زيد إحسان الخوالدة

الشخصية السيكوباثية هي شخصية مضادة للمجتمع هدامة لا تتعاطف مع الغير ولا تفهم معنى الحب لأي شيء بإستثناء حب الذات المرضي ..لذلك هذه الشخصيات خطر على البلاد والعباد ..فهي قد تكون على شكل الأشخاص أصحاب الأسباقيات ..أو شخصيات منمقة اللباس وتمتع بطراوة اللسان وقوة المنطق ...أو بالعامية الدهلزة ...والحديث طويل.

عندما يصبح الإنسان بلا بصيرة وعندما لا يحكم عقله ويضيق فكره بما ينفعه وينخرط وراء مصالحه الشخصية الضيقة ويستخدم النظرية الميجفلية التي تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة يصبح هذا الإنسان ..أو الناس أو من ينهج هذا السلوك من الذين يصنفون بأنهم يعبثون مع أوطانهم .

والعبث بالوطن يأخذ أشكال عديدة ومستويات متنوعة لتحقيق أهداف مشروعة بطرق غير مشروعة أو مشبوهة ...مثال للتبسيط ..مثلاً من أجل إسعاد مسؤولك تقوم بإغتيال زملائك في العمل ..أو من أجل الحصول على منافع من صديقك تقوم بأخباره عن موقف صديق له قبل عام وهذا الموقف يزعجه ...أو أن تتبرع بتقصي أخبار الناس من أجل رضا شخص والطامة الكبرى أن من ينقل الأخبار أو من يقوم بهذه المهات السخيفة لا ينقلها بمصادقية .

والله أن الفساد الحقيقي هو فساد النية وفساد المعنوية .. أن بعض الناس لو خرجوا مع جيوش جرارة لرجعت مهزومة محطمة مجروحة الكيان من شدة خبرتهم بإحباط الناس وقتل العزائم .

حتى أن قلمي يقف محتار أمام هذه الفئة الضالة التي تظن أنها خارج الرقابة ..أقصد الرقابة الإجتماعية ورقابة العارفين ..فالذي يدمن على شيء بالخفاء لا يستطيع اخفاء توابعه في العلن ..حيث أن لكل فعل رد فعل ..والطاقة لا تفنى ..لذلك ممكن أن يعترف الشخص صاحب هذه الأفعال المذمومة بزلة لسان لأن هذه الأفعال تشكل عبء على تفكيره فيتخلص من التوتر من خلال الحديث بها .

لقد سئمنا هذه النماذج التي تعيث فساداً وإفساداً فهي مثل غيمة المطر الفاسد ..تنتقل من مكان الى مكان فتصيب الغيوم السليمة بفسادها أو تتعذر الأمطار عن السقوط خوفا على الأرض الطيبة والناس الطيبين من أن تصيبهم حيثيات الجشع ورداءة النفس والأفعال المشينة .

وعليه لا بد من تظافر الجهود لعلاج مثل هذه النماذج السيئة لأنها تزداد وتخرب العديد من النماذج الطيبة وتزداد الشلليات والمحسوبيات وتصبح الشلة مصدر القوة لمجابهة هذه النماذج ..فينزل بعض الناس الطيبين الى منزلة الفاسدين والعياذ بالله.