TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أبو رمان يوقع كتابه ( انا سلفي )
18/09/2014 - 6:45am

 طلبة نيوز

وفع الزميل الدكتور محمد ابو رمان مساء الأربعاء كتابه "أنا سلفيٌ" في حفل توقيع حضره عدد من الشخصيات السياسية والاكاديمية والدينية والاعلامية والديبلوماسية.
والكتاب الجديد للزميل ابو رمان "انا سلفي" بحث في الهوية الواقعية والمتخيلة لدى السلفيين جاء بدعم من مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية ضمن مجموعة الإسلام.
واقيم حفل توقيع الكتاب في فندق كراون بلازا وقدم له الكاتبان فهد الخيطان من جريدة الغد وحسين الرواشدة من جريدة الدستور.
ويقدم هذا الكتاب دراسة رائدة للسلفية؛ حيث اتبع الكاتب د. محمد أبو رمان النهج القائم على السرد بناء على مقابلات عديدة أجراها مع السلفيين في الأردن لفهم دوافعهم من خلال السياق الإجتماعي والإقتصادي والثقافي فضلا عن قيمهم ومعتقداتهم وتطلعاتهم وبنى دراسته وعرض تحليلاته من خلال هذة المقابلات المباشرة مع أعضاء هذه الحركة بدلا من دراسة الحركة من الخارج، حيث ويمثل الكتاب مساهمة مهمة لفهم تعقيدات السلفية واتجاهاتها المختلفة.
ويقول ابو رمان عندما بدأت العمل على هذا الكتاب ساورني قلق شديد من ان اكرر ما قدمته مع صديقي حسن ابو هنية في كتابنا الحل الاسلامي في الاردن الاسلاميون والدولة ورهانات الديمقراطية والامن، وبخاصة تلك الفصول التي تتحدث عن السلفيين في الاردن بالوانهم واطيافهم المختلفة اذ رصدنا في ذلك الكتاب تطور الحالة السلفية وابرز محطاتها وملامحها وشخصياتها وخطابها الايديولوجي.
اما الفكرة التي اسست لهذا الكتاب فقد اتت من زاوية منهجية اخرى ومنظور معرفي مختلف (عن الكتاب الاول) يتمثل في الانتقال من المنهج الوصفي - التحليلي لتطور تلك الحركات وخطابها الايديولوجي ودورها الاجتماعي الى منهج سردي داخلي معاكس اي ان يقدم لنا السلفيون انفسهم رؤيتهم لـ (الانا) و (الاخر) والمقصود بالاخر هنا هو (المختلف) ، او الخارج من دائرة (الانا) ، سواء كان فردا او فكرة او مجتمعا او جماعة، وسواء كان اسلاميا او غير اسلامي .
واضاف "بالرغم من ذلك بقي هاجس التكرار قائما في المرحلة الاولى من البحث قبل العودة الميدانية الثانية للاوساط السلفية الاردنية اذ كان السؤال الذي يلح علي هو : ما الفرق فيما اذا قدم الباحثون المجتمع السلفي والسلفيين ام قدم السلفيون هم انفسهم تلك الصورة، طالما ان النتيجة يفترض ان تكون واحدة او متقاربة جدا وهي التعريف بالسلفيين ، جماعات ومجموعات لها ايديولوجيات وافكار تقوم بادوار معينة على الصعيد المجتمعي والسياسي؟!
واشار الى انه مع مرور الوقت بدأ هذا الهاجس يذوب ويتلاشى حتى تبخر في النهاية بعدما تشكلت لدي قناعتان او رؤيتان رئيستان:
القناعة الاولى: هي اننا لسنا امام حالة ثابتة جامدة، فالمشهد السلفي متغير ومتحرك سواء على صعيد تحول الافكار، او حتى على صعيد الممارسة الجتماعية والسياسية والثقافية، او حتى على صعيد مدى صلابة الحالة الداخلية للتيارات والمجموعات السلفية، بل احدى المفاجآت الشخصية لي بانني وجدت معرفتي بالجماعات والمجموعات السلفية قد تقادمت بالرغم من انه لم تمض على الزيارة الاولى ومتابعتي البحثية لهذه الحالة سنوات معدودة قليلة .
القناعة الثانية: التي بدأت تتجذر وتتعمق عبر خطوات لابحث والمقابلات والحوارات التي اجريتها مع السلفيين انفسهم وتتمثل بانه رغم ما قد يبدو من تشابه وتكرار لبعض المعلومات حول الجماعات والحركات السلفية الاردنية بين كتاب الحل الاسلامي وهذا الكتاب، الا ان المنظور المنهجي مهم جدا في حالتنا هذه اذ يضعنا امام تفاصيل اخرى وخيوط جديدة لادراك الحالة لاسلفية وفهمها ، تعيد صوغ الاسئلة المطروحة في دراستها فتقديم التجربة السلفية بواسطة افرادها من الداخل تمنحنا قدرةعلى فهم اكبر للبنية النفسية والمجتمعية الداخلية وآليات التكيف والتفكير والتحليل الذايت وفهم التحولات والتطورات التي تحدث داخل الحالة نفسها بصورة اكثر تعبيرا عن اصحابها وافرادها.

