طلبة نيوز-

اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، روسيا بالانحياز إلى أرمينيا في نزاعها مع أذربيجان بشأن إقليم ناغورنو قره باغ، قائلا إن روسيا تتدخل في ذلك كما تفعل أوكرانيا وسوريا. وقد تؤدي تصريحات أردوغان إلى زيادة التوتر المطرد بين روسيا وتركيا، منذ تدهور العلاقات بينهما بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية في نوفمبر/تشرين الثاني. واتهم اردوغان أرمينيا أيضا بعدم الالتزام بالهدنة مع أذربيجان، حليفة تركيا، في ناغورنو قره باغ، التي يسيطر عليها انفصاليون أرمينيون منذ الحرب مع أذربيجان في التسعينيات. وقال أردوغان "آمل أن تحاكي أرمينيا الخطوات التي اتخذتها أذربيجان لإنهاء القتال، بيد أن هذا لم يحدث حتى الآن". ويُتهم رجل تركيا القوي بتأجيج لهب الصراع بدعمه لأذربيجان وإعلانه أن "قره باغ ستعود يوما إلى صاحبها الأصلي". وشدد اردوغان القول "إن روسيا تقول تركيا تنحاز، إذا نبحث عمن ينحاز؟ فهو روسيا". وأضاف "روسيا تحب أن تنحاز لأحد الأطراف، لقد فعلت ذلك في أوكرانيا وجورجيا واليوم في سوريا". حق تقرير المصير ومن جانبه، طالب الرئيس الأرميني سيرغي سيركيسيان، الأربعاء، المجتمع الدولي بالاعتراف بحق منطقة ناغورنو قره باغ في تقرير مصيرها. وجاءت هذه التصريحات بعد أربعة أيام من القتال الضاري في المنطقة المتنازع عليها. وقال سركيسيان بعد محادثات إقليمية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين "إنهم يريدون تقرير مصيرهم ومستقبلهم، ولا يتوقعون من المجتمع الدولي غير شيئ واحد هو الاعتراف بهذا الحق". وقد أفادت تقارير بمقتل 75 شخصا على الأقل في تأجج القتال في المنطقة المتنازع عليها وتصاعده بشكل كبير الجمعة الماضية، ما أثار قلقلا دوليا. 

يضم الاجتماع روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا - فيما يسمى مجموعة مينسك - في محاولة لإنهاء القتال الذي اشتعل الجمعة وقد قال الجيش الأذربيجاني إنه تمكن من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة الجانب الأرمني، الأمر الذي غير لأول مرة وبشكل كبير خط التماس بين الجانبين منذ وقف إطلاق النار الشامل الذي أنهى الحرب في عام 1994. ويتهم كلا الجانبين أحدهما الآخر بالمسؤولية عن اندلاع القتال الأخير، الذي يهدد بتوسع النزاع إلى صراع إقليمي تتدخل فيه روسيا وتركيا بشكل مباشر. وظلت منطقة ناغورنو قره باغ، وهي منطقة جبلية غير ساحلية تقطنها غالبية أرمنية تقع داخل أذربيجان، منطقة نزاع منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991. وأعلن انفصاليون، مدعومون من أرمينيا انفصالهم عن أذربيجان وإنشاء جمهورية مستقلة، لم تنل الاعتراف من أي دولة أخرى، حتى أرمينيا. وقد أعلنت وزارة الدفاع التابعة للانفصاليين الأرمن في اقليم ناغورنو قره باغ أن السلطات في الإقليم توصلت الثلاثاء لاتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة الآذرية، وذلك لوضع حد للقتال الذي اندلع الجمعة الماضية. وكانت محادثات تهدف إلى إنهاء أسوأ عنف خلال عقود يندلع في الأراضي المتنازع عليها من ناغورنو قره باغ، قد انطلقت في فيينا بعد مقتل عشرات خلال 4 أيام من القتال. ويضم الاجتماع روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا - فيما يسمى مجموعة مينسك - في محاولة لإنهاء القتال الذي اشتعل الجمعة بطريقة دموية خطيرة. ويخشى محللون من أن تكون الأزمة الحالية شرارة تلهب منطقة القوقاز، التي تضم جماعات متنافسة مختلفة.