‏الراقم على الماء كُتب بالحروف ورسم بريشة شغاف القلب جسد فيه الكاتب خبراته وتجاربه في الطب والجامعة والحياة . والمعاني أستاذ في الطب وجراح الاعصاب لا تتوقف مشارطه في جسم الانسان وإنما تتمدد الى عقل الدولة والإنسان في كتاب يبدأه بعنوان داخلي" قبل فوات الاوان" ومعه حق ان الزمن يجري والتحديات تتعاظم في كل الحقول وعلى شتى الصعد الحياتية لوضع الحلول الناجحة للتخصصّات كافة لكي لا يشعر الفرد انه ضحية سواء في تخصصه او دراسته او فرصة العمل التي يبحث عنها، ومن يقرأ تفاصيل الكتاب وفصوله وأطروحاته يجد المؤلف يثير الكثير من الاسئلة في الحقول العلمية والعملية كافة ويترك للمسؤول أنى كان وللقارئ الحصيف ان يبحث عن الحل الانسب ، وهذه الاسئلة الصريحة لا تجامل اي طرف كان، لان الطبيب حين يكشف المرض يعالج المريض سريريا او شعاعيا او مخبريا او جراحيا ولا ينتظر قراره زمنا طويلا، والمؤلف في كتابه لا يريد منا ان نرقم على الماء ونركن على بعضنا بعضا قبل ان يقدم كل واحد ما لديه من فكر او حل او رأي لكي يعود بلدنا الى الصدارة في كل ما نريد.

‏اقول هذا كتاب جاد في مضامينه ومنهجه يمتلك رؤية واضحة في قضايا مهمة تتعلق بالتعليم العالي والطب والحياة كتبت بأسلوب علمي راق، يهدف منه المؤلف ان تقرأ النخب اولا ما يدور في اهم حقول الحياة من تساؤلات لا تنتهي،وما يميز هذا الكتاب غلافه الراقي وافكاره البناءة ورؤيته الواضحة ورغبته الجادة في قراءة العديد من المشاهد بمنهج علمي دقيق للوصول الى دعم الإبداع والإنتاج والتأكيد على النهج المؤسسي التراكمي الذي يعلي البنيان ويؤسس لمستقبل زاخر بالتميز والعطاء، ومن يقرأ عناوين المحتوى داخل الكتاب يدرك أهمية التخصص العلمي الدقيق للمعاني وانعكاسه في أطروحاته المتنوعة وضرورة  التفاعل الإيجابي الجاد بين مكونات المجتمع والمجتمع الطلابي وذلك للإجابة عن تساؤلات الكتَاب الكثيرة والحافلة بالمواجهة الصريحة مع صُنَّاع القرار وحبذا لو يقرأ المتلقي هذه الاطروحات والأسئلة في الصفحات 276 -279 فضلا عن القضايا الجوهرية المهمة التي ناقشها الكتاب بموضوعية وجدارة وفهم عميق وتبقى قراءة الكتاب أمتع لتستقي الصورة كاملة خاصة ان تجربة المؤلف الغنية تستوجب التوقف عندها بعناية وامعان. بقي ان نقول إن الدكتور المعاني تقلد مناصب مهمة وعديدة منها وزيرا للتعليم العالي ووزيرا للصحة ووزيرا للتربية والتعليم فضلا عن رئاسته للجامعة الاردنية .