طلبة نيوز-الصحافه الاسرائيليه - ترجمة :مناف عبدالغني

افادت مصادر عسكريه واستخباريه غربيه يوم الثلاثاء 25 / 2 بأن الغاره الاسرائيليه التي حدثت الساعه العاشره والنصف ليلا من يوم الاثنين 24 / 2 قد جاءت بعد ان استخدمت سوريا وحزب الله ولاول مره منذ اندلاع الحرب في سوريا صواريخ ارض - ارض روسيه الصنع " توشكا " التي يطلق الغرب عليها تسمية " اس اس 21 " . ان هذا النوع من الصواريخ يحمل رأس متفجر يبلغ وزنه 480 كغم ويبلغ مداه 70 كم .
المصادر اللبنانيه ذكرت من جانبها بأن سلاح الجو الاسرائيلي قد هاجم خمس قواعد أو مقرات قياده لحزب الله في البقاع اللبناني وان هنالك قتلى وجرحى بين صفوف حزب الله وان احد القتلى هو حسن منصور الملقب ابو علي ميثم وهو احد قادة حزب الله ويعمل مدربا في احدى قواعد حزب الله في البقاع اللبناني وهو من بلدة النبطيه في جنوب لبنان . وافادت مصادر اخرى بأنه تم مهاجمة راجمات صواريخ كانت تُطلق صواريخها من الاراضي اللبنانيه باتجاه جبال القلمون في سوريا حيث تدور معارك ضاريه بين الجيش السوري من جهه والمتمردون من جهه اخرى حول مدينة يبرود السوريه المهمه . وتعتبر مدينة يبرود التي تبعد 80 كم شمال دمشق المعقل الاخير للمتمردين السوريين في جبال القلمون .
وذكرت مصادر اخرى في لبنان بأن الغاره تلك استهدفت قافلة اسلحه لحزب الله وانها كانت تقوم بنقل صواريخ من داخل مستودعاته في البقاع اللبناني الى سوريا في حين ذكرت مصادر اخرى بأن القافله تلك كانت تنقل صواريخ من سوريا الى لبنان . وكان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بني غانتس قد قال قبل يوم واحد من تلك الغاره واثناء جوله له في مرتفعات الجولان بأن اسرائيل تتابع تحركات الاسلحه الجاريه في المنطقه من قبل الايرانيين وان تلك التحركات هي أمر مقلق .
وتشير المصادر العسكريه والاستخباريه الاسرائيليه الى تطورين وهما :
1 - هل ان هذه العمليه هي لمرة واحده أم انها ستستمر في الايام القريبه القادمه ؟
2 - هل سيكون هناك رد من سوريا وحزب الله على ذلك ؟
ان هذا التطور قد اوجد حاله وهي ان اسرائيل والجيش الاسرائيلي يواجهون وبشكل مباشر قياده ايرانيه تستخدم قوات مختلفه تعمل في المنطقه ومنها الجيش السوري وقوات حزب الله .
وذكرت مصادر عسكريه شرق اوسطيه يوم الاربعاء 26 / 2 من انه في الواقع لا توجد هناك حدود بين سوريا ولبنان وان الجيش السوري وحزب الله اللذان يعملان سوية من الناحيه العسكريه قد حولوا المناطق الحدوديه الى مناطق عسكريه يسيطرون عليها تماما ومعهم عصابات المهربين .
تتميز تلك المنطقه بجبالها العاليه التي يبلغ ارتفاعها 1600 متر , وديان سحيقه , طرق ضيقه وملتويه ونباتات كثيفه تشكل صعوبه في كشف اية حركه تجري هناك . واضافت تلك المصادر بالقول بأن مستودعات الاسلحه والصواريخ التابعه لحزب الله لم تكن فقط احتياطي استراتيجي لقوات حزب الله التي تقاتل في سوريا بل اصبحت ايضا مصدراً لتجهيز وحدات الجيش السوري التي تعمل في القطاعات القريبه من لبنان .
