طلبة نيوز- كتب الأستاذ الدكتور ماهر المبيضين /عميد كلية الآداب / جامعة مؤتة

لطالما دفع الأردن وما يزال يدفع ثمنا باهضا جراء مواقفه المشرفة تجاه الامة والإنسانية والمبادئ والثوابت الوطنية التي تشهد على تاريجه المشرق والمضيء ، وماحدث في المشفى الأردني في غزة ليلة أمس دليل على هذه المواقف المشرفة للأردن ملكا وشعبا وحكومة تجاه الأشقاء في فلسطين وفي غزة في الظرف الراهن بعد استهداف حاقد وجبان بقصف محيط المشفى من قبل آلة الإجرام الإسرائيلية والذي تسبب بإصابة سبعة أفراد من نشامى الجيش العربي هناك الذين تدافعوا إلى ساحة الطوارئ خارج المشف يستقبلون الجرحى والمصابين القادمين لتلقي العلاج .
لقد بدأت وتيرة الحقد الإسرائيلي على الأردن تزداد بعد كل موقف مشرف منذ أن نادى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في كل المحافل الدولية بمسألة حل الدولتين والتي على أساسها يعم الامن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم ، ثم ارتفعت وتيرة الحقد إلى نسبة أعلى بعد أن اتخذ الأردن موقفا مشرفا تمثل باستدعاء السفير الأردني من إسرائيل والطلب من السفير الإسرائيل مغادرة عمان وهي الخطوة المهمة والأولى على مستوى العالم والتي أعلنت مبكرا مع بداية الإجرام والتنكيل بأهل غزة من قبل العدو المحتل .
ثم ارتفعت وتيرة الحقد بنسبة أعلى أيضا بعد الإعلان الصريح عن موقف الأردن في مؤتمر القمة الأخير الرفض للتهجير القسري لأهل غزة من بلدهم إلى أي مكان ، وهذا الموقف يعد لازمة من لوازم الثوابت الأردنية التي لا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف ، وأخيرا وصلت وتيرة الحقد الإسرائيلي إلى أعلى درجاتها ومستوياتها بعد أن تحدى نشامى الجيش العربي كل الحواجز والموانع في عملية هي الأجرأ من نوعها في ظل الظروف المعقدة في غزة والمتثلة في عملية إنزال طائرتين متتاليتين محملتين بالمساعدات الطبية للمشفى الأردني ليتمكن من الاستمرار بتقديم واجبه الإنساني للأشقاء هناك ، ثم يأتي الحقد الإسرائيلي ليترجم واقعا بقصف محيط المشفى مسببا إصابة سبعة أفراد من طاقمه لا ذنب لهم إلا انهم يقوم بواجبهم الإنساني ، ورغم ذلك جاءت التصريحات الاردنية وبتحد أكبر أيضا بأن المشفى باق على عهده في تقديم الواجب الطبي والإنساني للاهل هناك .
شكرا لنشامى الجيش العربي طاقم المشفى الأردني في غزة على هذا الثبات وهذه التضحيات التي تعلموا مبادئها من رسالة الجيش العربي وثوابته ، إيمانا منهم بواجبهم الإنساني ، متضرعين إلى المولى عز وجل أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل ليتمكنوا من الاستمرار بأداء الواجب إلى جانب إخوتهم أفراد طاقم المشفى ، وحفظهم الله جميعا من كل سوء .