TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
"التعليم عن بعد" لوزارة التربية والجامعات الأردنية : تجربة غير مكتملة وعراقيل لا يمكن التغلب عليها ... و مقترحات لمرحلة ما بعد السيطرة على انتشار الفيروس
28/03/2020 - 1:00pm

الدكتور علي نايل العزام

يوم غد الأحد تبدا المدارس والجامعات الاسبوع الثالث من الإغلاق بعد قرار الحكومة بتعطيل كافة المؤسسات التعليمية والمدارس اعتبارا من الأحد ١٥ اذار الماضي ...حيث تم تنفيذ خطة كانت وزارة التربية والتعليم والجامعات أعدتها مسبقا بتفعيل العليم عن بعد في تجربة جديدة وضعت الجهات المعنية جهدا من أجل انجاحها ..

وزارة التربية والتعليم أطلقت بالتعاون مع مؤسسة الإذاعة والتليفزيون قناتين درسك ١ و٢ لتقديم حصص للطلبة من الصف الأول الأساس وحتى الصف الحادي عشر فيما تخصصت القناة الرياضية الأردنية بتقديم دروسا لطلبة الثانوية العامة هذه التجربة جاءت كحل لتعويض الطلبة عن الانقطاع بسبب الجائحة العالمية وتفشي فيروس كورونا .. ومما لا شك فيه من أن وزير التربية والتعليم والوزارة قاموا بجهود كبيرة من أجل أن ترى هذه التجربة النور ...

وبالرغم من كل هذه الجهود الا ان هذه التجربة ينقصها الكثير وبالنهاية لا تكفي كون وزارة التربية والتعليم هي وزارة لكافة الطلبة وكافة المدارس العامة والخاصة فالدروس التي يتم تقديمها هي لطلبة البرنامج الأردني الا ان التعليم في الاردن يتضمن قطاع كبير وواسع للتعليم الخاص والذي يقدم البرامج الدولية والتي تنتهي بالشهادات الدولية التي تكافئ التوجيهي الأردني...هؤلاء الطلبة تركوا إلى ما تقدمه مدارسهم دون أي رقابة او اي اهتمام من قبل الوزارة علما بأن امتحاناتهم تبدا منتصف الشهر المقبل وهم كما طلبة البرنامج الأردني بحاجة للعناية والرعاية ...

وزير التربية والتعليم اعلن سابقا بأن الوزارة تواصلت مع الجهات التي تدير تلك الامتحانات الدولية وعقدت معها تفاهمات بخصوص مواعيد تلك الامتحانات ولكن هل هذا يكفي ؟؟؟

أن المواد التي يتم التركيز عليها للطلبة والحصص التي تقدمها قناتي درسك ١ و ٢ محددة باللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم فيما أن هناك مواد أخرى لا يتم عرض دروس لها وهي التربية الإسلامية والتربية الوطنية والتاريخ والجغرافيا و الحاسوب ما يعني جانبا من المعارف التي لا بد للطالب أن يتعلمها هي موقوفة إلى أجل غير معروف ...هذا لا يعني أن وزارة التربية مقصرة الا ان الوزارة تقدم ما تستطيع أن تقدمه في ظل أزمة مستجدة ..و التعليم عن بعد بحاجة لبنية تحتية أوسع مما هو موجود إضافة إلى تدريب خاص للمعلمين والطلبة توفير التقنيات والأجهزة المطلوبة إضافة الى انه لا بد من أن يكون ذلك متاحا لكافة الطالبات في كافة مناطقهم وهذا فعليا غير متوفر لأسباب اقتصادية متعلقة بالطلبة وذويهم وكذلك المعلمين الا ان التجربة ليست فاشلة لا سمح الله وانما هي جهد يستحق البناء عليه ولكن هناك معضلات كبيرة مثل البنية التحتية وعملية التقييم التي لا يوجد اي تصور لها لان عملية التواصل الالكتروني بين الطلبة ومعلمين غير موجودة اصلا إضافة الا ان عملية التقييم مرتبطة بقوانين وتعليمات يصعب تنفيذها ...

