TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
القمة الامريكية- الاردنية ..الفهم المشترك للامن والاقتصاد                                    
27/07/2021 - 8:00pm

د.احمد عارف الكفارنة              اعجبني ترحيب الرئيس الامريكي جو بايدن بجلالة الملك عبدالله الثاني عندما استعان بقصيدة الشاعر الايرلندي ويليام بتلر والتى نشرت عام1916 والتى تتحدث عن مقتل الثوار الايرلنديين الذين ثاروا ضد بريطانيا حيث رمزت هذه القصيدة الى الولادة والنهضة والازدهار من جديد .الاردن يعتبر من الشركاء الرئسيين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط منذ ستينيات القرن الماضي عندما عدته الولايات المتحدة من الدول التى تنتهج نمط التبادل التجاري الحروذلك لتعزيز قدرات الاردن ذو الموارد المحدودة والمساهمة في تخفيف الاعباء الضاغطه علية وبلاشك ان المساعدات الامريكية قد لعبت دورا هاما فى تطوير الاقتصاد الاردني حيث بلغت قيمةالمساعدات الامريكية بموجب الاتفاقية الموقعه عام 2019ما قيمته 275و1مليار دولار سنويا للاردن .لقد صنفت الولايات المتحدةالامريكية الاردن على انه " الحليف الموثوق فية"بالرغم ان الاردن هوعضو غير منتمى لحلف الاطلسي, لقد مرت العلاقات الاردنية – الامريكية فى عهد الرئيس الامريكى السابق دونالد ترمب" فى اسوأ حالة لها منذ حرب الخليج الثانية عام 1991مما اثر على التحالف الاستراتيجى بين الاردن والولايات المتحدة",حيث جرت عدة محاولات لتهميش دور الاردن وعدم الالتفات الى مصالحه الاقتصادية وذلك بسبب معارضةالاردن لمشروع "صفقةالقرن" وتمسكة بموقفةالواضح وهو التمسك بقرارات الشرعيةالدولية وهو حل الدولتين والقدس الشرقيةعاصمةالدولة الفلسطينية والتمسك بالارث التاريخي" الوصايةالهاشمية " فى القدس علما أن الاردن لم ينعم بالاستقرار الداخلي بسبب الركودالاقتصادي والاوضاع المعيشية الصعبة للمواطن الاردني وقد جاء الرد على لسان جلالةالملك حين قال لن يقبل الاردن ان يمارس علية ضغط بسبب موقفةمن القضيةالفلسطينيةاوالقدس ومن هنا توترت العلاقات الامريكية- الاردنية فى عهد الرئيس السابق دونالند ترمب وتطورت بالمقابل العلاقات السعودية-الامارتية مع الولايات المتحدة , فكان ضغط الاشقاء على عصب الاقتصادالاردنى اكثر ايلاما من ضغط الاصدقاء. لقد تعلم الاردن درسا تاريخيا لن ينساه حين أجبر على قرار فك الارتباط مع الضفة الغربيةعام1988 وتم عزل الضفة عن غطاءها القانوني والشرعي حين كانت الضفةجزء من المملكة فى وحدة وطنية تاريخيةمع الضفةالشرقية ولو ترك الامرللاردن فى حينه لتمت عودة الضفة المحتلة للاردن ولتم اعطاء الفلسطينين حرية تقرير المصيربعد ذلك. وللتاكيد على ذلك هذه هى السلطة الفلسطينية الحالية يقتصر دورها على الامن والبلديات فلا دولة فلسطينية ولا قدس ولا حق عودة ولاشئ وقد تبخر كل ما تبقى من المشروع والحلم الفلسطينى . لذلك نجح الاردن هذه المرة فى رفض صفقة القرن والتصدي لها والتى هى تصفية للقضيةالفلسطينة , لقد نجحت القيادةا لاردنية يدعمها تأييد شعبي وبرلمان ومؤسسات مجتمع وطنى من خلال مظاهرات انطلقت مؤيدة لموقف الملك مما عزز جهاز المناعةالوطنيةالاردنية واطلق ديبلوماسية ناجحة فى عدم الصدام مع الادارةالامريكيةالسابقة وامساك