ان العديد من القاده العسكريين الاسرائيليين في القطاع الشمالي من اسرائيل يعتقدون بأن سياسة الجيش الاسرائيلي في وصف جيش النظام السوري بأنه فاقد السيطره وان حزب الله بدأ يضعف في اعقاب تدخله في سوريا هي سياسه خاطئه . ويعتقد اولئك القاده بأن الحاله هي معكوسه : الاسد وجيشه ومعه حزب الله يزدادون قوه وكذلك محور طهران - دمشق - بيروت . وقال قائد القاعده البحريه في حيفا العميد ايلي شربيط بأن اسرائيل تفترض ان الاسلحه التي تمتلكها سوريه موجوده ايضا لدى حزب الله وان افضل الانتاج العسكري الايراني والروسي موجود في المنطقه بين لبنان وسوريا ولهذا يتوجب علينا ان نكون في حالة استعداد دائم . ان هذه هي المرة الاولى التي يعترف فيها قائد عسكري اسرائيلي كبير وبشكل علني بأن منطقة الحدود السوريه - اللبنانيه قد اصبحت مستودع ضخم للاسلحه يحتوي على منظومات كبيره من الاسلحه التي تتحرك بين الجانبين .
وتفيد المصادر العسكريه الاسرائيليه بأنه يجري في المنطقه وضع جيش شيعي دولي كبير لان حزب الله فتح في الاونة الاخيره مكاتب لتجنيد المرتزقه في عدد من دول اوروبا الشرقيه مثل بلغاريا , هنغاريا , البانيا وكوسوفو للقتال في سوريا . وقد وصل اكثر من ألف من اولئك المرتزقه الى البقاع اللبناني لكي يتم نقلهم الى سوريا بعد تلقيهم تدريب قصير على الاسلحه .
لقد تم في البدايه فرض تعتيم تام على تلك الغاره من قبل حزب الله وكذلك اسرائيل . ان التعتيم من جانب حزب الله كان سببه قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني . وبالمناسبه ان الجنرال سليماني قد جرى تعيينه رسميا في مطلع هذا الشهر قائدا للمجهود الحربي الايراني مع كل من العراق , سوريا , لبنان والفلسطينيون وذلك ضمن اطار صفقه بين المستوى السياسي الايراني برئاسة حسن روحاني وقائد الحرس الثوري الايراني . وتنص تلك الصفقه على عدم تدخل الحرس الثوري في مفاوضات ايران مع الدول الست العظمى حول المسأله النوويه وبالمقابل لا يتدخل المستوى السياسي بما يحدث في العراق , سوريا , لبنان والفلسطينيين .
ان اول رد على تلك الغاره قد جاء على لسان مسؤول اسرائيلي رفيع في المؤسسه العسكريه الاسرائيليه خلال مقابله اجرتها معه مجلة " تايم " مساء الثلاثاء حيث قال بأن اسرائيل هي التي قامت بالغاره ضد قافلة صواريخ ارض - ارض على الحدود السوريه - اللبنانيه . ولم يشر ذلك المسؤول الاسرائيلي الى أي نوع من الصواريخ كانت تلك القافله تحملها والتي كانت هدف تلك الغاره الا انه قال بأن تلك الصواريخ قادره على حمل رؤوس متفجره اخطر من تلك الموجوده في مستودعات اسلحة حزب الله .
اما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وفي معرض رده على احد الاسئله خلال المؤتمر الصحفي مع المستشاره الالمانيه ميركل فقد قال : " لا اتحدث حول ما يقولون ان كنا فعلنا ذلك ام لا , نحن نقوم بكل ما يتوجب علينا من اجل الدفاع عن امن الاسرائيليين " .
يتبلور الان في اسرائيل تقدير بأنه من المحتمل ان يرد حزب الله على ذلك ويقوم بمهاجمة القاده الاسرائيليين وان المنظومه العسكريه الاسرائيليه مستعدة لذلك على اكمل وجه .
اما حزب الله فقد خرج عن صمته اليوم الاربعاء واعترف بأن سلاح الجو الاسرائيلي قد هاجم اهداف تابعه له قرب الحدود السوريه مع لبنان . وقال الحزب في بيان له بأنه ينوي الرد على تلك الغاره وانه سيقوم باختيار المكان والزمان واسلوب الرد على ذلك .