اما الجامعات الرسمية والخاصة فقد بدأت جهدا كبيرا من أجل تنفيذ التعليم عن بعد لطلبة الجامعات وهذه العملية واجهت عددا من العراقيل :

أولا: عدم وجود بنية تحتية تكنولوجية لدى تلك الجامعات لاستيعاب الكم الهائل من المساقات التي تقدمها الجامعات خاصة وأن الجامعات لا تملك الخوادم اللازمة لمثل تلك العملية ...

ثانيا : عدم الإعداد الكافي لأعضاء هيئة التدريس حيث أن كثير من أعضاء هيئات التدريس في الجامعات غير ملمين بهذه التكنولوجيا من حيث القدرات التقنية واستخدم التكنولوجيا في التدريس او توظيفها في التعليم خاصة وأن أعداد كبيرة منهم ممن تجاوزت مدة حصولهم على درجاتهم العالمية العليا أكثر من ٣ عاما أب أنهم لم يكن لهم الملك بتلك التكنولوجيا أثناء دراستهم

ثالثا : وجود مساقات تدريبية وعملية لإعداد كبيرة وخاصة المساقات المرتبطة بالمختبرات التطبيقية والتي تحتاج إلى لقاءات مباشرة لتعلم المهارات العملية المطلوبة إضافة الى ان بعض المختبرات الطبية والتدريب العلمي في تخصصات الهندسة والطب بحاجة إلى حضور تلك المختبرات بشكل مباشر

رابعا : أن أعداد كبيرة من الطلبة لا يملكون القدرة الاقتصادية على الدخول إلى شبكة الإنترنت بشكل فعال كون الوصول إلى الإنترنت بحاجة إلى قدرة مادية لا تتوافر لدى كل الطلبة

خامسا: أن مستوى الأكاديمي للطلبة وخاصة السنة الأولى بحاجة إلى حضور محاضرات مباشرة وأن قدراتهم الأكاديمية والتقنية ليست مهيئة لهذه النقلة النوعية الكبيرة والسريعة

ولهذا فإن تطبيق هذه التجربة حاليا هو انجاز وطني مهم يحسب للقائمين عليه الا اننا لا بد أن ننظر بشكل واقعي إلى الأمر وهو أن ما بقدم حاليا لا يكفي لاتمام كافة متطلبات العملية التدريسية...الا اننا لا بد من الإستمرار في تنفيذ هذه التجربة للتخفيف من الأثر السلبي لانقطاع الطلبة عن جامعاتهم مدارسهم ...

وبحسب التجربة فإن كثير من الطلبة لا يدخلون إلى تلك الشبكات أن كانوا طلبة المدارس او طلبة الجامعات ومع الاحترام الشديد لكافة الإدارات الجامعية فإن النسب التي يتم الإعلان عنها من قبل تلك الإدارات بتطبيق تلك التجربة بالتعليم عن بعد نسب مبالغ فيها وهي ليست واقعية الا ان التفاؤل بأن تكون فعالة أكثر هز شيء جيد ...

أن الجهود الحكومية وأجهزة الدولة وبتوجيه مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تؤتي أكلها بالسيطرة على المرض وأنه بعون الله اننا ستشهد خلال الاسبوع القادم نتائج مهمة في القضاء على المرض ...ولكن لا بد أن تركز الحكومة وإعلامها على نشر الوعي والثقافة ومحاولة تغيير سلوك المجتمع والأفراد فيما يتعلق بهذه الأزمة وهذا الوباء ولا بد أن يتم أفراد مساحات عبر المنصات الإلكترونية والتلفزيونية التي تقدم الحصص والدروس والمحاضرات للطلبة لتأصيل سلوكيات التعامل مع هذا الوباء في فترة ما بعد السيطرة عليه ....

