TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أردوغان في الميزان
15/11/2015 - 5:00am

طلبة نيوز

د. يوسف أبو حميدان

أردوغان في الميزان

ما أن انتهت الانتخابات التركية وفاز حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان ، حتى سارعت أجهزة الإعلام العربية وأصحاب الفتاوي السياسية من كافة أطياف ألشعب إلى تقييم العملية الانتخابية، فمنهم من كان مع النتائج وتحدث بشكل واف عن إنجازاته داخل تركيا وخارجها ، ومنهم من اعترض على النتائج ووصفوا أردوغان بالصفات القبيحة والعمالة والخيانة والتآمر على العالم العربي والإسلامي.
ولم تكتفي هذه الأصوات بكيل الشتائم والتهم لأردوغان بل زادوا على ذلك بتحريض الشعوب و أبواق الأعلام المختلفة بمهاجمة أردوغان. وسواء وافقوا على النتائج أو لم يوافقوا فإن هذا الأمر لم يدخل ضمن الأصوات التي كسبها أردوغان أو خسرها. والغريب في الأمر أن أوروبا والصهيونية العالمية قد راهنت على فشله وبأنه لن ينجح، وقد برر ذلك السياسون العرب بأن دوره قد انتهى ، ولذلك لن تدعمه دول العالم. ولكن حصل و أن فاز أردوغان على الرغم من كل المحاولات التي وقفت ضده.

واعتقد بأننا لسنا مؤهلين لتقييم العملية الانتخابية في تركيا ( لأن المشاريع الانتخابية في بلادنا لم ترقى إلى تلك الممارسة في تركيا على ما اعتقد) ، وكذلك لسنا مؤهلين لتقييم سلوك أردوغان ومدى إخلاصة للقضايا العربية ودعمها وكذلك دعمه لقضايا المسلمين. والسبب على ما أعتقد أنه واضح لأننا لسنا أتراكاً، ولم ندلي بأصواتنا في هذه الانتخابات.فلا أحد يستطيع أن ينكر ما فعله اردوغان لوطنه وشعبه، لن ينكر أحد كيف قاد تركيا المفلسة والموحشة، والظالمة لشعبها إلى النور والثراء والعدالة إلى حد ما وجعل من اقتصادها مثلاً يحتذى به امام جميع الدول التي هي الآن تشبه وضع تركيا في السابق. فقد حجم سيطرة العسكر ولم يهمل الجيش وتطوير السلاح، ولم يهمل التعليم والصحة وبناء المساجد وغيره. كل هذا يقيمه الأتراك ويعترفون به حتى تلك الأحزاب التي كانت تعارضه. ولنا الحق أن نتساءل لماذا لم تقم الدول العربية التي تمتلك أموالاً طائلة وعقولاً نيره إلى تقليده والوصول إلى ما وصل إليه؟ وكذلك لماذا لم تقم كل الحكومات العربية بتقليده والاستفادة من خبراته.

ولب القضية أنه رئيس دولة قدم لأمته ما لم يستطيع تقديمه زعماء العالم، والمهم أن يكون حكمنا على أردوغان من أعين تركية لا من أعين عربية حاسدة لم قدمه هذا الرجل. ونحن كأمة عربية نتمنى أن تقوم حكوماتنا وتقلد هذا الرجل بدلاً من التباكي على أعتاب الدول الكبرى من أجل حفنة من المساعدات لا يذهب أغلبها إلى مصلحة الشعب وتطويره. فما زال التطور في بلادنا أمنية ، وما زال المواطن في بلادنا محروم من الخدمات اللائقة بمختلف أنواعها وما زال اقتصاد بلادنا متعثرا وضرائبنا كثيرة، والتعليم تقليديا في مجالاته وتخصصاته المختلفة. 
ولا بد أن نتذكر في الختام أن أردوغان تركي من رحم الشعب التركي لم يكن أبن وزير أو رئيس للوزراء أو سفير أو غيره بل كان أبن رجل بسيط . عمل أردوغان بجد وخدم بلاده ،و آن لحكوماتنا أن تتعلم من أردوغان وتأخذ الوصفة السحرية التي طبقها في بلاده ليجعلها في مصاف الدول العظمى. وكفانا نقداً زائفا وتساؤلا ماذا قدم لنا أردوغان؟

أ.د يوسف أبو حميدان

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)