TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أس - 300 وقرار مجلس الأمن.. تصعيد أم تحييد؟
16/04/2015 - 6:30am

طلبة نيوز- عادل حواتمة

تزامناً مع المستجدات الاقليمية والدولية التي ترافق العمليات العسكرية العربية في اليمن، جاء القرار الروسي القاضي برفع الحظر عن تصدير منظومة الدفاع الصاروخي أس-300 لإيران، وصدور قرار اممي خليجي الصناعة والصياغة يقضي بحظر توريد الاسلحة للحوثيين ومن تحالف معهم من المتهالكين سياسياً كــ «الصالحيين»، ليرفع وتيرة النزاع إلى مستويات قد تكون غير مسبوقة وغير متوقعة، فالقاسم المشترك هو الحظر ولكنه في الحالة رفعاً وفي الثانية فرضاً.
كنه القرار الروسي يشي برسالة واضحة تُظهر استمرار التعاون الروسي -الايراني العسكري تقليدياً كان أو غير تقليدي، خاصة بعد اتفاق لوزان، وأن إيران ليست وحدها في المعركة التي تديرها في اليمن بوكالة «حوثية وصالحية «، مقابل القوات العربية المدعومة سياسياً ولوجستياً من الغرب.
يبدو أنه من غير المقبول السماح بإضعاف رابطة « الحبل السري» بين روسيا وإيران، في المجال الذي تلتقي فيه مصالحهما السياسية والمعروفة طبيعتها بمناكفتهما للولايات المتحدة الامريكية، ومحاولة منافستها للعب دور الهيمنة لفترة محدودة ولو على مساحات جغرافية وسياسية أصغر.
الظاهر أن روسيا تمارس سياسة «اقلاق الراحات الغربية» وبالذات الامريكية بوساطة إيران عن طريق التسليح وتقديم الخدمات النووية تارة، واسناد ودعم أي أدوار ايرانية في المنطقة العربية والاقليم من شأن تبعاتها أن يكون هناك التقاء روسي امريكي للعب دور الحكمة ومسؤولية العظمة تارة أخرى.
في المقابل فإن القرار الصادر من مجلس الامن أول أمس والخاص باليمن، شكل صفعة سياسية على وجه الغطرسة الإيرانية، بالرغم من شكوك تحوم حول عدم الالتزام الايراني التام بهذا القرار مستقبلاً؛ إلا انه يشكل نصر سياسي آخر تم إحرازه، من شأنه جعل إيران تعيد التفكير بتروي بأي تصعيد قد تلجأ لخلقه، وتسليمها بنتيجة عدم مضاعفة الخسارة في اليمن خصوصاً.
فعلياً إيران معزولة في اليمن، بالرغم من المحاولات الروسية، والتي جاءت متأخرة ومتخلفة خطوات للوراء وكأن الدعم الروسي عبر إنفاذ صفقة الـ أس-300 يفسر التسليم بخسارتها في اليمن، في محاولة لتأمين حماية ذاتية لها، كدلالة على اقتراب الخطر العربي بالدرجة الاولى والاسرائيلي بالدرجة الثانية في ظل الصدمة الإيرانية من حزم العرب لأمرهم ممثلاً ذلك بعاصفة الحزم.
الوضع الآن يسير بالاتجاه الصحيح، وهو الانتقال من تقليم الاظافر لقطع الايدي في اليمن، ولكن الرهان الحقيقي للنجاح؛ يكون بمأسسة قوة عربية تأخذ صفة الاستمرارية، تحت عنوان الخطر القادم من الشرق، وبذلك فإن الادوار القادمة والمطلوبة من هذه القوة بصورتها الراهنة أو المتصورة هي الانتقال لجبهات أخرى لإحراز النصر ذاته المحقق في اليمن؛ لأن مصدر الخطر واحد بغض النظر عن الطريق الذي يسلكه من الجنوب « اليمن» أو من الشمال «سوريا» أو من الشرق « العراق».

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)