TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
انتخابات اتحادات الطلبة ، فرصتنا الحقيقية
24/02/2024 - 5:45pm

د.صهيب علي الهروط
تشكل الانتخابات الطلابية القادمة فرصة وبروفة مهمة في طريق قياس مدى اندماج الشباب الجامعي (او الذين لازالوا على مقاعد الدراسة) في العملية السياسية الحزبية التي تم تحديثها مؤخرا وعملت على منحهم مساحة مهمة في صناعة القرار سواء على مستوى الجامعات أو الأحزاب السياسية أو ضمن قوائم الترشح للانتخابات القادمة .
ولا يخفى أن مسألة عقد الانتخابات الطلابية داخل الجامعات باتت ضرورة ؛ فهي معاول مساعدة لإدارات الجامعات والطلبة نفسهم ، ومن هنا فلابد من الإعداد والتجهيز للانتخابات الطلابية القادمة (إن تقرر عقدها) وإيلاءها اهتماما خاصا، إذا ما أردنا تشكيل النواة واللبنة الأولى في مسار العمل السياسي والحزبي في آن واحد ، وهو ما سينعكس لاحقا على مشاركتنا في الانضمام للأحزاب من قبل طلبتنا وشبابنا الأردني والذي نعول عليهم الكثير.
إن الرهان على الشباب في الجامعات كبير ؛ لأنهم الجزء الأهم في المعادلة الانتخابية القادمة سواء جامعيا أو نيابيا ، فالآمال معقودة عليهم لدفع عجلة التطوير والتحديث التي أرادها جلالة الملك وولي عهده الامين إلى الأمام .
إن المطلوب من الشباب في الجامعات عدم التموضع والتمترس حول ذات الأدوات السابقة ، فالعوامل والأدوات تغيرت ، ونحتاج اليوم لإنتاج وصناعة نماذج طلابية قادرة على صناعة الفارق على كافة المستويات القادمة ، وما الانتخابات الطلابية إلى حجر الزاوية .
وهنا لابد للشباب في الجامعات من الانخراط والمشاركة من خلال خوض التجربة الحزبية وتعلم مفرداتها ومبادئها واكتساب خبراتها ، لتكون معولا يساعد في عكس ذلك أثناء ممارسة مجريات الانتخابات الطلابية .ولا يخفى أن الزيادة في المشاركة سواء بالانضمام أو ممارسة الحق بالتصويت سيكون مشجعا ومحفزا ويعطي تفاؤلا لقادم الأيام من الاستحقاقات .
أما الركن الثاني للمعادلة الانتخابية فهم الأحزاب المتشكلة وفقا لقانون الأحزاب النافذ ، فهم مطالبون بمزيد من العمل ؛ لأن رصيدها من الشباب في الجامعات متواضعا ، والادوات التي تستخدم في جذبهم لازالت غير فاعلة في تحريك ماكينة الإنتاج والتطوير في الاستقطاب ، واذا ما ارادت المنافسة فعليها الاستعداد الجيد والوقت لا يخدم في ظل قرب الاستحقاقات .
وإذا ما تم استقطاب الطلبة للأحزاب ، فلابد من الإيمان المطلق بقدراتهم في التغيير ، وما على الأحزاب الإ دعم الافكار والبرامج والخطط الشبابية ، وتقديم الخبرات اللازمة والدعم لممارسة حقهم بالترشح للانتخابات الطلابية والتي نتيجتها تحقيق الأهداف من عملية التحديث والتطوير .
أما الركن الثالث للمعادلة الطلابية فهي الجامعات ، مطالبة في التوجيه نحو الإعداد والتجهيز لانتخابات اتحادات الطلبة ، ولا اعتقد أن في ذلك مشكلة ، ولكن لابد أن يكون مختلفا عما سبق من تجارب ، فلابد من الأخذ بالحسبان أن الاتحادات غائبة منذ فترة طويلة ، وان الجيل الحالي في الجامعات لا يكون خاض اي تجربة انتخابية سابقا ، ولابد من تقديم التضحيات والعمل الجاد ؛ لأن نجاح الانتخابات الطلابية في أي جامعة يضاف لرصيدها الحقيقي في النزاهة والشفافية .
كل ما سيبنى على هذه الانتخابات الطلابية ، سيعطي مؤشرا حقيقيا يمكن البناء عليه في اتخاذ القرارات اللازمة فيما يتعلق بالانتخابات ، فالبيئة السليمة ، والأجواء الايجابية ، والتنافس الشريف ، والمشاركة الفاعلة ، كلها سينتج عنها تجربة مصغرة يرتكز عل أدواتها في التحضير للاستحقاقات الدستورية القادمة .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)