الدكتور ابراهيم الزعبي

كنا زمان ونحن اطفال نلعب العابا شعبية كلها من الوطن ..نتعب ونعرق..نلعب الاحجار السبعة من حجارة الوطن وجرابة مهترئة من بقايا عسكري حمى الوطن حتى انثقبث فنحشوها بالقماش لتكون طابة...ونلعب الحجلة برسم مربعات ومستطيلات على ارض الوطن...ونلعب قفز الحبل مرات ومرات وعلى الدور حتى نلهث...وحيطان المدرسة من اجل لعبة التخباية او كموستير..ورسم خارطة على تراب الوطن كي نسير في ضوئها فنعرف زقق الوطن ... ولعبة القلول او الدواحل من المور والجورة واللحقة والفرد والجوز...وكلها تحت شمس الوطن وترابه ...وعندنا نشوة بالنصر عندما نصيد دوحل الخصم ونفرح ومنا يبكي للخسارة ولكننا نتقاسم حب الوطن اخيرا....وننزل بكرة قدم بلاستيك في ملاعب ترابية نصفها حجارة وصخور...نلعب اشواطا او ادوارا...والفائز من الفريق يسجل عشرة أهداف...نروح وعرقنا يتصبب ويحور الى اللون الابيض ليكون مالحا ..فنذوق الوطن...اما الان اطفالنا يلعبون ألعابا بثقافة الغرب ...قتل بسلاح روسي...وسباق بسيارات امريكية...وبناء مزرعة من حجارة المانيا وكوريا...وكرة قدم بتصميم فرنسي...وتفجير البالون الاسترالي...تعب للمخ ..واضعاف للبصر...وتفشي للعنف ..وغربة عن الوطن...وعشق الى الغرب لغة وثقافة وسلوكا...كثر الخطف ..وفاحت الجريمة...فشتان بين تربية المواطن على حب وطنه...وتربية المواطن على تشرب ثقافة غير الوطن. فكثرت الجرائم وتنوعت.
علينا انقاذ الوطن من شر ألعاب العالم وخططه لنوع المواطنة.

صورة 2

صورة 3