TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الوزير الأسبق المشاقبة يكتب: المخطط الإسرائيلي بصراحة
14/02/2023 - 4:30pm

طلبة نيوز- أ.د. أمين المشاقبة
almashqabeh-amin@hotmail.com

المشروع الإسرائيلي في المنطقة هو مشروع استيطاني إحلالي متدرج يصار إلى تنفيذه مرحلة بعد مرحلة، وفي النهاية المطلوب أن تكون فلسطين التاريخية "أرض يهودية" بالكامل، والسكان الفلسطينيون لديهم خياران: إما القبول بالأمر الواقع أو الرحيل بوسائل مختلفة، كل مرحلة لها وسائلها وأساليبها. هذا ليس بجديد، إنما تظهر ملامحه اليوم من خلال أسلوب التعامل على الأرض وزيادة وتيرة الاستيطان والاستيلاء على الأرض قطعة قطعة ومحاصرة الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومنعهم من التوسع في البناء. وكل من يسعى لذلك يتم هدم هذا التوسع؛ فهدف المحاصرة وعدم السماح للبناء التوسع هو الضغط للتهجير وترك الأرض إلى مكان آخر، وما يقوله العالم والأمم المتحدة وقراراتها المتلاحقة، وما يقوله العرب هو لا قيمة له في العقل الإسرائيلي وعبارة عن قنابل دخانية لا معنى لها، فهم يعملون على التوسع والبناء وزيادة أعداد المستوطنين لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل. أما القدس العاصمة الدينية للمسلمين والمسيحيين، فالتهويد جارٍ على قدم وساق، فالمستوطنات الدائرية تحاصر كامل القدس، ووصلت أعداد المستوطنين إلى ما يقارب ربع مليون مستوطن، ومحاصرة الأحياء العربية جارٍ وقضم المنازل والبيوت منزلًا منزلاً وبيتاً بيتاً. ومشاريع هدم المسجد الأقصى قائمة وعددها أربعة من أجل بناء الهيكل المزعوم، وجاءت الحكومة الحالية المتطرفة والتي يسيطر عليها اليمين الديني لتنفيذ هذا المخطط المشؤوم. ومن أهدافها الرئيسية هو الاستمرار بالتطبيع مع الدول والشعوب العربية؛ اذ بلغ عدد الدول المطبعة باتفاقيات سلام والاتفاقات الابراهيمية ست دول والحبل على الجرار. فلا أهداف لحل الصراع بقدر ما هو السلام من أجل السلام مع كافة الدول العربية. وبالتالي الإجهاز على الشعب الفلسطيني إما بالقبول بالأمر الواقع وسيادة الدولة العبرية او التهجير الممنهج، إذ لا يوجد في العقل الإسرائيلي الحاكم شيء اسمه حل الدولتين. هي دولة واحدة "عبرية" ذات سيادة متكاملة على كامل فلسطين التاريخية، والموقف الأمريكي يؤيد ذلك عمليًا ولفظيًا؛ وللدعاية العامة فهم يقولون بحل الدولتين ولا يفعلون أي شيء لتطبيقة، ولا يملكون القوة بالمطلق للضغط على إسرائيل.
إن حكومة نتنياهو واليمين الديني المتطرف تقوم على الأسس والمرتكزات التالية:-
أولًا:- استخدامات القوة المفرطة لتنفيذ المخطط المرسوم بالاستيلاء على الأرض (أرض إسرائيل) بالكامل وقهر الشعب الفلسطيني للقبول بالأمر الواقع ولا قيمة لعدد السكان، أو التراث أو التاريخ؛ فهم لا يؤمنون بذلك لأن إيمانهم بأن الأرض أرضهم ولا مكان لأي شريك معهم.
ثانيًا:- الاستمرار بعمليات الاستيطان والتوسع والسيطرة على كامل الضفة الغربية، والتوسع بزيادة أعداد اليهود على هذه الأرض.
ثالثًا:- لا يوجد أي قيمة للقرارات الدولية على مختلف مستوياتها، فالحكم الصهيوني هو الأصل والذي لا يطبق إلا بالقوة.
رابعًا:- الإبقاء على كامل المستوطنات، ولا يحق لأحد أن يمنع الاستيطان وتوسعه. إن الاستيطان الطبيعي يجب أن يستمر دون خوفٍ أو وجلٍ من أحد أو قانون، وإن الحرب الحقيقية تدور رحاها على أرض الضفة والقدس، وهي حرب مصيرية للوجود اليهودي، وهي أرض إسرائيل الأبدية.
خامسًا:- إطلاق مبدأ السلام مقابل السلام والاستمرار في نشر الاتفاقات الابراهيمية، والتطبيع مع العالم العربي من خلال الدور الأمريكي الداعم لهذه الاتفاقات.
إن هذه الحكومة الفاشية تريد إنجاز الحلم الصهيوني وجعل فلسطين التاريخية كاملة لشعب إسرائيل، وكل ما يجري من تهدئة أو مماطلة أو الحديث عن السلام ما هو إلا كسب للوقت وتهدئة للنفوس الحالمة بالسلام، وفي النهاية إن الأخطار على الدولة الأردنية من عمليات التهجير هي قائمة؛ حيث يقولون أن "دولتهم هناك وليس عندنا".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)