TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
العاصفة هدی علی مسارح عرب وود
09/01/2015 - 6:30am

طلبة نيوز
د. علي المستريحي 

العاصفة "هدى" أعطتني سانحة (ربما هي نادرة لم تتكرر لسنوات) لأن أقضي ساعات مع أسرتي الصغيرة في الصالة الضيقة التي تحاصرها غرف البيت من كل اتجاه .. وخطر ببالي وكأن ابنتاي يتعرفان عليّ عن قرب لأول مرة !! ولو استمرت زيارة "هدى" لأسبوعين، لوجدت نفسي أحضر حقيبة المدرسة وأملؤها بكتب الأطفال والقصص والألوان المائية وأقلام الرصاص استعدادا للذهاب معهما بأول أيام العودة للمدرسة !!
عالم "هدى" عالم وهمي غريب !! فقد أحسست أنني أصبحت فردا من أسرة "كراميش"، وأتابع رحلة باربي (اليكسا الأميرة) في بلدة الخيال، وانتظر عودتها دون يأس أو ملل!! وتبهرني القدرات الخارقة لـ (سبونج بوب) ! لم يخطر ببالي يوما أن أجلس لأكثر من ساعة أغرز أصابعي بصحن (البوشار) العميق وعيناي تتعلقان بشغف (السيف والوصية) !! 
ومع أن عالم "هدى" عالم تملؤه الغرابة والخيال، لكن أمرا واحدا ظل عصيا على أن يدخل عالمها الغريب .. أبى إلا أن يبق حقيقة مرة أقسى من برد "هدى" .. أبى إلا أن يقف ثائرا يعصف بمخيلتي بصمت وان جلست "هند" وسكنت رياحها .. أمر غاب عن توقعات (محمد الشاكر) و (طقس كل العرب) .. أمر أغلى من كنوز (هرقل) العجلونية الضائعة، وأغلى من مليارات العرب المهدورة التي قدموها قربانا لعامهم الجديد .. أمر أهم كثيرا من متابعة المسطولين لنجوم (عرب وود Arabwood) المحاربين الصامدين منهم والساقطين على مسارح منتصف ليل العرب منتشين ثمالة نصرهم على المجهول .. ذاك هو أمر بعض من سُلخوا عنوة من أجسادنا: "معاذ الكساسبه"، "ابراهيم الجراح"، "رائد زعيتر" !!
بعدهم لن يهمني إن بقيت "هدى" في بيتي أو رحلت .. أثلجت أو أمطرت .. ولن أترك لخيالي أن يعيدني طفلا أحمل حقيبتي على ظهري وأذهب للمدرسة مع أطفالي، طالما لا يوجد لمثل هؤلاء درسا عن البطولة بكتب القراءة والنشيد .. وطالما لا يدخل مثل هؤلاء قاعات (التوجيهي) من زاوية الإنشاء والتعبير .. لن أعود لمدرستي طالما حملت (حراما) بعض الشوارع المؤدية لها أسماء من هدموا المدارس، وحملت (حراما) بعض مبانينا أسماء من مصّوا باطن الأرض و(شفطوا) غيم السماء وعلكوا الشجر والحجر من الفك الى الفك .. لن أعود لمدرستي حتى أرى من سُلخوا عنوة من أجسادنا يولدون من جديد من رحم كل حرة نشمية، يبرعمون ويزهرون بكل نبتة وطنية، يُزرعون كالقمح بكل شبر من أرضنا الأردنية ..! لن أعود لمدرستي حتى ألقن "هدى" قبل رحيلها نشيدا أردنيا تحفظه وتشدو به على مسامع المسطولين منا الرابضين المرابطين في مسارح (عرب وود) لربما يصحون من غفلتهم !!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)