طلبة نيوز

يبدو أن هجوم البعض على قرار مجلس التعليم العالي بعقد الامتحانات النهائية لطلبة الدراسات العليا وجاهيا له ما وراءه فهذه المعارك الإلكترونية التي يخوضها البعض من وراء حجب انما هي تأكيد واضح على أن القضية ليست قضية عامة وإنما هي قضية أشخاص بعينهم والذين قد لا تتجاوز أعدادهم أصابع اليد الواحدة إلا أن الفضاء الإلكتروني وامكانياته الفظيعة في التهويل والتضخيم "واللي بيعمل من الحبة قبة " قد يصور للعامة بان من يطالبون بعقد الامتحانات النهائية لطلبة الدراسات العليا الكترونيا أو عن بعد او اعتماد آلية ناجح راسب هم بالمئات او الألاف والحقيقة هي عكس ذلك تماما ...

المبررات التي يسوقها أصحاب تلك الأصوات الغامضة والمخفية والتي لم يظهر ايا منهم علانية بان الامتحان داخل الحرم الجامعي قد يتسبب بنتائج سلبية على الوضع الوبائي ... والسؤال هنا ما هو رد هؤلاء على الجامعة البلقاء التطبيقية عقدت الامتحان الشامل لطلبة الدبلوم وقد نجح نجاحا كبيرا ولم نسمع أن هذه الامتحانات تسببت في تدهور الوضع الوبائي حيث أن الفترة التي أجريت فيها الامتحانات الشاملة شهدت انخفاضا ملموسا في عدد الإصابات بفيروس كورونا في الاردن ...

كما وان هناك تجربة أخرى تمثلت في إجراء امتحانات التوجيهي للدورة الصيفية الماضية لأكثر من ١٣٠ ألف طالب ولم يكن ذلك عاملا في تدعو الوضع الوبائي... كما وان وزارة التربية والتعليم تعقد الامتحان التكميلي خلال الفترة القادمة لأكثر من ٩٠ الف طالب وفقا لبرتوكولات صحية تحافظ على السلامة العامة...

ان الجامعات من الناحية اللوجستية لديها الإمكانيات الكبيرة لعقد الامتحانات داخل الحرم الجامعي بدون اي مشاكل ووفقا لبرتوكولات الطبية المعتمدة رسميا بالجامعات تتمتع بحرم جامعي واسع ولديها الاف القاعات التدريسية والتي يمكن من خلالها ضمان التباعد الجسدي بين الطلبة إضافة إلى وجود كوادر من الأمن الجامعي تضمن الالتزام بالإجراءات الطبية من لبس الكمامات وغيرها....

اما فيما يتعلق بالسعي من قبل البعض لاعتماد آلية ناجح راسب لطلبة الدراسات العليا فهو دلالة أن من يطالبون بذلك انما هم من الطلبة الذين اعتادوا على أساليب التلقين ونظام الدوسيات و الأوراق الصفراء البالية متجاهلين ان برامج الدراسات العليا هي برامج بحثية تتطلب ان يكون الطالب قادرا على التعامل مع منهجيات البحث العلمي والمعروف منذ الأزل أن الدراسات العليا تتطلب التواصل الدائم بين الطلبة والأساتذة حتى بدون لقاءات مباشرة ذلك أن أساتذة برامج الدراسات العليا هم يوجهون الطلبة وليسوا ملقنين والطالب المسجل في مساق دراسات عليا لا بد وان يكون قد أثرى نفسه بكم هائل من المعلومات والدراسات حول ذلك المساق تمكنه من الإجابة عن أي سؤال ...

ان اعتماد آلية ناجح راسب لطلبة الدراسات العليا على مدار ٣ فصول لهو دلالة على فشل في تلك البرامج وعدم امتلاك طلبتها القدرات البحثية والكفاءة المعرفية للالتحاق في ممثل تلك البرامج الامر الذي سينعكس مستقبلا على مسارهم المهني و احقيتهم في العمل الأكاديمي والتدريسي في الجامعات ...

على وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومجلس التعليم العالي أن يمضيا في إنفاذ القرار القاضي بعقد الامتحانات النهائية لطلبة الدراسات العليا في الحرم الجامعي وعدم الرضوخ لأي ضغوطات تمارسها قلة قليلة من ذوي المستويات الضعيفة أكاديميا والذين كما قال وزير تعليم عالي سابق بأنهم لا يستحقون من المرور بجانب أسوار الجامعات لا أن يلتحقوا ببرامج الماجستير والدكتوراه...