TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
اكسروا الغصن ودعوا الطالب ينطلق
21/09/2015 - 2:45am

طلبة نيوز- الدكتور شفيق علقم

ان الوصول الى التميز والى تحقيق اقصى درجات الجودة في التعلم والتعليم والمعرفة، اصبح من أهم أسباب البقاء في حلبة السباق في هذا العصر ، الذي نستطيع ان نقول فيه ان البقاء للاقوى وللمتميز...فالتعليم هو الوسيلة الاجدى لتقدم الامم وتفوقها وازدهارها ، وان المستقبل هو للامة التي توفر افضل فرص التعليم لابنائها.
وتقف المدارس والجامعات كمؤسسات تربوية تعليمية في موقع خاص ؛ فهي اساس كل نظام تعليم وادواته ، والمحور الذي تدور حوله كافة الجهود لتطوير وتحديث المجتمع ومؤسساته ، وهي التي تترجم شعارات التميز والجودة في المجتمع ومؤسساته الى اساليب عمل ؛ ليلحق البلد بركب التقدم والحضارة العالمية ؛ ليجد له على ساحتها موقعا وعلى خريطته مساحة ؛ والتعليم هو المحرك الاساس الوحيد لتحقيق الازدهار والمساواة الاجتماعية ، والتعليم كالمجذاف ان لم تتقدم به الى الامام فانه يعود بك الى الخلف.
ان التعليم في بلادنا بعامة – وللاسف- مازال ذا منهجية تعليمية تربوية تقليدية ، يجعل من الكتاب هو الغصن الوحيد الذي يقف عليه الطالب، فلا يستطيع الاستغناء عنه او النجاح بدونه ؛ فهو رفيقه الدائم يتشبث به ليعينه على النجاح في امتحانات هو لا يرغبها ، مع ان الكثير من ابنائنا الطلبة يملكون قدرات ومهارات خلاقة وعقليات ذكية يستطيعون التحليق بها في البحث والتنقيب عن معلومات اكثر ومعارف اجود، مما يحتويه ذلك الغصن التقليدي(الكتاب) فنحن بحاجة الى فعل ذلك الفلاح الذي كسر الغصن كما تروي الحكاية: بإن أحد الملوك أهدي إليه صقران رائعان، فأعطاهما كبير مدربي الصقور لديه ليدربهما، وبعد شهور جاءه المدرب ليخبره أن أحد الصقرين يحلق بشكل رائع ومهيب في عَنان السماء، بينما لم يترك الآخر فرع الشجرة الذي يقف عليه مطلقًا. فما كان من الملك إلا أن جمع الأطباء من كل أنحاء البلاد ليعتنوا بالصقر، ولكنهم لم يتمكنوا من حثه على الطيران. فخطرت في عقله فكرة: "ربما عليَّ أن أستعينَ بشخص يألف طبيعة الحياة في الريف، ليفهم أبعاد المشكلة"، وأمر فورًا بإحضار أحد الفلاحين. وفي الصباح ابتهج الملك عندما رأى الصقر يحلق فوق حدائق القصر، فسأل الفلاح الماهر: "كيف جعلته يطير؟"، فأجاب بثقة: "كان الأمر يسيرا، (لقد كسرت الفرع الذي يقف عليه). فلكي نساعد طالبنا على التحليق والابداع ؛ فاننا بحاجة الى بناء تعليم يكون اساسا يضرب بقوة في مجالات التطوير الاقتصادي والاجتماعي والعلمي من خلال استراتيجية محددة الاهداف ، وخطة متجددة واجراءت تشريعة تعليمية متطور جريئة ، والى بناء نظام تعليم يتمحور حول المتعلم ومادة التعلم والتعليم ، نظام يعتمد مبدأ المجانية والمساواة الحقيقية في اتاحة فرص التعليم ، بحيث لا يطغى تعليم النخبة او تعليم الطبقة الاغنى - كما هو الحال لدينا- نظام تعليم يقوم على استبعاد الفوارق الاقتصادية والاجتماعية والعرقية والجهوية ، بحيث يكون الهدف الاسمى للتعليم ان يمتلك كل مواطن العلم والمعرفة والتقنية ووسائلها كيفما يشاء ؛ لمواكبة العصر والمشاركة في تحقيق معدلات نمو حقيقية في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية للبلد .. اذ لا بد من اجرأة نظامنا التعليمي وتطويره ، وادخال انواع التعليم الحديث اليه ، الرقمية منها والذكية كادوات لتعليم النشء ، وخلق دافع للدراسة الممتعة ،ودعم دافعية الطلبة وتنافسهم للشغف والاستمتاع بالتعلم والتعليم والانهماك فيه بالدراسة والبحث ، وخلق مناخ تدريسي قائم على الغاء منهاج المواد التدريسية الذي يحد من انطلاق الطلبة في البحث والتنقيب والتفكير الابداعي ، والاستعاضة عنه بمنهاج يقوم على الموضوعات والتدريب على المهارات الفكرية واليدوية ،وتنمية الذكاء والقدرات الخلاقة التي تقود الطالب الى امتلاك كفايات معرفية رقمية وفنية؛ تجعله يشارك في التنمية الشاملة من خلال اسهاماته البناءة فيها ، كما انه لا بد من توفير البيئة والمناخ اللازمين لتنمية قدرات التفكير الخلاق والذكاء والابداع والابتكار لدى الطلبة واطفاء السلوكات التي تمنعهم من ذلك ،وتنظيم المواقف التعليمية بحيث تكون واضحة محفزة لنمو القدرات وحفزالملكات لديهم.
