TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
اضراب المعلمين : تساؤلات مشروعة ...وهل " الحل بالحل؟"
07/09/2019 - 12:15pm

كتب الدكتور علي العزام

اسئلة وعلامات استفهام كبيرة تدور حول حراك نقابة المعلمين . فموعد الاعتصام الذي نفذه المعلمون الخميس الماضي وتزامنه مع بدء العام الدراسي بالرغم من أن الحديث عن مطالبة نقابة المعلمين باقرار علاوة ال ٥٠ % يتم الحديث عنه منذ نهاية العام الدراسي الماضي حيث كان هناك تصريحات لنقيب المعلمين السابق المرحوم بإذن الله الدكتور أحمد الحجايا تصريحات واضحة ومباشرة منذ ٦ شهور والسؤال المهم هنا لماذا لم تقم النقابة بالدعوة للوقفة الاحتجاجية خلال العطلة الصيفية التي امتدت حوالي ٣ شهور ؟ هل التعبير عن الرأي بحاجة أن تكون الوقفة الاحتجاجية في يوم دوام رسمي بحيث يتضرر منه الطلبة وذويهم والمجتمع بأكمله ؟ لماذا لم يتم تنفيذ الوقفة الاحتجاجية يوم السبت مثلا ؟ فهو يوم عطلة لطلبة المدارس وكذلك فهو يوم عطلة معظم المؤسسات العامة والخاصة . فهل المقصود بالوقفة الاحتجاجية تعطيل مصالح الناس وأعمالهم وتشويش نظام الأسرة والمجتمع أم حالة رمزية لتوصيل فكرة او رأي مخالف وتوجيه الأنظار حوله . وهنا يبرز تساؤل حول مكان الوقفة الاحتجاجية ..فهل التعبير عن الرأي والوقفة الاحتجاجية بحاجة لمكان بعينه ؟ وهل هي حاجة لرمزية رقم محدد في أذهان البعض ؟ فإن كانت غير ذلك فما هو تفسير عدم القبول بحشد المعتصمين في الساحة المقابلة لمجلس الأمة فهي تتوسط العاصمة عمان ولها رمزية سياسية بان مجلس الأمة هو بيت الشعب . وتجمع ٢٠ الف معلم في اي مكان سيكون له تأثير كبير وله وقع قوي في اي مكان ينعقد فيه فالأمر ليس بمكان التجمع وإنما بالرسالة والفكرة التي يهدف لها ذلك التجمع ..ولكن للاسف فإن ما حدث الخميس الماضي هو اصرار واضح على خلق حالة من القلق والتوتر في المجتمع ..فما هي دلالات أن يصر نائب النقيب على الاعتصام على الدوار الرابع بالرغم من تواجد القوات الأمنية في محيطه وصدور تعليمات بعدم عقد الاعتصام هناك ؟ وما هي دلالة أن يتم الطلب من المعلمين الذهاب راجلين الى الدوار الرابع علما بأن الجميع كان على علم بأن ذلك غير ممكن ؟ فهل كان الهدف استفزاز رجال الأمن المتواجدين في المكان ؟ أم كان الهدف جدع انف الدولة ؟ خاصة وأن نائب النقيب قبل نهاية الاعتصام توعد الحكومة بأنه إذا لم يسمح لهم الاعتصام في الدوار الرابع فإنه يعلن الإضراب العام الأحد ؟ هل كان الهدف من هذه الجموع كسر عظم السلطة وأحداث حالة من الفوضى بين القوات الأمنية التي تواجدت لفرض وتطبيق القانون والمعلمين القادمين للتعبير عن الرأي وإقناع السلطة بعدالة مطالبهم ؟ 

