TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الملك وعبقرية الرؤية في محيط ملتهب
28/10/2015 - 6:30am

طلبة نيوز

الملك عبدالله الثاني وعبقرية الرؤية والموقف في المحيط الملتهب 
كتب: زيد إحسان الخوالدة
حينما يمتلك الإنسان الرؤية فإنه يعرف الهدف ويقدر الموقف ويستطيع مواجهته مع كل الظروف المرافقة لهذا الموقف بقوة وإقتدار وحكمة وهكذا هو جلالة الملك حفظه الله ورعاه مدرسة فكرية وهذا ما تؤكده الأحداث تباعاً.
دق جلالة الملك ناقوس الخطر المتمثل بالهلال الشيعي وأول من أطلق هذا المصطلح وبهذا أستطاع سيدنا أن يستقرأ ملامح المستقبل في المنطقة وما هذا التنبيه الذي وجهه إلى العالم بأسره والعالم العربي على وجه الخصوص إلا إستشعار بعمق الأمة والحرص عليها فكيف لا و هو وريث النهضة العربية الكبرى ومعانيها العالية المشرفة.
العالم بأسره يتابع ما يحدث في سوريا وقد رأى العالم كله كيف أن الأردني قام بواجبه الإنساني والقومي والعروبي والإسلامي تجاه أشرس صراع يحدث في دولة وينجم عنه مئات الالاف من القتلى وملايين اللاجئين الذين استقبلهم الأردن كأخوة وأهل وفوق طاقته. حيث صرح سيدنا ومنذ بداية الأزمة أن الحل في سوريا سياسي. مورست ضغوط دولية كبيرة على الأردن لزجه في القضية السورية. الإ أن جلالة الملك والمخلصين من أبناء البلد يدركون مصلحة الوطن والأمة جمعاء فتعاملوا مع الأمر بحكمة وإقتدار. 
حشدت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها بنية توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري بسبب معلومات عن إستخدامه للسلاح الكيميائي. إلا أن أميركا عادت عن توجيه الضربة وأكتفت بتسليم النظام السوري لمخزونه من أسلحة الدمار الشامل بعد التدخل الروسي وحلفاءه.
أصبحت سوريا أرض المعارك الطائفية حتى أنقض الحوثيين على السلطة في اليمن ومع هذا المشهد ككل تتضح الصورة التي إستطاع جلالة الملك أن يتنبىء لمخاطرها قبل حوالي 9 سنوات من الآن "الهلال الشيعي" حيث يتواجد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله على الأرض السورية.
لقد مورست العديد من الضغوطات والإستفزازات على الاردن إلا أن موقفه ثابت يضع مصلحة الوطن قبل كل شيء "فالأردن أولا"...روسيا الآن لها وجود عسكري في سوريا وهي تتبنى فكرة الحل السياسي بمبادرة منها...الأزمة السورية لها ما يقارب أكثر من (4) أعوام قتل خلالها مئات الآلاف وهجر الملايين منهم من مات مرضاً وغرقا وهو يفر من المعارك الدائرة هناك بين قوى إقليمية وعلى الأرض تتناحر عصابات مذهبية ...بعد كل هذا الإسراف في القتل لم يبقى إلا الحل السياسي ...فلو كان هناك حل سياسي منذ البداية كما أراد جلالة الملك لما وجدت العصابات التكفيرية بيئة تحتضنها...كل هذه الأحداث تؤكد حكمة الملك عبدالله الثاني ورؤيته الثاقبة في فهم الموقف في المحيط الملتهب وما آلت إليه الأمور وقبل سنوات من حدوثها.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)