بقلم المهندس عامر عليوي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
يقول جيري سيكيتش في كتابه "كافة المخاطر": "لا تُختَبر أية إدارة اختباراً جيداً إلا في مواقف الأزمات".
لن ادخل في تعريف ومفهوم الأزمة كونها متوفرة في مواقع كثيرة على محركات البحث في الانترنت، ولكنني اود البدء الإشارة الى أنه ليست كل مشكلة أزمة، ولكن لكل أزمة مشكلة، فالمشكلة قد تكون صغيرة وعندما لا يتم التعامل معها وحلها تصبح أزمة، وقد تكون المشكلة كبيرة، ولكن من الممكن التغلب عليها من خلال جهد معقول ويتم حلها ولا تتحول الى أزمة، أما إذا تعقدت الأمور أو وصلت إلى طريق مسدود عندئذ نكون بصدد أزمة.
إذاً الأزمة بهذا المعنى هي عبارة عن مشكلة معقدة يبدو أن حلها أمر شبه مستحيل بالطرق التقليدية، وإدارة الأزمات تعتبر "الفن الصعب"، الذي لا يتقنه أحد سوى العقلاء والأذكياء، وعند حدوث المشاكل تُعرف الشخصية الحقيقية، ويبرز صاحب الموقف الذكي مسرعاً لحلها بحسب مقتضيات قبل ان تتحول الى أزمة حقيقية.
عندما يحدث ما لا نتوقعه ونواجه أزمة علينا ان نسأل أنفسنا كيف نواجه هذا الموقف والأحداث المرتبطة به والتي لم نخطط لها، وذلك من خلال الإجابة على عدد من الأسئلة مثل:
• متى: متى حدثت الأزمة؟ متى علمنا بها؟ متى تطورت أبعادها؟!
• من: من سبب الأزمة؟ من المستفيد منها؟ من المتضرر منها؟ من المؤيد لها؟ من المعارض لها؟ من المساند؟ من الذي يوقفها؟ …الخ.
• كيف: كيف بدأت الأزمة؟ كيف تطورت؟ كيف علمنا بها؟ كيف تتوقف؟ كيف نتعامل معها؟
• لماذا: لماذا ظهرت الأزمة؟ لماذا استفحلت؟ لماذا لم تتوقف؟ لماذا نحاربها ولا نتركها لحالها؟
• أين: أين مركز الأزمة؟ إلى أين ستمضي؟ أين مكمن الخطر؟ إلى أين يتجه الخطر؟
هذه الأسئلة تحتاج الى إجابات، وما خلال هذه الإجابات يتم وضع السيناريو المناسب للتعامل مع الازمة، والسيناريو يجب أن يضع في الاعتبار تحويل الأزمة الى مشكلات صغيرة يمكن حلها والتعامل معها.
ولكيلا أطيل أكثر اختم بذكر المفهوم الياباني لمعالجة الأزمات وهو استخدام "حلقات الجودة": أي الاجتماعات، لتحديد الأزمات والمشاكل وكيفية تحليلها، ومن ثم معالجتها.
السؤال: هل إدارة الأزمات علم يُدرّس؟ أم فن يُكتَسب؟ أم هو أمر متداخل بين العلم والفن؟ والا معابطة!!!