العصا من المنتصف والانتظار لحين الانتخابات الامريكية القادمة والتى جاءت بالديمقراطيين للحكم بعد ان طويت السنوات العجاف لحكم الرئيس السابق دونالند ترامب وحزبه . خرج الاردن اقوى شكيمة وعزيمة رغم محاولاته تنويع خياراتة الدوليةبما في ذلك العسكرية والاقتصادية مع روسيا والصين لكنها بقيت فى اطارتخفيف للعلاقات القسرية, لذلك عمل الملك بارادة لاتلين وبصمت على المشروع الاقتصادي " المشرق الجديد"او الشام الجديد مع العراق ومصر وتم لاحقا توقيع اتفاقيةالدفاع الامريكية- الاردنية فى دور محوري جديد محسوب للاردن فى المنطقة مما يعنى غربلة خياراتة الاستراتيجية بعد ان تجاوزمسألة الفتنه الداخلية وهي زعزعة امنه واستقراره بصرف النظر عن حجمها واثارها غير انه لا يمكنني فصلهاعن السياقات الاقليمية وما يدورحول الاردن من ضغوط ومؤامرات في المنطقة. جلالة الملك اظهر من خلال مباحثاته الحالية فى الولايات المتحدة ان العلاقات الاردنية قد وصلت الى مرحلة استراتيجية متقدمة من خلال حمله ملفات كثيرة فى جعبته واهمها الملف الاقتصادي الاردني والقضية الفلسطينية والسلام المتعثر بين الفلسطنيين والاسرائليين وهنالك ايضا العقوبات البغيضه الجديده المفروضة على سوريا وهو القانون المسمى بقانون قيصرومحاولة حل المشكلةالسورية من خلال قرارات الشرعية الدولية والمصالحة الوطنية واعادة المهجرين اليها حيث يوجد فى الاردن اكثر من 2ونصف مليون لاجئي سوري ومحاولةانهاء الحرب المستعرة فى اليمن ولاسيما ان الادارةالجديدة خطت خطوة بالاتجاه الصحيح فى رفع اسم حركةانصار الله من قوائم الارهاب واعتبارها جزء من المكون السياسي اليمني تمهيدا للحل السياسي لذلك كل الانظار متجهة الى اهمية نتائج هذه الزيارةالتاريخية والخروج بنتائج مهمة حيث تعهد الرئيس جو بايدن عندما رد على كلمة جلالةالملك " طالما كنتم الى جانبنا ستجدوننا دوما الى جانب الاردن" , كلنا امل ان تقوم الادارةالامريكيةالجديدة بتطوير العلاقةايضا بين الاردن والولايات المتحدة الامريكية الى مستوى اعلى وذلك من خلال دعم ومتابعة الاصلاحات الهيكلية في الاردن والتى تبحث عن الاصلاح و تطوير القوانين الناظمة للانتخابات بشكل عام فى محاولة للخروج من الديمقراطية الناعمة المقيدة الى تعزيز اكبر لدور المواطنه المدنية وتوسيع قاعدةالحريات وازالة الاحتقانات المؤلمة في الشارع التى يشعر فيها البعض وتوسيع مساحات العمل الوطني لمؤسسات المجتمع المدني والاحزاب السياسية من اجل الوصول الى حكومات برلمانية حزبية . ان نجاح المسار الاصلاحي في الاردن لا بد ان يرتبط بالمسار الاقتصادي ويبدو ان الرئيس الامريكي قد تفهم الوضع الاردني وذلك من خلال اشارته فى حديثة مع جلالةالملك الى ضرورة التنويع الاقتصادي واعطاء واظهار دور اكبر للاردن في منطقة الشرق الاوسط كعامل توازن وامن واستقرار فى المنطقة ولاسيما ان المنطقة مقبلةعلى جملة من المتغيرات   اسناذ العلوم السياسية                                                                                                                                                                                                                           

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)