TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الديمقراطية في فكر ضاحي خلفان!
12/04/2014 - 6:45am

طلبة نيوز- فهد الخيطان
"الديمقراطية لا تناسبنا. دعونا وشأننا، لا تتدخلوا في أمورنا الداخلية. لترفع أميركا يدها عنا". بمثل هذه العبارات القوية والصارمة خاطب نائب قائد شرطة دبي ضاحي خلفان، أميركا وقادتها.
خلفان الذي كان يتحدث لمحطة "سي. إن. إن" العربية، رمى خلف ظهره عقودا من المحبة والمودة مع أميركا، كانت خلالها وما تزال جيوش وأساطيل الدولة الحليفة ترابط على أرض الخليج العربي وفي مياهه.
أميركا التي قبلنا "..." كي ترسل قواتها لتخلصنا من الطاغية في العراق، وتحمينا من "الشيطان" في إيران، وتحرس آبار النفط، صارت ملعونة منبوذة اليوم. أميركا التي مولنا حملاتها للجهاد في أفغانستان ضد "الكفرة" الشيوعيين، تبدو حليفا ثقيل الظل هذه الأيام؛ تتدخل في شؤوننا، تخيلوا!
تريد أميركا "الملعونة" أن تفرض علينا نمطا للحياة لا يناسبنا. نحن أمة "قبائل وعشائر وطوائف" قالها خلفان، لا تناسبنا الديمقراطية على الطريقة الأميركية. دعونا وشأننا. نحن راضون بطريقة الحكم القائمة. شعوبنا منتعشة اقتصاديا؛ منتجة ومبدعة، وشبابها ينافسون بيل غيتس. ألا ترونهم في ساحات الوغى مع "داعش" و"النصرة"، ومن قبل في أفغانستان؟ تذكرونهم حتما كيف أبلوا في "غزوة نيويورك"؛ يوم هدموا البرجين فوق رؤوسكم. وإن كنتم قد نسيتم، فأمامكم مثال حي؛ ضاحي خلفان نفسه؛ جيمس بوند الخليج العربي الذي لوع خلايا الموساد بعد اغتيال القيادي في "حماس" محمود المبحوح، في دبي!
نحن في أحسن حال من دون ديمقراطيتكم "التعبانة". الشعوب راضية بحكم العائلات كابراً عن كابر. نأكل ونشرب من أرضنا، ونركب السيارات من صناعتنا. والأسلحة لا تنسوا أننا مصدر رئيس لها؛ لم نستورد قطعة سلاح واحدة من أميركا. دولنا حرة مستقلة ذات سيادة، نحمي حدودنا وأمننا برجالنا؛ لا قوات أجنبية على أراضينا، ولا "بلاك ووتر" لصون أمننا الداخلي!
لنا خصوصيتنا، يقول القائد خلفان، احترموها. نحن دون العالم كله لا تصلح معنا الديمقراطية على طريقتكم. نحتاج لسنين، بل عقودا طويلة، كي نتطور بالتدريج، خطوة خطوة. ربما في القرن المقبل أو بعده، يكون لدينا أحزاب وبرلمانات وانتخابات. ثقافة صناديق الانتخاب غريبة علينا، لماذا تصرون على تصديرها إلينا رغم أنوفنا؟! ها نحن نستورد منكم كل شيء، كل شيء، من الإبرة حتى الطائرة، وأمورنا معكم على ما يرام. بضاعة الديمقراطية هذه ليست مطلوبة في أسواقنا، ستخسرون كثيرا إن واصلتم إرسالها. المستهلكون في بلداننا يفضلون "الوجبات السريعة"؛ "ماكدونالدز" و"كنتاكي"، أما هذه "ديمقراطية" فطعمها مُرّ علينا ولا نستسيغها.
لكن يا حضرة الجنرال من قال إن أميركا مصرّة على تصدير الديمقراطية للخليج العربي ولعموم العالم العربي؟ أميركا تبعث كل يوم إشارات على نيتها الانسحاب من المنطقة، وتقليص حضورها السياسي والعسكري. نحن من يمسك بثوبها ويشدها للبقاء. ألم نغضب من الحديث عن تغيير أولويات السياسة الخارجية لأميركا، ونيتها التوجه للشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا؟ ألم نعاتب أميركا ونزجرها على اتفاقها النووي مع إيران وانفتاحها على طهران، وتراجعها عن ضرب سورية، لا بل واحتلالها؟
اطمئنوا، أميركا لم تعد معنية بأحد غير مصالحها. أما قصة الديمقراطية والتدخل في الشؤون الداخلية، فليست على أجندتها اليوم.
أميركا لن تضيع وقتها في إعطاء دروس بالديمقراطية؛ ستترككم وشأنكم. العالم كله سيتركنا خلف ظهره، ويمضي إلى الأمام.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)