TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
برامج للنجاح والفشل
10/04/2014 - 12:45am

طلبة نيوز-ابراهيم ارشيد النوايسة

التفكير السلبي الذي يطغى على فكر الإنسان فيجعله يخاطب نفسه بعبارات محبطة مثل: لا استطيع، لا اقدر ،لن انجح ... وما إلى ذلك من تعابير تؤثر على نفسية الفرد وتشعره بالإحباط الذي قد يمنعه من الإقدام عن العمل، او قد تجعله يقدم على العمل وهو يتوقع مسبقا الفشل فيه.
اسقاط الفشل على الآخرين، فالانسان الفاشل يبحث دوما عن شماعة يعلق عليها أخطاءه, وذلك هربا من إلقاء اللوم والتقصير على نفسه
فقدان الثقة بالنفس وبالقدرات الذاتية مما يولد الشعور الدائم بالدونية أمام الآخرين
رفض تكرار التجربة، فعند حصول اي انهزام مؤقت ينسحب الفاشل وينزوي على نفسه، مبررا هذا الانزواء بأنه وسيلة لحماية النفس من اي انتكاسة أوفشل جديدين وربما
كثرة الانتقادات واللوم التي يتلقاها بعض الناس من المحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، وما يرافق هذه الانتقادات من تعابير وتصرفات تذكر الفاشل بفشله وتقارنه بغيره من الناجحين في داخل العائلة او خارجها
الرشاوى والمحسوبية التي بليت بها مجتمعاتنا الإسلامية, والتي جعلت التفضيل بين الناس قائم على الوساطة وليس على الكفاءات
الأعراف والتقاليد التي تسجن الناس والأفكار في قالب نمطي واحد، فالطالب الذي لا يتفوق بمادة الرياضيات إنسان فاشل وإن كان الأول في صفه في مادة الأدب واللغة ، والفتاة الجميلة التي تنجح في اصطياد الزوج الغني إنسانة ناجحة وإن كانت فاقدة لأدنى مستويات الخلق والدين.

أما عامل الفقر الذي قد يقف حائلا أمام تحقيق الأحلام والأماني ، فالفقير المتفوق لا يستطيع اختيارا لمدرسة أو الجامعة المناسبتين ,أو أن يختار المهنة التي يمكن ان يبرع فيها لعدم امتلاكه للمال الكافي، مما جعل بعض الجامعات و الاختصاصات حكرا على الأغنياء دون الفقراء.
البطالة التي تنتشر في كثير من الدول والتي تمنع الشباب الكفء من إيجاد فرص العمل المناسبة، الأمر الذي ينعكس على نفسية الشباب ويزيد من إحساسهم بالفشل
خروج المرأة إلى العمل، وتفضيل بعض أصحاب العمل توظيف المرأة على الرجل لأهداف عدة ، منها الأجر المتدني للمرآة والرغبة في استغلال جمال المرأة الخارجي من أجل زيادة عدد الزبائن.
إن هذه الأسباب وغيرها كثير يتخذها الفاشل حجج يتستر ورائها حتى يعطي لنفسه ولمجتمعه المبررات التي ترفع عنه أي لوم أو تقصير.
ويبقى الوازع الديني الروحاني الإيماني، بأن الله سبحانه وتعالى الذي انعم على عبده بكثير من النعم الظاهرة والباطن، يبتليه اليوم بمصيبة الفشل ليمحصه ويختبر صبره قبل أن يوفيه أجره فيما بعد، يقول تعالى"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" ، وهذا الإيمان يستوجب ممن يستشعر لحظات الفشل الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وإرجاع الأمر إليه ، فهذا قدره وقضاؤه وعلينا التسليم والرضا والقبول بما كتب، فله سبحانه ألحكمه البالغة وأقداره الربانية التي لا نعرف أسرارها وهذا التسليم والرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى لا يتنافى مع سعي الإنسان إلى تخطي مشاعر القلق والحزن وخيبة الأمل، وذلك يكون باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والدعاء إليه بأن يزيل عنه الهم والكرب، ومن الأدعية المأثورة في هذا المجال قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل).
التفكير الايجابي الذي يعتبر هو المحرك الأول للدوافع والانفعالات التي تسبق الفعل، فإذا نجح المؤمن في برمجة أفكاره برمجة ايجابية ، نجح في التحكم بكل ما يرد إليه من العالم الخارجي والتعامل معه، وبالتالي يمنع تلك العوامل الخارجية من التأثير على نفسيته وجرها إلى تصرفات سلبية قد تنعكس على صحته وسعادته الداخلية قبل أن تنعكس على سلوكه مع الآخرين الذي يشتمل كثيرا من المساوئ الأخلاقية، مثل الحقد والحسد والظلم.
من هنا اهمية طرد الفكرة السلبية واستبدالها باخرى ايجابية: فالفكرة " تجلب فكرة اخرى من نفس النوع، وان قانون نشاطات العقل الباطن يبدأ بتحريك الافكار حتى تصل إلى 6000 فكرة، والفكرة السلبية تجذب فكرة سلبية والايجابية تجلب فكرة ايجابية.
تقبل الفشل وعدم السماح له بالسيطرة على التفكير وإلشعور باليأس والاحباط ، والعمل على تحويل هذا الفشل إلى حافز للنجاح في المستقبل و" النظر إلى الهبوط والصعود كجزء من عملية التعلم الإيجابية، يذكر في هذا المجال أن هزيمة المسلمين في بداية غزوة حنين كان فيها أثر تربوي كبير، إذ إن الفائدة من التعلق بالله وربط النصر به كانت أعظم من فائدة الفتح، وتم الأمر بعد ذلك كما أراد الله له.
إضافة إلى ذلك من المفيد اعتبار أن "الخطأ والفشل ليسا مؤشرين على قيمة الإنسان فمحبة الإنسان لنفسه يجب أن تكون بدون شرط ، ولذلك على الإنسان ألا يطالب نفسه بأن يكون كفؤا تماما في كل ما يفعله.
عدم تعليق أسباب الفشل على الآخرين، والابتعاد عن تطوير عداء للأشخاص الذين يرتبط بهم الفشل ، إذ إن كثير ممن يوجهون اللوم والانتقاد للآخرين يفعلون ذلك عن جهل وسوء تصرف اعتقادا منهم بانهم يحسنون صنعا.
أخيرا، إن التعامل مع الفشل يستوجب تحليل أسباب هذا الفشل مع الاعتراف بالتقصير إن وجد، والعمل على الأخذ مستقبلا بكل الأسباب التي تؤدي إلى تلافي الوقوع في هذا الفشل ، فأما إن كان هذا الفشل خارج عن إرادة الإنسان، فما عليه إلا الصبر والقبول بالأمر الواقع مع اليقين بأن الفرج قريب، إذ " إن دوام الحل من المحال.
كما إن هذا التعامل يختلف من شخص لآخر، فمن الناس من ينظر إليه على انه من الماضي الذي لن يعود، ومنهم من يجر هذا الفشل معه أينما ذهب، وإلى هذا الأخير نقول " إن العمر كله هو اللحظة التي أنت فيها فأتقن عملك ما استطعت فقد لا تأتيك فرصة أخرى للعمل".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)