اما ما أعلنه نائب النقيب من انتهاء الوقفة والإضراب الأحد بشكل انفعالي فيصير تساؤلات حول العمل المؤسسي في عمل النقابة فكيف لشخص أن يقرر مثل هذا القرار الخطير الذي يؤثر على مسيرالعمل ل ٢ مليون طالب وأسرهم والمعلمين و أبناء المجتمع الذين يعتمدون لكسب ارزاقهم على دوام طلبة المدارس مثل سائقي الباصات و الكشكات والمطاعم والمخابز ...كيف لشخص أن يقرر مثل هذا القرار بتبعاته الخطيرة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي دون التبعات التعليمية التي ستؤثر على الطالب وتحصيله الأكاديمي والمعرفي وحتى القيمي والأخلاقي؟ فكان الأجدر أن يتم دعوة مجلس النقابة وحتى الهيئة المركزية الى اجتماع لتقييم ما حدث وكان الأجدر أن يكون القرار مؤسسيا وليس قرارا فرديا يتخذه شخص لا يأبه بمن يجوع او برب أسرة ينتظر دوام الطلبة ليحصل بعض الدنانير لييطعم أطفاله او يأمن متطلبات عيشه فإذا كان الهدف كما يقول مجلس نقابة المعلمين هو توصيل رسالة لصناع القرار فإن تجمع ٢٠ ألف معلم ومارصاحب ذلك من حالة إعلامية هائلة قد حقق تلك أالاهداف والرسالة بلا شك وصلت الحكومة فلماذا لم تعطى الحكومة و صناع القرار فرصة تقييم الوضع بعد الاعتصام و دراسة الموضوع من جديد . لا يختلف اثنان على أن المعلم بحاجة للدعم وبحاجة أن يتم رفع المستوى المعيشي لأسرته وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة ..ولكن قضية المعلم ليست بحاجة التعاطف والشفقة بل بحاجة لقناعة مجتمعية وسياسية بعدالة المطالب ...

فالطالب الذي يكون بحاجة لدروس خصوصية في التوجيهي لكافة المواد والذي يفرض على كل رب أسرة دفع مبالغ بآلاف لتدريس ابنه دروس إضافية بالتوجيهي بعد أن يكتشف حالة التردي المعرفي والأكاديمي له بعد ١٢ سنة في المدارس لهو دلالة واضحة على أن هناك من لا يقوم بواجبه ...ان يكون هناك الآلاف من الطلبة الذين لا يتقنون القراءة و العمليات الحسابية في الصفوف الأولى بلا شك يدل على أن البعض غافلين عن أداء رسالتهم ... فهذه الحالات وغيرها تشير إلى أن منح المعلم مزيدا من الامتيازات والعلاوات لا بد من أن يرتبط بالإنجاز الذي ينعكس على الطالب وأسرته والمجتمع فعندما لا يكون فرضا على الأسرة توفير مبالغ ضخمة للدروس الخصوصية تتولد لدى المجتمع بأن القائمين على ذلك يحب أن يمنحوا على قدر تلك الإنجازات... المسار المهني المعلمين هو حل معقول و لكن يجب ان يتم إدخال تعديلات مهمة عليه بأن يتم تصنيف المعلمين وفقا للرتب المعتمدة شكل فوري وفقا للخبرات والمؤهلات الأكاديمية والمهنية الاحترافية وان لا ينتظر المعلم ٩ او ١٥ سنة حتى يصل إلى هرم السلم في هذا المسار فلا بد من وضع الآليات الكفيلة بتقييم المعلمين بشكل عادل ونزيه ومن يستحق الدخول في رتب متقدمة في المسار المهني فماالمانع من أن يمنح مزاياها المادية والمعنوية ... أن استمرار مجلس النقابة في اتخاذ القرارات بدون الأخذ بعين الاعتبار بالعواقب والتبعات لهو دلالة على عدم الكفاية المؤسسية وعدم وجود سمات قيادية تقدر النتائج وتتخذ القرارات المناسبة بدون أحداث القلق والفوضى فعدالة المطالب لا تكون بالابتزاز للسلطة والمجتمع ولا تكون بالاختباء خلف الأطفال واستغلال حاجتهم للتعليم للحصول على مكاسب ايا كانت.. واذا لم يتم العدول عن أسلوب كسر العظم و جدع الأنف فإن " الحل هو الحل "

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)