TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم عن بعد والتعليم الاكتروني في الجامعات : تجربة فاشلة و ما خفي أعظم
22/07/2020 - 7:00am

طلبة نيوز

كتب الدكتور علي العزام

ان التجربة الاردنية في مجال التعليم عن بعد والتعليم الاكتروني هي تجربة غير ناضجة وينقصها الكثير أمام ذلك في الجوانب الفنية والتقنية أو في جوانب الوعي والإدراك لآليات تنفيذ مثل هذا النوع من التعليم ومدى استيعاب كافة الأطراف لادوارهم الحيوية في هذا التعليم الذي أصبح حديث الساعة في عالمنا اليوم خاصة بعد ما يشهده العالم من تفشي جائحة كورونا ...

لا يمكن إنكار أن اللجوء لهذا النوع من التعليم لم يكن بمحض ارادة المجتمعات والحكومات وإنما فرضته الظروف المستجدة لضرورة الإغلاق وفرض الحظر والحجر والعزل المنزلي ما استدعى أن يكون هناك محاولات لإدانة العملية التعليمية والأكاديمية في المدارس والجامعات من خلال منصات التعليم الإلكترونية ...

وما لا يمكن تفسيره انه وبعد استقرار الوضع الوبائي في البلاد ومنذ أيار الماضي فإن الحكومة مازالت تتعامل مع ملف عودة المدارس والجامعات بكثير من التحفظ إلى درجة التزمت ففي الوقت الذي كانت الرؤية لدى وزارة التربية والتعليم بتقديم موعد العام الدراسي في محاولة إلى تعويض الطلبة وخاصة في الصفوف الأساسية عن بعض مهارات التعلم التي لا تتأتى إلا من خلال التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم على صعيد التعليم العام وتلك المهارات والمحاضرات العملية التي لا يمكن أن تثبت فعاليتها إلا من خلال تواجد الطالب الجامعي في المختبر أو القاعة التدريسية في وسط تفاعلي مع استاذه الجامعي أو المختص في المختبرات العملية على صعيد التعليم العالي والجامعي وذلك أن الحكومة اعتبرت بعض الدول الأوروبية التي سمعنا عن انهيار أنظمتها الصحية ضمن المنطقة الخضراء علما بأنها ما زالت تشهد مئات الحالات اليومية وعشرات الوفيات فيما آمنت في الاردن كل اسبوع او ٩ أيام لا تشهد حالة واحدة بيد النا نخاف أن ننزل عن القمة التي وصلنا لها ...

الوضع الوبائي وتقييمه ليس محل نقاشنا بشكل أساسي وإنما سياسات الحكومة المتشددة بدون مبررات تجعلنا نبحث في موضوع فعالية التعليم عن بعد والتعليم الاكتروني في ظل انه من الممكن أن يكون هناك عودة إلى الغرف الصفية والقاعات التدريسية ... فما نشهده اليوم من تردي لجودة التعليم وسوء المخرجات التعليمية سيكون له أثر بالغ على كفاءة خريجي السنوات القليلة القادمة ....

فهل يمكن تصور أن تكون الشعب التدريسية في كليات الطب تزيد عن ٧٠٠ طالب في المجموعة الواحدة وهل يعقل أن يكون في شعب الكليات الهندسية وتكنولوجيا المعلومات أكثر من ٢٠٠ طالب اما في تدريس اللغة الانجليزية ومهارات الاتصال واساسيات اللغة الانجليزية فإن الأعداد تصل في بعض الجامعات إلى ما يقارب ٣٠٠ طالب ....

قد يقول قائل أن هذا يحدث في دولة في الاردن وقد يقول اخر انه من المستحيل أن يحدث في الجامعات الاردنية الرسمية .... ولكن أن الحقيقة المؤلمة أن هذا يحدث في الاردن وفي الجامعات الرسمية العريقة في تعدي سافر على جودة التعليم .....

ان الجامعات الرسمية تحولت في الفصل الصيفي الحالي إلى دكاكين لجني الرسوم دون تقديم تعليم جيد يعزز المهارات ويكسب الطلبة المعرفة المطلوبة لتكوين الكفاءة الأكاديمية والعملية المرجوة وهذا الامر يتم بموافقة تامة من الطلبة الذين يجدون في هذا من التعليم فوضى وانفلات في وسائل الضبط الأكاديمي والمعرفي خاصة وأن الاختبارات والامتحانات هي الأخرى عن بعد فصار بالإمكان أن يتخطى الطلبة المساقات بكل يسر وسهولة ...

قيادات أكاديمية تقول " أن الأوضاع الاستثنائية لا يناسبها القرارات الطبيعية والعادية ما يتطلب أن يتم اتخاذ قرارات استثنائية لمعالجة حالة غير طبيعية " الكلام في ظاهره هو صحيح ولكن في التطبيق العملي فهو تدمير مؤسسي لجودة التعليم بكل ما تعني الكلمة من معنى ....

ولا تتوقف المأساة على هذا الإطار فما هو ادعى وامر أن عددا من الأساتذة الذين ليس لديهم القدرة على التعامل مع المنصات الإلكترونية قاموا بالطلب من اقسامهمالأكاديمية بفتح شعب لهم في الفصل الصيفي علما بأنهم اثبتوا فشلهم في تجربة الفصل الثاني الماضي..فمثلا في جامعة رسمية عريقة قام أحد الأساتذة ممن تم التمديد لهم بعد السبعين وفقا لقانون الجامعات ٢٠١٨ لترسيب أكثر من ٨٥% من الطلبة المسجلين في أحد المساقات التي كان يدرسها في الفصل الثاني الماضي علما بن ذلك الأستاذ لم يقم بالدخول على اي منصة الكترونية رسمية وإنما كلف إحدى طالباته بارسال بعض ملفات ال PDF إلى الطلبة كما وانه لم يقم بالإجابة عن أي استفسار وفي يوم الامتحان قام بإعداد امتحان من أكثر من ٥٠ سؤال وأعطى الطلبة فقط نصف ساعة للحل علما بأن الوقت غير كافي لقراءة الأسئلة والتبرير انه يحاول أن يمنع الغش اما ما هو ادهي وامر بأن هذا الأستاذ طالب إدارة الجامعة بفتح ٦ ساعات له في الفصل الصيفي الحالي .....

ومن جانب آخر فإن عدم انتظام الطلبة بالدراسة في الحرم الجامعي له آثار اقتصادية سلبية وخطيرة على على المجتمعات التي تحيط بالجامعات فإن الدورة الاقتصادية في تلك المجتمعات تأثرت بشكل كبير بانخفاض إيراداتها و مستوى الدخل لديها بسبب عدم وجود الزبائن وهم الطلبة والمجتمع الجامعي بشكل عام ما أحدث أثار اقتصادية مدمرة على تلك المجتمعات

التعليم عن بعد والتعليم الاكتروني الذي نشهده في المؤسسات التعليمية الأردنية هو تجربة فاشلة على كافة الأصعدة فهو ينتهك معايير الجودة في التعليم و له أثر خطير على أحداث سلوكيات غير أخلاقية أكاديميا وتتنافى مع الأعراف والتقاليد الجامعة لدى الطلبة مثل الغش وعدم الإلتزام بالحضور ...كما وأن هذا التعليم حول بعض الأساتذة إلى متقاعسين عن الابداع والعمل الجاد والاعتقاد بأن العملية صورية لا أكثر....اضافة الى تحول الجامعات إلى دكاكين لجني الأموال في تطبيق عملي المقولة " ادفع قسطا تنجح فصلا "

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)