاكرة قصيرة المدى أو طويلة المدى , فإدارة المؤسسات في وطني قائمة على تفعيل مبدأ في الفيزياء يدعى الشحن بالتأثير والذي يعني أن بقاء رؤى المسؤول السابق مرتبطة بوجوده وتزول بمجرد زواله .
* إلى متى سيبقى مبدأ النقل النشط سائداً في إدارة مؤسسات الوطن ؟ والذي يعني استقطاب الكفاءات من المؤسسات الأقل حظاً إلى المؤسسات الأكثر حظاً .

وختاماً , استميحكم عذراً على الإطالة متوسما خيرا بأنكم من أولي الألباب فأنا متفائل في نمو وتطور مؤسساتنا الوطنية وعلى أمل اللقاء بكم في عنوان قادم .

التعليقات

عادل (.) الاربعاء, 11/26/2014 - 13:00

هذا مفال ابداعي وخيره * إلى متى سنستمر بإثابة المذنب ومعاقبة المجتهد ؟

تهاني (.) السبت, 11/29/2014 - 15:10

اسئلة في الصميم، لا تحتاج للاجابة عليها سوى الصدق مع النفس والايمان بالمسؤولية باتجاه الوطن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)