طلبة نيوز

الانفاق الذكية لحل مشكلتي الازدحام المروري وفيضان الامطار في العاصمة الاردنية عمان
الاستاذ الدكتور عثمان غنيم 
يقال بأن كل مدينة هي صورة للدولة الموجودة فيها، فما بالنا إذا كانت هذه المدينة هي عاصمة الدولة نفسها، تعاني العاصمة الاردنية عمان من بعض المشكلات الحضرية التي اهمها مشكلة الازدحام المروري، وقبل بضعة اسابيع تعرضت عمان الى حالة مناخية نادرة، تمثلت في تساقط كميات كبيرة من الامطار خلال فترة زمنية قصيرة الامر الذي لم يمكن البنى التحتية القائمة من تصريف هذا الكم الهائل من الامطار مما ادى الى حدوث الفيضان وغرق اجزاء من المدينة .
الازدحام المروري عبارة عن تدفق اعداد كبيرة من المركبات على الشوارع بصورة تعجز معها هذه الشوارع من استيعاب هذا السيل من السيارات، اما الفيضان فيتجسد في تدفق كم هائل من مياه الامطار عبر الفراغات الحضرية من شوارع وساحات، وبالتالي كلا المشكاتين تتمثل في حركة اجسام، ويمكن في الحالتين ضبط وتوجيه هذه الحركة باستخدام تقنيات معينة وبالتالي السيطرة عليها، وهنا يبرز السؤال: هل يمكن وضع حل واحد لمشكلتي الازدحام المروري وفيضان مياه الامطار في عمان وغيرها من المدن؟
إن الاجابة على السؤال اعلاه هي نعم، فالتقدم التقني وتراكم الخبرات الهندسية ادى الى تطوير حل مستدام لكلا المشكلتين، وهذا الحل هو الانفاق الذكية، وقد كانت ماليزيا الدولة الرائدة في هذا المجال
الانفاق الذكية:
الانفاق الذكية عبارة عن انفاق تستخدم لعبور المركبات وايضا لتصريف مياه الامطار في نفس الوقت.
وهي تشتمل على التصميمات التالية:
- شوارع لعبور المركبات
- انابيب لتصريف مياه الامطار اسفل شوارع النفق المخصصة لعبور السيارات
- يصمم االنفق بحيث يتم اغلاقه امام حركة المركبات خلال فترة الفيضان، ويتحول مباشرة الى نفق لتصريف مياه الفيضان والعكس في الايام العادية
وبالتالي يؤدي النفق الذكي وظيفتين: الاولى عبور المركبات وبالتالي الحد من مشكلة الازدحام المروري وهذه الوظيفة تكون على مدار العام باستثناء فترات حدوث فيضان الامطار والتي تتراوح ما بين ساعات الى عدة ايام، وخلال فترة الفيضان يؤدي النفق وظيفته الثانية وهي تصريف مياه فيضان الامطار.
لا شكل أن كلفة تطبيق هذا الحل كبيرة، لكن في مثل هذه المشاريع الاستراتيجية لا يكفي الحديث عن الكلفة بل لا بد ايضا من الحديث عن العائد، ففي التجربة الماليزية، تم بناء نفق ذكي لمسافة نحو 10 كم في العاصمة كوالالامبور وبقطر نحو 13 متر وقد وصلت كلفته الى نحو نصف مليار دولار، وقد ساهم إنشاء هذا التفق في تسريع عملية التطور والنمو الاقتصادي والتي كانت تعصف بها الفيضانات كل عام.
وفي الاردن تستحق العاصمة الاردنية مثل هذا الحل حتى وإن كان مكلفا، لانه سيعيد لهذه المدينة نضارتها وحيويتها بعد ان يخلصها من مشكلات الازدحام المروري والفيضان، وهذا بدوره سيعمل على مزيد من الاستقرار والتطور للاقتصاد الاردني وسيعزز منظومة الامن البيئي والاجتماعي في العاصمة.
ملاحظة: تم الاطلاع على التجربة الماليزية في مجال الانفاق الذكية من خلال مقال متخصص ومنقول على صفحة الفيس بوك للدكتورة تغريد الجهيني.