من جهته قال الكاتب في جريدة الغد فهد الخيطان في تعليقه على الكتاب "يصدر كتاب الدكتور محمد أبو رمان بعنوانه المحفز على القراءة «أنا سلفي» في لحظة تاريخية فارقة ومهمة يحتل فيها التيار السلفي صدارة المشهد المحلي والعربي والدولي أيضاً. والمعنى مفهوم هنا، فتنظيم «داعش» الذي يحشد العالم في مواجهته جيوشاً وأساطيل، هو آخر سلالة انتجها التيار السلفي الجهادي، أحد أبرز تيارات السلفية المعاصرة، وأكثر تطرفاً ودموية.
واضاف "لأن داعش بما تمثله اليوم من تهديد وتحدي لا تجدي معه المقاربات الامنية والعسكرية فحسب فإن الحاجة تبدو ماسة للفهم والمعرفة قبل الضغط على الزناد، وبناء القاعدة المعرفية الصحيحة عن السلفية بكل تياراتها ومشاربها".
وبين ان كتاب أبو رمان يوفر هذه الفرصة، وسط سجال لا يتوقف بين الجمهور القلق، والاعلام المنهمك في تفاصيل العمليات العسكرية، ونخب الدولة والمعارضة المشدودة لحساباتها واصطفافاتها الداخلية والخارجية. يحدث كل هذا دون معرفة عميقة، أو إدراك كاف لعالم السلفية الغامض والمجهول بالنسبة للأغلبية.
وميزة الكتاب هنا وفقا للخيطان أنه يمنح القارئ فرصة التعرف على السلفية من الداخل، ويقدم رواية ورؤية السلفيين عن أنفسهم، عبر رصد دقيق لتجارب أشخاص خاضوا غمار التجربة السلفية، منهم من يزال ناشطاً في صفوفها، ومنهم من تحول تماماً وسار في طريق مختلف كلياً، ومنهم أيضاً من دفع حياته ثمناً في معاركها.
ولفت الى ان الشخصيات محل الدراسة تنتسب لمختلف تيارات السلفية التقليدية والحركية والجهادية.
في الجزء الاول من الكتاب يأخذنا أبو رمان في رحلة الى الاعماق، لنتعرف على تضاريس السلفية فكراً ومنهجاً، ونحيط بظروف نشأتها، وتطور مدارسها وعلومها، وأبرز دعاتها. وخلال هذه الرحلة يقترب القارئ من القناعة بأن السلفية هي أقدم المدارس الاسلامية، وأكثر من ذلك هي أم المدارس، فعلى وقع خطابها قامت تيارات عديدة وفي المواجهة معها تأسست مدارس جديدة.
واوضح ، يفكك الجزء الاول من الكتاب تيارات السلفية، ويصنفها حسب مواقفها واتجاهاتها. ومن يطالع الكتاب سيكتشف كم هي عملية معقدة وشائكة، قائمة لا تنتهي من أسماء المشايخ، واجتهادات لا تحصى في العلوم الشرعية، وحرب بيانات ومقالات وكتب يخوضها المتبارون بمفردات ولغة تنتمي لعصور السلف الاول.
لكن أبو رمان وبأسلوبه يجعلها مادة شيقة للقراءة ومثيرة للاهتمام وسهلة على الفهم والهضم. وفوق ذلك يعطي العرض التاريخي هذا فرصة للتأمل، ليس فيما يقدمه من اجابات، إنما بما يولد من أسئلة حول الراهن من الاحداث والتطورات.
وقال الخيطان "في الجزء الثاني من الكتاب يعرض المؤلف وبالتفصيل تجارب شبان مع التيارات السلفية المختلفة يروون بأنفسهم رحلة تعلقهم بهذا الفكر والظروف التي قادتهم لمجالس الشيوخ والعلماء والبيئات الاجتماعية والاقتصادية التي ساهمت في تشكيل وعيهم".
واضاف "هنا يبدو مهما معاينة هذه المعطيات خاصة الظروف الاقتصادية والمناخات السياسية بما انطوت عليه من خيبات وإحباط وتهميش دفع شباب في مقتبل العمر الى العودة الى الماضي السحيق بحثاً عن نموذج للمستقبل".
واعتبر الخيطان ان أبو رمان يقدم قراءة سيكولوجية وسيسيولوجية لعالم السلفيين في المساجد حيث المكان الأكثر جذباً لهذا التيار ولعلاقات أبناء التيار مع بعضهم البعض، فثمة عوالم خاصة تتشكل تتداخل فيها الروابط العائلية مع المصالح الاقتصادية. باختصار هناك عالم بحاله ينتمي أفراده الى الماضي، ويديرون حياتهم وفق قواعد عاشت فيها مجتمعات ما قبل الحداثة.
