TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أول وزير شيعي في السعودية
13/07/2014 - 3:15am

طلبة نيوز- د.مهند مبيضين 

نسبة وجود الشيعة في المملكة العربية السعودية في دراسة صادرة عن مركز راند الأميركي تقدرهم بـ 5%وهم موزعون في مناطق عدة، أكثرها المنطقة الشرقية في محافظتيها الإحساء والقطيف، وفي الدمام، والمنطقة الشرقية هي أكثر الجهات تمركزا لهم، وهم موجودون في الجنوب بمنطقة نجران، وفي مدن أخرى  مثل: المدينة المنورة ومكة وجدة وغيرها.
 مذهبياً، هم متعددون، لكن أغلبهم من الشيعة الاثنا عشرية، وفيهم من الشيعة الاسماعيلية وهؤلاء في نجران وعسير، وثمة أقلية منهم من الشيعة الزيدية، والسعودية منذ توحيدها وقيامها للمرة الثالثة على يد مؤسسها الحديث عبد العزيز آل سعود العام 1901 لم تدر الدولة بمنطق الأقليات، بل عملت على صهر الجميع في بوتقة الدولة الواحدة الموحدة،وهكذا سار خلفاء عبد العزيز من أنجاله سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله.
وفي هذا السياق وخلال اسبوع من التغيرات في مواقع قيادية أمنية عليا في السعودية شهدتها المملكة نهاية شهر حزيران الماضي، كان من أهمها صدور الأمر الملكي بإعفاء الدكتور سعود المتحمي من منصبه وهو من الجنوب السعودي، وتعيين محمد بن فيصل أبو ساق مكانه وزيرا للدولة وعضوا في مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى، وهي المرة الأولى التي يدخل بها وزير من الشيعة السعوديين مجلس الوزارء، في حين يوجد عدد من نخبة أبناء الشيعة السعوديين في مجلس الشورى.
وأبو ساق من مدينة نجران، ينتسب إلى قبيلة «يام» التي تسكن منطقة نجران وبلاد يام في جنوب غرب المملكة العربية السعودية على مشارف الربع الخالي من جهة الغرب، والرجل عرف خلال عضويته في  مجلس الشورى منذ العام 2005 بدفاعه عن ضرورة استقرار اليمن، وقاد الحوارات في ملف تأهيل اليمن العام 2006 للانضمام لمجلس التعاون الخليجي. وهو عسكري متفتح اهتم بكتابة الدراسات الاستراتيجية مطلع التسعينيات والتي حذر فيها من انجرار المنطقة للمزيد من الفراغ والتمزق، جاء ذلك في دراسات عدة ومنها: دراسة تحليلية للصراع منخفض الشدة في منطقة الشرق الأوسط ودراسة منشورة باللغة الانجليزية في الولايات المتحدة الأميركية توزعها دار (ستورمينق ميديا) بعنوان: التدخل الأميركي في القضية الإسرائيلية الفلسطينية: حلّ أم تعقيد.
أبو ساق الذي نُظر لتعينه على أنه نوع من تلبية المطالب الشيعية المعتدلة في ضرورة أشراك الشيعة بمجلس الوزارء ومراكز صنع القرار الوطني، ذو خبرة عسكرية طويلة، إذ تقاعد برتبة لواء وهو مؤهل علمياً وحاصل على الدكتوراه من كلية الحرب العليا بالجيش الأميركي والماجستير في الإدارة العامة، من جامعة شبنس بورغ في بنسلفانيا، وخلال عمله مجلس الشورى تولى إعداد التقارير والدراسات التي كانت ترجح القرارات في مجلس الشورى وبخاصة تحليلاته الأمنية في مختلف مجالاتها العسكرية والاجتماعية والثقافية.
الشيعي الأول في حكومة بلاده التي تتزعم الإسلام السني؛ رسالة هامة في عدة اتجاهات ارسلها خادم الحرمين، لمن يقول بحقوق الأقليات، ولأصحاب تقارير حقوق الإنسان التي تثار ضد المملكة بين الحين والآخر، وهي رسالة للداخل السعودي بشيعته وسنته وكل أطيافه بأن الوطن للجميع وبأن المملكة وأمنها واستقرار مكوناتها التي أرسيت عليها قبل أكثر من قرن من الزمان هي من الأمور التي لا تقبل التأجيل في الحسم، حين يبدأ الجدل والسؤال عن التمثيل والحقوق السياسية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)