المهندس عامر عليوي/جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
ذكرني أحد الزملاء الافاضل أثناء زيارته لي بمكتبي قبل عدة أيام وخلال حديثنا ومحاولة تحلينا لما يحدث على الساحة الأردنية والمتعلق بعُقْدة اضراب المعلمين، ذكرني بأن الامر شبيه بالعقدة الاغريقية المستعصية (العقدة الغوردية) ونبوءة كاهنة دلفي.
العقدة الغوردية Gordian Knot : هي أسطورة متعلقة بالإسكندر الأكبر وغالباً ما تستعمل كاستعارة مكنية للدلالة على مشكلة جسيمة مستعصية لا سبيل لحلها الا باتخاذ قرار شجاع، وهذا ما قام به الاسكندر الأكبر حيث قطع هذه العقدة بسيفه في معبد غوريون، وقد تنبأت الكاهنة دلفي بأن من يفُكّها سيصبح سيدُ آسيا، وشأت الاقدار أن تحققت هذه النبوءة.
تعود قصة هذه العقدة الى أسطورة مفادها أن عرافة تنبأت عندما كان الفريجيين بلا ملك؛ أن أول من يُقبل عليهم بعربة يجرها ثور سيصبح ملكاً عليهم، وبعد حين جاء رجلٌ قروي يدعى (غوردياس) ودخل المدينة بعربةٍ مجرورة بثور، فنادى به الكهنة ملكاً وقام بتأسيس مدينة غورديوم.
عرفاناً بذلك قام ابنه ميداس بتقديم العربة إلى الإله الفريجي سبازيوس (الذي يقابله عند الإغريق زيوس)، وقام بربطها بعقده محكمة صعبة الحل لا يبرز منها أي طرف حبل بعمود بمعبد غورديون، وتنبأت الكاهنة دلفي بأن من سيحل هذه العقدة بشرط اظهار طرفي الخيط سيصبح سيداً لآسيا وسيكون له ملكُ العالم. لم يستطع أحد ان يفك العقدة لصعوبة تحقق الشرط الى ان جاء الاسكندر الأكبر واتخذ قراره في حلها بضربة من سيفه مظهراً طرفي العقدة المطلوبين، وهذا ما سُمي فيما بعد بالحل الاسكندري، وبالفعل فتح الاسكندر اسيا وقد ارتبطت هذه العقدة باسمه من خلال هذه الأسطورة ونشأ مصطلح عقدة غوردية أو عروة غوردية، للدلالة على أن القرارات الحاسمة هي التي تقود نحو مستقبل عظيم وتؤدي الى حل الصعوبات رغم جرأة وخطورة اتخاذ القرار.
العقدة الأردنية تختلف عن الغوردية بأن لها ثلاث أطراف هم: (الحكومة، نقابة المعلمين، الطلبة) فهل ستقوم الحكومة الحالية بدور الاسكندر أم سيتم تكليف اسكندريٌ اردنيٌ جديد ذو خبرة بفك العقد الغووووووووردية؟!!!!!