واشار الى انه بالرغم من القوالب الفكرية الصلبة المدججة بأسلحة العقيدة التي لا يمكن مواجهتها بالعقل، فإن شباناً كثر نجحوا في كسر التابو السلفي، بعد صراع مرير مع النفس والآخرين، وتمكنوا من الوصول الى مقاربات جديدة فخرجوا من عالم مغلق الى فضاء المعرفة الكونية.
ولفت ، لا يكتفي أبو رمان في هذا الجزء من الكتاب في عرض التجارب، بل يقدم خلاصة مركزة لكل تجربة، ومن بعد لمجمل التجارب تفي الى حد كبير بحاجة القارئ لمعرفة السلفيين عن قرب، وفهمهم من الداخل وهذا هو جوهر الكتاب.
واعتبر انه من الصعب جداً في هذه المرحلة التي تشهد استقطاباً حاداً بين أنصار السلفية وخصومها من التيارات الاخرى أن تجد مادة بحثية يحتفظ صاحبها بأعلى درجات الموضوعية والنزاهة في بحثه دون انحياز أو مجاملة.
وبين الخيطان ان كتاب الدكتور أبو رمان أمسك بهذه المبادئ، وبذل جهداً كبيراً لتكريسها من أول كلمة حتى آخر سطر. ووظف خبراته ودراساته السابقة في مجال اختصاصه كباحث في الحركات الاسلامية لإنجاز دراسة متزنة وموضوعية، حول وأحد من أخطر المواضيع التي تواجه المجتمعات العربية في الوقت الراهن.
وقال "بعد مطالعة الكتاب يمكن للمرء أن يمسك ببداية الخيط، ويفك «شيفرا» السلفية، وربما يصل لاجابات حول اسئلة تشغل بال الكثيرين: ما الذي يجعل من السلفية بطبعتها الجهادية تياراً مهيمناً في أيامنا هذه؟ هل ثمة علاقة بين السلفية ومدرسة الاخوان المسلمين؟ هل يعكس الانتشار الواسع للظاهرة السلفية حالة موضوعية وطبيعية أم أن هناك أسباباً طارئة دفعت بها الى السطح؟ أي عالم هذا ينقسم مريدوه بين ولاء مطلق للسلطة وعداء يصل حتى التكفير للحكام والمجتمعات ومظاهر الحياة المدنية بكل تجلياتها"؟
وختم بالقول كتاب أبو رمان يقدم المفاتيح التي تشرع أبواباً لمعرفة هذا العالم المجهول، وتفسر مسلكيات ما تزال عصية على الفهم.
وقال "كيف يمكن بحق أن نفسر إقدام إنسان على جز رقبة إنسان آخر هكذا أمام الكاميرا؟ ربما يحتاج هذا التحول الكبير في مسار السلفية الجهادية أو التكفيرية إلى بحث مفصل بعمق ما قدمه الدكتور أبو رمان في كتابه «أنا سلفي»".
من جهته قال الكاتب في جريدة الدستور حسين الرواشدة في تعليقه على الكتاب:" انا سلفي يعبر عن الهوية بمعنى انا عربي وانا مسلم وسط هذه التجاذبات والصراعات التي تريد طمس الهوية.لافتا الى ان البعض يفهمها للتجريح او تهمة ولكن هي لتعريف الذات".
واشار الى ان الكاتب ابو رمان جمع بين منهجية الباحث والاكاديمي والديني من حيث الارسال والاستقبال موضحا ان الكتاب يحلل حالة الصحفي قبل وبعد ويشرح الذات السلفية والنظر بمزاياها وتحولاتها ورموزها من خلال ومظهرها وجوهرها.
وقال "رصد الكاتب حالة الاغتراب لدى السلفي وسط الظلم بحيث يرسم ملامح هويته ويناقش ازمتها وهو بطبعه قلق يدفعه هذا الامر الى الاختباء للماضي".
واضاف "قدم ابو رمان نموذجا للمجتمع السلفي المغلق في انفصاميته وصداميته وحالته الدفاعية وعدم الاعتراف بالاخر".
وتسلط مؤسسة فريدريش ايبرت الضوء على مختلف التيارات والاتجاهات وتعزيز الاتجاه العلمي على خطاب الحركات الإسلامية، حيث خصصت ايبرت خط عمل مخصص للإسلام السياسي " سلسلة منشورات حول الإسلام السياسي منذ عام ۲۰۰۷ وذلك بهدف توفير المعلومات التي تلبي المعايير الأكاديمية وتكون متاحة لجميع القراء سواء خبراء أو غير خبراء في هذا المجال. "

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)