طلبة نيوز-

زيد إحسان الخوالدة

إن أي إنسان مبدع ومفكر لو وجد الحاضنة الإيجابية والتحفيز الملائم كما يريد سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لكان الأردن وعالمنا العربي في أحسن حال.

فمئوية الثورة العربية الكبرى التي تحتقل بها مملكتنا الأردنية الهاشمية وهي تعبر إلى شط الأمان في محيط ملتهب منذ عشرات السنين ما هو إلا أكبر دليل على قدرة الإنسان العربي والأردني على إعادة بناء الأمل والمضي نحو العلا لتحقيق النهضة التي رفع رايتها ملك العرب الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.
وعلينا أن نعترف وبما لا يجعل مجال للشك بأن العقل العربي الإسلامي أثبت على مر العصور قدرته على المواكبة والتحدي والوصول إلى أعلى درجات التميز، وعلينا أن لا ننكر أن الأزمات السياسية التي مر بها عالمنا العربي قد أثرت به وعلى مسيرته والضغط على ميزانيته بظروف إستثنائية فرضتها الظروف، وهذا كله يستوجب وقفة عربية شاملة لإعادة الأمل لبناء الإنسان العربي من أجل مواكبة روح الحضارة والعصر وكما أراد الهاشميون عبر التاريخ.
هناك الكثير من المبادرات والقوانين والوثائق التي لها دور مهم لتحقيق هذه الغاية، فإن البيروقراطية التي يصنعها المسؤول أينما يكون وعدم رفع التقارير برؤية مستقبلية وعدم الإستشارة للمختصين من أصحاب الفكر يجعل العمل مهما عظم في حالة قصور. فلكل منظومة إقتصادية وإدارية وإستثمارية وتعليمية فلسفتها ومبرراتها لتلك الفلسفة، فبالفكر نقود عربة التطوير ولا يمكن أن تكون الوسيلة هي التي تقود هذه العقول فتجعلها في حالة غربة قسرية. فتعيش في حالة أسر فاقدة لدورها وإرادتها أو قبول مبادرتها ورأيها أو تسير بحثاً عن المال كبديل لفقدان دورها فتفقد بوصلتها وسعيها والغاية منها...فلا هي زرعت ما يلزم من أدوات العصر فيكون الحصاد ليس كا ينبغي، فلننظر للعالم من حولنا كيف نهض بعد كبوات كبيرة مثل اليابان.
وللحق نقول خصوصية منطقتنا في محيط مشتعل في جميع الإتجاهات شتتت الجهود الشخصية والمؤسسية، فلنحمد الله على نعمة الأمن التي فقدها أبناء جلدتنا ولنتقي الله لنحافظ على هذه النعمة. ولنحترم العلماء والمفكرين والمبدعين لكي نبني الأوطان كما ينبغي لها أن تكون كما أراد الهاشميين عبر التاريخ.