مندوبا عن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني  ولي العهد، افتتح نائب رئيس الوزراء وزير الدولة الدكتور رجائي المعشر امس المؤتمر السنوي الاول لجامعة الحسين التقنية، بعنوان» نحو تعليم تقني مؤثر».
وقال المعشر في كلمة له، إن هذا الصرح العلمي يهدف الى بناء مستقبل مشرق للشباب يستند الى الهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم وتطويرها، لافتا الى أن رؤية سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، تقوم على ان الشباب هم المستقبل، وان الايمان بفكر الشباب فيه استشراف عظيم لمستقبل الاردن ورفعته خصوصا، وان الاردن يعد من اسرع الدول نموا في القوى العاملة الشابة على مستوى المنطقة.

 وأضاف المعشر ان مواكبة النمو في هذه القوى يتطلب السعي الدؤوب لاستيعاب القوى العاملة المتزايدة خصوصا في ظل ارتفاع نسب البطالة خلال السنوات الاخيرة، وهو ما تسعى اليه الحكومة في المرحلة المقبلة، الى جانب تطوير مخرجات أكاديمية تلبي حاجات سوق العمل خاصة في المجالات المهنية والتقنية والفنية التي تتلاءم ومتطلبات العصر التقني بعيدا عن الاطر النمطية في التعليم.
 واكد اهمية التطلع الى الاستفادة من نموذج هذه الجامعة الرائد، وتأسيس برامج تعليمية تقوم على تعزيز الابتكار والريادة وبناء طرق التعلم والمعرفة بجودة عالية مع التركيز على التعليم التقني والمهني والتدريب والتأهيل لغايات اكساب الشباب الاردنيين الخبرة والكفاءة وبما يسهم في تمكينهم من الحصول على فرص العمل.
وشدد المعشر على ضرورة التركيز على اكساب الشباب الاردنيين الخبرات والمهارات اللازمة والرديفة كالثقة بالنفس والمثابرة والقيادة والاتصال والذكاء الاجتماعي والتفكير الناقد والريادة والابتكار، والتي تعتبر من اهم المهارات التي نحتاجها لتحقيق التغيير خلال هذه المرحلة، مشيرا إلى أن انعقاد هذه المؤتمر يعد فرصة لمناقشة قضايا مهمة وطرح اسئلة قد يسهم الاجابة عنها في تجاوز تحديات تواجه مسيرة التعليم وتنمية الموارد البشرية.
 من جانبه اكد السفير الفرنسي في عمان ديفيد بيرتولوتي على اهمية التعليم التقني و دعم البرامج التطبيقية لما لها من أثر إيجابي على اقتصاد المملكة و توفير فرص عمل للشباب الأردني   
و أشار الى ان الحكومة الفرنسية كانت سباقة في دعم جامعة الحسين التقنية منذ بداية تأسيسها من خلال دعم برنامج  الطاقة و برنامج الهندسة المعمارية و برامج علوم الحاسوب و المعلومات الحاسوبية و من خلال تأسيس شراكة اكاديمية بين الجامعة  ومؤسسة المعاهد التقنية الفرنسية و التي تندرج تحت مظلتها اكثر من 113 كلية تقنية متخصصة . 
 واشار إلى ان حجم الدعم المقدم للجامعة بلغ حتى الان ما قيمته 400 الف يورو ضمن جهود دعم الحكومة الاردنية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية في مجال التعليم التقني واكساب الشباب العلوم والمهارات التقنية والتطبيقية لمساعدتهم وتأهيلهم  للحصول على فرص عمل.
 وقال رئيس جامعة الحسين التقنية د.  لبيب الخضرا ،  ان الجامعة حصلت على الاعتمادين العام والخاص من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي كما تعاقدت مع مؤسسة الاعتماد البريطانية المتخصصة Pearson لضمان جودة برامجها في التخصصات الهندسية وعلوم الحاسوب والتي تم تصميمها بحيث يسمح لطلبتها الانتقال من مرحلة دراسية للمرحلة الأعلى فبعد دراسة (72) ساعة معتمدة خلال سنة ونصف يمنح الطالب «شهادة فني» – الدرجة الجامعية المتوسطة الأولى – يمكنه بعدها وفق شروط أكاديمية محددة متابعة دراسة (60) ساعة معتمدة خلال سنة ونصف أخرى يحصل بعدها على درجة «مهندس تقني» تؤهله للانتقال لمرحلة متقدمة بعد سنة للحصول على درجة البكالوريوس في أحد التخصصات الهندسية في حال تحقيقه شروط الانتقال.
