TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الحكومة البريطانية: خطة من خمسة محاور لمواجهة أزمة اللاجئين
14/09/2015 - 3:45am

طلبة نيوز-

قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوين سموأل، إن أزمة اللاجئين في أوروبا حاليا هي وجه واحد من أوجه الكارثة السورية الأكبر في تاريخنا المعاصر، مؤكدا أن المملكة المتحدة لن تتخلى عن الشعب السوري ولديها خطتها ونهجها الخاصان بمواجهة هذه الأزمة.
وأوضح سموأل أن خطة الحكومة البريطانية لمواجة أزمة اللاجئين تتمثل في خمس محاور رئيسة هي: استقبال اللاجئين من المخيمات في دول الجوار السوري بحيث يصلون إلى المملكة المتحدة بدل المجازفة برحلة خطيرة وسوف نستقبل 20 ألف لاجئ على مدار السنوات الخمس المقبلة؛ والمساعدة في إحلال الاستقرار بالدول التي يأتي اللاجئون منها؛ والعمل من أجل حل سياسي في سورية؛ ودعم تشكيل حكومة وطنية في ليبيا؛ وملاحقة العصابات الإجرامية التي تتاجر بهؤلاء اللاجئين.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت تقديم 100 مليون جنيه استرليني إضافي، ليرتفع إجمالي مساهمتها إلى مليار جنيه. وهذه أكبر استجابة على الإطلاق من المملكة المتحدة لأزمة إنسانية واحدة. وسوف يتم تخصيص 60 مليون جنيه استرليني من هذا المبلغ لمساعدة السوريين الذين ما يزالون داخل سورية.
وقال إدوين سموأل إنه "لا توجد دولة أوروبية قاربت هذا المستوى من الدعم، ولولا المساعدات البريطانية لهذه المخيمات لكانت أعداد من حاولوا المجازفة بقطع هذه الرحلة إلى أوروبا أكبر بكثير". وأضاف "هناك أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يتعرضون لمخاطر كبيرة في البر والبحر بهدف الوصول إلى بر الآمان في أوروبا، وبلادي سوف تقوم بواجبها الإنساني قدر الإمكان للمساعدة، ولكن أيضا علينا ألا ننسى أن هناك مئات الآلاف ما يزالون في المخيمات في دول الجوار ولديهم حلم العودة إلى بلادهم عندما يعود السلام إليها". vوتابع "كما يجب أن نتذكّر وجود عشرات آلاف المعتقلين لدى النظام والتنظيمات المتطرفة مثل "داعش"، ولا نعرف عن أوضاعهم شيئا، كما يوجد الملايين من النازحين السوريين داخل سورية الذين فضّلوا النزوح داخل البلاد منتظرين حصول حل سياسي يعيدهم بناء بيوتهم المهدمة ليرجعوا إليها".
وقال سموأل إن "الحل السياسي الشامل هو الكفيل بإنهاء معاناة الشعب السوري، لأن استضافة اللاجئين في أوروبا هو حل مؤقت يساعد إنسانيا ولكن لا يحلّ جذريا الأزمة السورية الكبرى".
من جانب اخر، اعلن خفر السواحل اليوناني امس وفاة 34 شخصا غرقا قبالة سواحل اليونان اثر غرق مركب كان يقل اكثر من مائة مهاجر غير شرعي. وغرق المركب قبالة شواطئ جزيرة فرماكونيس التي تبعد مسافة 15 كلم عن تركيا. وبين القتلى طفل، وتمكن خفر السواحل من انقاذ 68 راكبا بينما نجا 29 آخرون سبحوا حتى شاطىء الجزيرة الواقعة جنوب شرق بحر ايجه، بحسب المصدر.
في سياق متصل، تواصل تدفق المهاجرين على المانيا عبر ميونخ (جنوب) في الوقت الذي شارك فيه عشرات آلاف الاوروبيين في تظاهرات جابت العديد من العواصم والمدن الاوروبية من لندن الى كوبنهاغن دعما للاجئين الا ان آلافا اخرين خصوصا في وارسو وبراغ نزلوا الى الشارع ايضا مطالبين بالحد من هذه الهجرة.
