طلبه نيوز
إجراء لا يمكن فهمه إلا في سياق القراءات الغربية لمستجدات الرقابة الإنسانية والضميرية على تصرفات الجيش الإسرائيلي، والصعوبات التي يواجهها حلفاء تل ابيب في تبرير الهجمات غير الأخلاقية للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية.
الرئيس الأميركي باراك اوباما وضع بقرار رئاسي صادرات الأسلحة بكافة انواعها لاسرائيل تحت بند يتطلب موافقة البيت الأبيض على اية شحنة، بما يشمل وقف العمل باتفاقات مبرمة تتيح للجيش الأميركي تزويد نظيره الاسرائيلي بالأسلحة مباشرة، من دون العودة للمستويات السياسية في الولايات المتحدة.
وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي قد استخدم الاتفاقات المباشرة مع الجيش الأميركي قبل اسبوعين، للحصول على قذائف مدفعية ودبابات من مخازن الجيش الأميركي في اسرائيل.
لكن ادارة اوباما اوقفت الأسبوع الماضي شحنة صواريخ "هيل فاير" تطلق من طائرات الأباتشي وقوتها التدميرية كبيرة.
واكدت ذلك الحاخام اليسا ويلس من منظمة اصوات يهودية من اجل السلام، وهي منظمة تنشط ضمن اطار تحالف مقاطعة اسرائيل في الولايات المتحدة، وقالت: تلقينا تأكيدا من البيت الأبيض بادراج صادرات الأسلحة لاسرائيل تحت بند يتعلق بالأمن القومي الأميركي، يتطلب موافقة ادارة اوباما قبل حصول اسرائيل عليها.
وتوقعت الحاخام اليسا ان يحاول البيت الأبيض تمييع الاعلان عن هذا الخبر، لتجنب ابراز الخلاف المتنامي والمتفاقم بين واشنطن وتل ابيب، للحيلولة دون استثارة اصدقاء اسرائيل الكثر في الكونغرس.
لكن معالم الخلاف باتت واضحة بعد قيام نتنياهو باساءة معاملة وزير الخارجية جون كيري عدة مرات، وتسريب مضمون تقريع نتنياهو للسفير الأميركي في تل ابيب.
واكدت الحاخام اليسا ان منظمتها وتحالف المقاطعة اطلقا اليوم عريضة لشكر الرئيس الأميركي اوباما ومطالبته بالثبات على موقفه.
ورحب الناشط السياسي الدكتور غسان بركات بالموقف الجديد للادارة الأميركية، الذي وصفه بالجيد، وان كان متأخرا، وقال في تصريح خاص لمراسل "العرب اليوم" : ليس من الضرورة ان تنتظر الادارة الأميركية نصف قرن لتدرك انها تتعامل مع نظام مجرم يستخدم الأسلحة التي تورد له لقتل الأطفال والمدنيين.
واضاف: بات العالم يتحرك نحو اعتبار اسرائيل دولة "ابارتهيد" ولن يمر وقت طويل قبل ان تنتهي الى ما انتهى اليه نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. ووجه الدكتور بركات وهو من قادة تحالف المقاطعة الشكر لمنظمة اصوات يهودية من اجل السلام، التي نفذت حملات ضغط عدة لفرض هذا الانجاز، داعيا الى اهميــــة استمرار التحــــالف معها وتطويره.