 وتوج المؤتمر اعماله بافتتاح مركز ريادة الاعمال الذي يعتبر عنوان التواصل التقني التطبيقي مع الشباب ويدمج الطلبة مع ابداعاتهم وطموحاتهم من خلال وجود مجموعة من الشركات الناشئة التي تحتضن المشاريع  الريادية لطلبة الجامعة  .
كما وقعت الجامعة اتفاقيتين الاولى مع الحكومة الفرنسية وتشمل تقديم دعم للجامعة من خلال برامج الطاقة والهندسة المعمارية وتكنولوجيا المعلومات ،والثانية مع الشركة الاردنية للطيران وتتضمن تقديم دعم لصندوق الطالب وبرنامج التاهيل والتدريب الوظيفي ، ومختبر التكنولوجيا المتنقل ، ومركز « التشالنجر « لابحاث علوم الفضاء .
  وتعرضت  الجلسة الأولى التي حملت عنوان التعليم العالي بالاردن وتحدث فيها كل من الدكتور مصطفى حمارنة ، ورئيسة الجامعة الالمانية الاردنية د.  منار فياض ، ورئيس جامعة الزيتونة الدكتور تركي عبيدات ، ورئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا د . صائب خريسات ، والدكتور سعد ابو قديس نائب رئيس جامعة البلقاء التطبيقية ود. امل نصير من جامعة اليرموك  ، الى  تفاصيل واقع التعليم  العالي في الأردن، و ابرز المشاكل التي يتعرض لها والتي تثير القلق في صفوف الاكاديميين والمسؤولين ، 
وتطرقت الجلسة للاستراتيجية  الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتحديات التي تواجه هذه الاستراتيجية .
وخلصت الجلسة الى ان  العوامل التي تؤثر على التعليم العالي هي الادارة الحقيقية  وضمان الجودة ، والمعلمين ، والتوجه  نحو التعليم الفني ، ومشاركة أصحاب العمل ، والابتكار.
كما ان هناك حاجة لإعادة تجديد التعليم العالي للجامعات بما يضمن  تطوير وتنفيذ المناهج الدراسية التي تعالج الطلب على التخصصات بالاردن والمنطقة .
  وتحدث في  الجلسة الثانية حول التعليم التقني ، د.  دريد محاسنة ، ورئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي د. بشير الزعبي ، وايريس جروس من الجامعة التطبيقية بالمانيا  ود. خالد الغرايبة عميد كلية الحجاوي ، ود . وائل مصاروة مستشار رئيس جامعة الحسين التقنية ، ومي ابو حميدة نائب مدير المجلس الثقافي البريطاني . 
 وتطرقت الجلسة الى قضايا اهمها ان الاردن مشبع بخريجي الجامعات وهنالك نقص كبير بالفنيين، حيث وصلت نسبة البطالة الى  31.8 % بين الشباب..
كما دعت  الجلسة إلى ضرورة التركيز على  التعليم التقني والتطبيقي والتدابير اللازمة لسد فجوة المهارات بين نتائج التعليم العالي واحتياجات الصناعة.  
وعرض رئيس مؤسسة الحجاوي الخيرية ايمن حجاوي  تفاصيل ومفاهيم القيادة في النمو الاسي ، حيث فصل فكرة هذا النمو الذي يركز  أن التكنولوجيا سوف تستمر في التعجيل بشكل مضاعف، كما تطرق إلى تقديم وجهات نظر عالمية حول التقنيات الأسيّة .
 وتضمنت الجلسة الثالثة التي شارك فيها وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثنى الغرايبة ، وخبير الماني ،، وعماد الفارس من شركة مايكروسوفت ، ود.  محمد البطاينة من جامعة اليرموك ، وسابين زريقات ، قضايا تتعلق بالشباب والتكنولوجيا والمستقبل . 
 وتحدث في  الجلسة الرابعة التي حملت  عنوان « متطلبات تكنولوجية لسوق العمل «   ، الرئيس التنفيذي لانجاز ديما بيبي ، ومنظمة سيمتا للتعاون الدولي وستيفاني ميتس والدكتور اياد ابو حلتم رئيس جمعية مستثمري شرق عمان . 
واشار المتحدثون الى ضرورة ان يكون هناك طلب كبير على الموظفين المستقلين والمهنيين القادرين على حل المشكلات، والإبداع، والتفكير النقدي، والتواصل بين الثقافات، ومهارات التحدث والكتابة والعرض الفعال.