TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الى متى تستمر معاناة طلبة الطب فى مؤته والهاشمية بدون مستشفى جامعي؟
15/05/2016 - 4:00am

طلبة نيوز- أ.د نضال يونس

لا نحتاج إلى تلك الأدبيات العامة شبه المدرسية حول اهمية تعليم طلبة الكليات الطبية فى مستشفيات جامعية، تتوفر فيها كل ما يحتاجه الطلبة من مرضى ووسائل تعليمية، فهي في كل الظروف حق طبيعي للطلبة، وضمان لجودة التعليم الطبي ، ورؤساء الجامعات الاردنية التى تدرس الطب يعلمون هذه الحقيقة منذ البدايات الاولى لانشاء اول كلية طب فى الاردن فقد كانت الصورة واضحة وجلية، ولهذا تاخر انشاء كلية طب الاردنية الى حين انشاء مستشفى عمان الكبير كما ورد فى كتاب الدكتور كامل العجلوني "تاريخ كلية الطب فى الجامعة الاردنية " الذى قال ان انشاء كلية الطب قد تأخر قرابة العشرة سنوات بسبب اصرار رئيس الجامعة انذاك الدكتور ناصر الدين الاسد على ضرورة توفير مستشفى جامعي قبل انشاء الكلية، وعندما افتتح المغفور له باذن الله تعالى الملك حسين المباني الطبية فى جامعة التكنولوجيا عام 1991 كان الطلب الوحيد الذى تقدم به اوائل الطلبة انشاء مستشفى جامعي فى حامعة التكنولوجيا.

الجامعات العريقة، والمعنيين بمتابعة التعليم الطبي فى العالم اتفقوا على أن المستشفى الجامعي هو "حجر الاساس" فى التعليم الطبي ، لا يجوز التنازل عنه او الغاؤه ، ووضعت اسس ومعايير لذلك ، حتى أن هيئة الاعتماد ومجلس التعليم العالي يصر على ان وجود مستشفى جامعي شزط اساسى للحصول على الترخيص النهائي لكليات الطب فى القطاع الخاص ، و كلنا يذكر الموقف الحاسم الذي سُجل لمجلس التعليم العالي حينما سحب ترخيص الجامعة الملكية للعلوم الطبية بسبب عدم توفر المستشفى الجامعي ..

وفى سعينا لوضع معايير اعتماد كليات الطب فى ورشة العمل التى عقدت عام 2008 برعاية هيئة الاعتماد ورئيسها انذاك الدكتور عبد الرحيم الحنيطي ، دار نقاش طويل ومعمق حول اهمية وجود مستشفى جامعي يتبع الجامعة وكلية الطب كما هو الحال فى كل كليات العالم كشرط اساسي لاعتماد كليات الطب.. وقتها كانت جامعة مؤته قد مضى على تاسيسها قرابة السبع سنوات دون وجود مستشفى جامعي، وكانت الجامعة وما تزال تمر بظروف مالية صعبة فجاء التوصية : بانه يجوز للكلية ان تعقد اتفاقية مع وزارة الصحة او الخدمات الطبية الى حين ان تتوفر لدي الجامعة القدرة على انشاء مستشفى خاص بها، ولم يكون يدور بخلد المشاركين ان بعض الجامعات "المستقرة ماليا" يمكن ان تتذاكى فى يوم من الايام على هذا الحق الطبيعي للطلبة والمجتمع المحيط بالجامعة وعدم انشاء مستشفى جامعي تشرف عليه..

فئات كثيرة تستفيد من توفر المستشفيات الجامعية ، من طلاب الطب وطلبة الكليات الصحية الذين يبحثون عن التدريب والتعليم الصحيح والمنضبط فى مستشفيات جامعية تابعه للجامعات ، الى مقيمين يلتحقون ببرامج الدراسات العليا والتخصص فى فروع الطب المختلفة ، ثم المريض الذى يبحث عن العناية الطبية المتقدمة ذات الجودة العالية التى لا يجدها الا فى مثل هذا النوع من المستشفيات.

هنا نسأل أين موقع مؤته والهاشمية من ذلك كله ، وكيف تنظر ادارة الجامعة الى هذه القضية الساخنة، وهي التي توسعت فى قبولات الموازى ثم الدولى الى الحد الذى اصبحت رسوم طلبة الطب وزملائهم من طلبة الكليات الصحية الرافد الاساسي لميزانية هذه الجامعات ، هل تريد أن تستمر فى ادائها لعملها بدون تحمل مسئوليتها فى توفير المستشفيات الجامعية كجزء من التزامها الادبي والاخلاقي للطلبة والمرضى على حد سواء؟

نعرف أن مجلس التعليم العالي لا يريد ان يكون طرفاً في خصومات أو خلق عداوات مع كليات طبية ناشئة ، ولا مع جامعات لا تجد فى ميزانيتها ما تدفعه للموظفين واعضاء هيئة التدريس ، غير ان الوضع مختلف مع الهاشمية التى حققت انجازات استثنائية ووفرا ماليا كبيرا فى السنوات الاربع الأخيرة، وضعها في قلب الحدث في شخصية النموذج المثالي فى" الاستقرار المالي" ومع ذلك فهي اليوم تتهيأ لعقد اتفاقية تعاون مع وزارة الصحة لاعتبار مستشفى الزرقاء مسشفى "تعليمي" تدفع فيه الوزارة للجامعة رواتب شهرية لبعض اعضاء هيئة التدريس على غرار ما كان يحدث فى مستشفى بسمة فى اربد وحمزة فى عمان!!

كليات الطب فى الجامعات الاردنية لها تطلعاتها وأهدافها، والطلبة والمرضى والمجتمع المحيط بها ينتظر منها مزيدا من التفاعل وتلبية حاجاتهم الملحة ، وتلاقي الأهداف بين هذه الاطراف الثلاثة تعززه الرغبة الصحيحة والصادقة في تقديم الخدمة الطبية المتقدمة، وتطوير العملية التعليمية والبحثية وخلق فرص عمل جديدة إذا ما صدقت النوايا وتحققت الأهداف..

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)