وفي لندن سار عشرات آلاف البريطانيين في تظاهرة دعم للاجئين وراء لافتات مثل "نعم لفتح الحدود" و"اللاجئون الى الداخل والمحافظون الى الخارج"، لمطالبة حكومة ديفيد كاميرون بانتهاج سياسة استقبال اكثر ليونة مع اللاجئين.
وفي الدنمارك التي تسعى سلطاتها الى وقف تدفق المهاجرين، سار نحو ثلاثين الف شخص في شوارع كوبنهاغن دعما للمهاجرين كما سار مئات اخرون في مدن دنماركية اخرى.
وفي مدريد كان المتظاهرون الداعمون للهجرة بضعة آلاف ونحو ألف في كل من استوكهولم وهلسنكي ولشبونة.
في فرنسا كان عدد المشاركين قليلا فجمعت تظاهرة نيس في جنوب البلاد نحو 700 متظاهر بينما لم تجمع تظاهرة باريس سوى مائة شخص.
وقام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة مفاجئة الى مقر لايواء اللاجئين السوريين قرب باريس حيث وعدهم بتسريع اجراءات حصولهم على اللجوء. وكانت الحكومة الفرنسية التزمت باستقبال 24 الف لاجىء حتى العام المقبل.
الا ان الوضع كان مختلفا وراء الستار الحديدي السابق. ففي وارسو سار الاف الاشخاص (عشرة آلاف حسب المنظمين) وراء لافتات مناهضة للاسلام مثل "الاسلام يعني الموت لاوروبا".
كما جرت تظاهرات مناهضة مماثلة ضمت مئات الاشخاص في كل من براتيسلافا وبراغ حيث دعا المتظاهرون الحكومة الى الخروج من الاتحاد الاوروبي.
ويلتقي وزراء داخلية الاتحاد الاوروبي في اجتماع طارىء اليوم في بروكسل لبحث اخر تطورات وضع المهاجرين والسعي لردم الخلافات بين الدول الاعضاء.
واعلنت ميونيخ امس انها وصلت الى "الحد الاقصى" من قدراتها على استقبال اللاجئين وذلك غداة اطلاقها نداء لطلب المساعدة لايوائهم مؤكدة انها "لا تستطيع هي وبافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما".
وقالت الشرطة المحلية امس ان المدينة وصلت الى "الحد الاقصى" من قدراتها على استقبال اللاجئين، موضحة ان 12 الفا و200 شخص وصلوا نهار السبت وحده.
وفي المجر سجل رقم قياسي جديد السبت تمثل بوصول 4330 لاجئا الى هذا البلد الذي تحول الى رمز للتشدد في مواجهة تدفق المهاجرين، خلافا لالمانيا. وتنوي بودابست اغلاق حدودها مع صربيا اعتبارا من 15 ايلول (سبتمبر) بخطين من الاسلاك الشائكة.
من جانبه، دان وزير النقل الالماني الكسندر دوبرينت "الاخفاق الكامل" للاتحاد الاوروبي في السيطرة على حدوده الخارجية في مواجهة تدفق اللاجئين وطالب "باجراءات فعالة" في هذا المجال.
وكانت ميركل التي يسميها عدد كبير من اللاجئين "ماما" منذ ان قررت فتح البلاد لاستقبالهم، طلبت من اليونان بذل مزيد من الجهود لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي. كما تأمل المانيا التي تتوقع استقبال 800 الف لاجئ هذه السنة في أن يتم "بسرعة" تعزيز الحوار مع تركيا التي يمر عبرها عدد كبير من المهاجرين القادمين خصوصا من سورية.
من جهته، اعلن رئيس وزراء المجر اوربان المؤيد لانتهاج سياسة متشددة ازاء الهجرة دعمه لخطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو للدول المجاورة لسورية (تركيا ولبنان والاردن) التي تستضيف وحدها اربعة ملايين لاجئ سوري في محاولة لحل الأزمة.
وتأمل المجر التي سجلت مرور اكثر من 180 الف مهاجر عبر حدودها بوقف تدفق اللاجئين اعتبارا من 15 ايلول/سبتمبر الحالي بعد اقامة سياج شائك مزدوج على الحدود مع صربيا.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)