الملك عبدالله الثاني دائما يسبق الجميع وحتى دول العالم المتقدم والعالم الآن يتحدث عن فترة ما بعد السيطرة على الفيروس وانتشاره وكيفية العودة إلى الحياة الطبيعية وهنا تقدم عددا من المقترحات التي يمكن أن تكون ذات فعالية في تلك الفترة لأنه لا يمكن أن يظل الإغلاق إلى الأبد:
وهذه المقترحات كما يلي :

1 بعد التأكد من قبل وزارة الصحة والجهات الأمنية وأجهزة الدولة ذات العلاقة من أنه تم السيطرة على انتشار الفيروس لا بد من حملة توعية واسعة تكون موجهة بشكل مباشر للطلبة والمعلمين والمعلمات وإساتذة الجامعات تكون حول السلوكيات التي يجب أن يتبعها تلك الفئات في جامعاتهم مدارسهم والثقافة الوقائية التي تتناسب والبيئة التعليمية والجامعية والمدرسية

2 تقوم وزارة التربية والتعليم بعملية العودة إلى المدارس بالتدريج تبدا بطلبة الصفوف من الثامن وحتى الثاني عشر كون بعض البرامج الدولية تتطلب إجراء اختبارات لطلبة الصفوف من التاسع وحتى الثاني عشر

3 يكون الدوام لهولاء الطلبة على الشكل التالي : الاسبوع الاول يدوام الطلبة الذكور يومين في الأسبوع والطلبة الإناث يومين آخرين وذلك ليتم ضبط الأمور من قبل الجهات الأمنية المختصة بتنفيذ قانون الدفاع كما ويتم وضع تصورات من قبل الإدارات المدرسية لتقييم عملية التعليم عن بعد في فترة الإغلاق و يقوم المعلمين والمعلمات بترتيب الأمور للمرحلة التالية وإجراء بعض الاختبارات التي فاتت هؤلاء الطلبة

4 يبقى طلبة صفوف ما قبل المدرسة في عطلة حتى مطلع العام الدراسي القادم ٢٠٢٠_٢٠٢١

5 بعد من التأكد بشكل كامل من أن الظروف الصحية ملائمة يبدأ طلبة الصفوف من الاول وحتى السابع بالدوام الجزئي لساعات محددة بحد اقصى ٣ ساعات وليومين أسبوعيا يتم إجراء اختبارات لهم تكون مبينة على عملية التعليم عن بعد بعد التواصل المباشر بين الطلبة ومعلميهم ويكون ذلك في أسبوع لا حق لدوام طلبة الصفوف العليا

اما الجامعات فيمكن الأخذ المقترحات التالية :

1 يدوام طلبة الدراسات العليا على أن يرعى أن يتم تخفيض ساعات الدوام اليومية المحاضرات وأن تكون خلال ساعات النهار

2 يدوام طلبة البكالوريوس في الجامعات وفقا لآلية بحيث أن الطلبة المسجلين المساقات أيام الأحد والثلاثاء والخميس يدوام للطالب محاضرة واحدة بحيث يدوام طلبة الكليات الإنسانية يوم الاحد وطلبة الكليات العلمية الثلاثاء والطلبة المسجلين لمساقاتهم الاثنين والأربعاء يدوام أعضاء الطالب محاضرة واحد وحسب تقسيم الطلبة من قبل إدارة الجامعة مثلا طلبة الكليات الإنسانية في يوم وطلبة الكليات العلمية في يوم أخر و توزع الكليات بحسب ترتيب تضعه الجامعة

3 تكون هذه المحاضرات التي يحضرها الطالب بالحد الأدنى وسيلة من أجل إتمام عملية تقييم الطلبة وتقييم لعملية التعليم عن بعد وفرصة للطلبة للوقوف على إجابات حول واستفساراتهم التي لم يستطيعوا إليها من خلال التعليم الالكتروني

4 تقوم الأقسام الأكاديمية الأساتذة بتخفيض حجم مادة الامتحان النهائي والتركيز على النوع لا على الكم بحيث يتم تحديد تلك المادة بما لا يزيد عن ٥٠% من المادة المقترحة في بداية الفصل وتضم كافة المعارف الرئيسة والمهمة حتى يتم إنهاء الفصل الدراسي الثاني ضمن الأجندة الموضوعة

خلال الدوام الجزئي والتدريجي تبقى الآليات والتقنيات المتبعة من قبل وزارة التربية والتعليم الجامعات في التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد مستمرة حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني وذلك حسب ما تقدره الحالة التي يحددها المختصون

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)