الدكتـور يوسـف إبراهيـم درادكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

يشهد العالم أزمة غير مسبوقة التي تسبب الفوضى في الاقتصاد العالمي، وتعطل سلاسل التوريد وتحول المجتمع. والواقع الجديد هو تسريع التحول في نموذج الأعمال التجارية بوتيرة أسرع من أي وقت مضى لضمان البقاء الوجودي في أزمة لم يكن أحد مستعدًا.
إن جائحة COVID-19 مأساوية لها تأثير على المجتمع وأجبر الجميع على الاعتماد بشكل كبير على الإنترنت والاقتصاد الرقمي - ما يمكن أن يكون عليه عادة استغرق سنوات قد حدث الآن في أشهر. وقد سلط هذا الوضع الضوء على القضايا المنهجية الجوهرية في منعطف البنية التحتية الرقمية والاقتصاد والجغرافيا والسياسية والخصوصية التي تتعلق بشكل رئيسي بالضغط غير المسبوق على البنية الرقمية والاعتماد على سلسلة التوريد. وإذا لم تعالج هذه الأمور بطريقة كلية، فإن تصاعد المخاطر قد يكون له أثر على استمرارية الحياة الذي من المحتمل أن يؤثر على الوظائف الحيوية والنظم البيئية الصناعية على مستوى العالم.
ويمكّن اعتماد تقنيات الوصول عن بعد على نطاق واسع لتمكين ممارسات العمل من المنزل، مع زيادة الاعتماد على الخدمات السحابية ( إنترنت الأشياء)، بحيث تقوم الشركات من مواصلة عملياتها وخفض التكاليف في ظروف التباعد الاجتماعي وأوامر الدفاع "البقاء في المنزل" من الحكومة أو صاحب العمل. كما أنها تعيد تشكيل المشهد الرقمي والهندسة المعمارية مع إجهاد مرونة سلسلة التوريد وعمليات الأمن السيبراني مع تزايد المخاطر.
من المرجح أن يؤثر هذا التلاقي بين القوى على أهمية حاسمة كالوظائف الحيوية والنظم البيئية الصناعية الأوسع على مستوى العالم:
- العمل من المنزل أو عن بعد أدى إلى زيادة سطح الهجوم بشكل كبير وفي متجهات متعددة للهجمات الإلكترونية من خلال الاعتماد المتزايد على الأجهزة الشخصية والشبكات السكنية.
- تظل أساليب تكتيكات الهندسة الاجتماعية فعالة للغاية في القوى العاملة المشتتة للانتباه والضعف.
- الحفاظ على القدرة السيبرانية لسلسلة التوريد المترابطة للغاية يصبح أكثر تحدياً.
- قد يتجاوز الانتشار السريع للخدمات الجديدة ، التي تعتمد في الغالب على السحابة ( إنترنت الأشياء)، ، والتغييرات التي تطرأ على بنية الشبكة خطوات هامة لضمان المخاطر ويكشف النظام البيئي الأوسع.
- الأصول والوظائف التجارية الحيوية أكثر عرضة بشكل ملحوظ للهجمات الإلكترونية الانتهازية والمستهدفة من قبل المنظمات الإجرامية والدول القومية التي تسعى إلى الاستفادة من نقاط الضعف المتزايدة.
- تتعرض خدمات البنية التحتية الحيوية الأساسية الضرورية ، مثل المستشفيات ، لضغوط شديدة وقد تضررت بشكل خاص من الأشكال الجديدة من برامج الفدية التي تهدف إلى تعطيل الخدمات الحيوية.
من الضروري أن يقوم القادة بإدارة مخاطر المعلومات بشكل استراتيجي، وأن يعملوا على تحقيق ثقافة الملكية المشتركة للمخاطر السيبرانية عبر المنظمات، وأن يتخذوا نهجاً استراتيجياً إزاء المرونة السيبرانية. تتطلب المرونة السيبرانية الفعالة جهدًا متعدد التخصصات مشتركًا ومتوافقًا لتجاوز الامتثال إلى تمكين الأعمال الرقمية والمتماسكة.
تحتاج الشركات إلى النظر في المرونة السيبرانية من منظور الأعمال التجارية ، بالنظر إلى العنصر السيبراني للمخاطر التشغيلية لأعمالهم حيث أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الإنترنت والقنوات الرقمية. كما أنهم بحاجة إلى تبني عقلية مرونة في كيفية استجابتهم لأي حدث سيبراني كبير والتعافي منه.
أحدثت أزمة COVID-19 تحديات غير مسبوقة للمنظمات ، مما أجبر الجميع على التوفيق بين المسؤوليات المهنية والمسؤوليات الشخصية المهمة. من المرجح أن تجلب الأشهر المقبلة المزيد من عدم اليقين. ومن المرجح أن تجلب الأشهر المقبلة المزيد من عدم اليقين. ومن خلال الالتزام بالممارسات المقترحة، يمكن لقادة الأعمال الوفاء بمسؤولياتهم بشكل أفضل في الحفاظ على الوضع الأمني لمنظماتهم والحفاظ على استمرارية الأعمال خلال هذا الوباء وما بعده. مع الإدارة الفعالة للمخاطر السيبرانية وممارسات المرونة السيبرانية، يمكن للشركات تحقيق مستقبل أكثر ذكاءً وأسرع وأكثر ارتباطًا، مما يدفع نمو الأعمال وكفاءتها.
ومع استمرار تطور التهديدات السيبرانية للأعمال التجارية، سيتعين على قادة القطاعين العام والخاص التصدي لها في العالمين الرقمي والمادي للتخفيف من أي ضرر محتمل يلحق بالأفراد وتجنب تعطيل الخدمات الحيوية. يمكن للشركات التي تفهم الإشارات والتحذيرات وتعمل على أساسها أن تتكيف وتحويل عالم غامض وسريع الحركة لصالحهم.