كما انه لا بد للمعلمين والقائمين على العملية التعلمية -التعليمية من الالمام بالمهمات النمائية ومتطلبات النمو الجسمية والعقلية والاجتماعية والوجدانية لدى الطلبة ،وبناء انشطة وفعاليات تهدف الى تنمية ذكائهم وقدراتهم الخلاقة ؛فالاطفال يولدون ولديهم قدر معين من الذكاء الخلاق؛ فلو استطعنا تنمية هذاالذكاء لاستطعنا زيادة قدراتهم على الابداع والخلق والابتكار ،وبالتالي دفعنا الى المجتمع بعدد كبير من المخترعين والمبتكرين.
ان مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية مدعوة الى توفير برامج متقدمة جريئة لتنمية ذكاء الطلبة وبناء قدراتهم الخلاقة على الابداع والتفوق والابتكار؛ اذ باستطاعتها توفير الادوات اللازمة وامداد الطلبة بمتطلبات تنمية قدراتهم، وتوفير الامن النفسي لهم ، ومشاركتهم في العمل والتخطيط، واعتبارهم لا اهمالهم ، وتعويدهم على النجاح ومجابهة الفشل عند اجراء التجارب العلمية او ابداء الآراء الفردية.
ان تهيئة المواقف التعليمية المناسبة للطلبة ،وحسن ادارتهم وتوجيههم والاشراف عليهم ورعايتهم، وتقديم الخبرات والبرامج الذكية التي تتصل بحياتهم وتشبع حاجاتهم وتحقق طموحاتهم واهدافهم وذواتهم ،من العوامل الهامة التي تساعد على ان يسود جو التفاهم والامن والاستقرار والطمأنينة وتحقيق الاهداف في المدرسة والمجتمع ؛علما بان ذكاء الاطفال ينمو نموا مطردا في سن المدرسة مالم تعترية اضطرابات اويشوبه خلل معين، فالاطفال -كما تقدم- يولدون ولديهم قدر كبير من الذكاء الخلاق المبدع وهو ارقى انواع الذكاء ؛ولا بد لمدارسنا من معرفة عوامل الاهتمام بالاذكياء والموهوبين والمبدعين، ووضع البرامج الملائمة لهم، فمدارسنا مدعوة الى ادخال التعليم الابداعي والتعليم الذكي والتعليم الرقمي؛ لتساعد المتعلمين على ان يصبحوا اكثر حساسية للمشكلات والمعرفة والمعلومات، والبحث عن الحلول والتنبؤ وصياغة فرضيات واختبارها ،واعادة صياغتها او تعديلها ؛من اجل التوصل الى نتائج جيدة يفيدون منها في بناء مجتمعاتهم ،ولا بد لمدارسنا ان توفر بيئة مدرسية غنية بالمثيرات ،منفتحة على الخبرات والتحديات الخارجية، بيئة مدرسية اساسها مجموعة من المتغيرات المادية والادارية والاجتماعية ،تحكم العلاقات بين الاطراف ذات العلاقة في المدرسة، بيئة مدرسية تضمن حرية التعبير والمشاركة ،والاخذ والعطاء واحترام راي الاغلبية والالتزام بمترتباته، بيئة مدرسية تحترم العمل بروح الفريق ومشاركة جميع الاطراف ذات العلاقة، تقبل النقد البناء واحترام الاخر تقبل التنوع والاختلاف في الافكار والاتجاهات ،ذات مصادر تعلم متنوعة تتيح فرص التعلم واكتشاف المواهب والاستعدادات.
 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)