TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
برنامج التربية المهنية في جامعة البلقاء التطبيقية قصة نجاح 
23/03/2019 - 11:45am

د. مفضي المومني.
ضمن الخطة الوطنية لتطوير المناهج قرر رئيس المجلس الاعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج ، تكليف فريق من المختصين لأعداد الإطار العام والخاص ومعايير ومؤشرات أداء مبحث التربية المهنية في مدارس وزارة التربية، وياتي هذا الجهد امتدادا لخطط وزارة التربية والتعليم لتطوير وتحديث المناهج وبالذات مناهج التربية
المهنية تكملة لخطط تطوير سابقة تمت نحو المزيد من التطوير التربوي في مجال التعليم العام.
ومما يحسب لوزارة التربية والتعليم ادخال مبحث التربية المهنية للمرحلة الأساسية من الصف الأول إلى العاشر منذ أمد بعيد، حيث سبقنا الكثير من البلدان العربية بذلك، ولمن لا يعرف فالتربية المهنية والتعليم المهني عالميا تقدمه النظم التعليمية من خلال ثلاثة برامج أولها برنامج التربية المهنية كجزء من التعليم العام (وهو موضوع حديثنا)والذي يدرس من الصف الأول إلى العاشر الأساسي والذي يكسب الطالب مهارات حياتية ليست متخصصة، أي لا تؤهل الطالب لدخول سوق العمل، والثاني برنامج التربية المهنية الذي يعد الفرد لمزاولة مهنة ما ضمن مستوى معين حسب تصنيفات مستوى المهني، أو المستويات المهنية الأساسية في هرم القوى العاملة، بحيث يكتسب الطالب مهارات مهنية تطبيقية في مهنة معينة، تؤهله لدخول سوق العمل ويكون التأهيل هنا في المرحلة الثانوية التي تلي المرحلة الأساسية في المدرسة، ومكان هذا التأهيل المدارس المهنية ومراكز التدريب المهني، والبرنامج الثالث هو برنامج التربية المهنية كتعليم مستمر أو رفع وتطوير كفاءة المهنيين في مجالاتهم المهنية وهو برنامج موجه للممتهنين اصلا.
وبرنامج التربية المهنية كجزء من التعليم العام وقد يسأل البعض عن الهدف من تدريس مبحث التربية المهنية للطلبة في المرحلة الأساسية، حيث انه هنالك أهداف ذات أهمية كبيرة منها:
1- تنمية الاتجاهات الايجابية لدى الطلبة والمجتمع لاحترام العمل ,والنظر إليه كأحد القيم الأساسية والرئيسية التي يستمد منها المجتمع توجهات نموه وتطوره وازدهاره لمواكبة التطورات التكنولوجية واللحاق بركب الدول المتقدمة. 
2- المساهمة في توسيع أفاق التعليم العام ومد جسر بينه وبين عالم العمل والإنتاج عن طريق الخبرات العملية والممارسات التطبيقية التي يقوم بها الطالب وذلك لتحقيق تنمية متوازنة للقدرات العقلية والوجدانية والجسدية للفرد التي والتي تظهر كسلوك لدى المتعلم على شكل معرفة واتجاه ومهارة .
3- توجيه الطلبة نحو مهنة المستقبل من خلال تزويدهم بخبرات مهنية وعملية متعددة لتمكينهم من تكوين اتجاهات وميول تساعدهم في الاختيار الصحيح لمهنة المستقبل من خلال تعاملهم وتعرفهم على المهن في المرحلة الأساسية وهو ما يوفره مبحث التربية المهنية في شقيه النظري والعملي، وكذلك من خلال الإرشاد والتوجيه المهني في المرحلة المدرسية الأساسية.
4- استغلال المهارات العملية المكتسبة لممارسة نشاطات مفيدة وذات مردود اقتصادي في أوقات الفراغ في البيت أو في المجتمع مما يساهم في تحسين البيئة وتطوير نوعية الحياة في جوانبها الاجتماعية والاقتصادية.
5- تزويد الطلبة الذين لا يواصلون تعليمهم النظامي بمجموعه من المهارات التي تساعدهم على تنمية الاتجاهات المناسبة للعمل عند التحاقهم بسوق العمل.
ولتدريس كل برنامج من برامج التربية المهنية فقد وضعت اليونسكو المواصفات واطر الإعداد لمعلمي التربية المهنية لكل برنامج لان لكل برنامج خصوصيته، وفيما يخص معلمي التربية المهنية كجزء من التعليم العام فيجب إعدادهم بالمستوى الجامعي (بكالوريوس) وأن تتكون الجوانب الرئيسية لإعدادهم من لعناصر الرئيسية التالية :-
1- الثقافة العامة.
2- الإعداد والتأهيل الفني التخصصي في مجموعة من التخصصات المهنية.
3- الإعداد والتأهيل التربوي والمسلكي.
4- الخبرة الميدانية في مواقع العمل .
وقد طرحت جامعة البلقاء التطبيقية( من خلال كلية الحصن الجامعية ومن ثم من خلال كلية اربد الجامعية حيث تم نقل التخصص لها ضمن هيكلة كليات جامعة البلقاء، وكذلك كلية الشوبك الجامعية ) منذ نهايات القرن الماضي برنامجا رياديا ومتفردا على مستوى الجامعات الأردنية لإعداد معلمي التربية المهنية في التعليم العام ، وخريجو هذا البرنامج هم الوحيدون المؤهلون تأهيلا محكما وموجها لتدريس التربية المهنية كجزء من التعليم العام، فبرنامج البكالوريوس في التربية المهنية في جامعة البلقاء التطبيقية بني منهاجه وخطته الدراسية ليشتمل العناصر السابقة من ثقافة عامه وهي متطلبات الجامعات الإجبارية لجميع طلبة مستوى البكالوريوس، وكذلك تأهيل فني متخصص يشتمل على مجموعة من الحقول المهنية والتقنية كون المهارات الحياتية التي سيدربون الطلبة عليها لا تكون في تخصص واحد فهي تشمل جميع المهارات الحياتية التي نمارسها يوميا، والجانب الثالث والمهم أيضا التأهيل التربوي والمسلكي الذي تؤهل الطالب كي يكون معلما ويمارس مهنة التدريس والتدريب العملي للمهن المختلفة عن علم ودراية وأسس تربوية صحيحة ، والجانب الرابع جانب التدريب في مواقع العمل حيث يتدرب طالب تخصص التربية المهنية في مدارس وزارة التربية والمدارس الخاصة من خلال مساق تدريب 1 و 2 ما مجموعه 6 ساعات معتمده تنفذ على فصلين كل فصل بما لا يقل عن 140 ساعة تدريب فعلية، تخت إشراف عضو هيئة تدريس متخصص وكذلك معلم متعاون من المدرسة التي يتدرب بها الطالب، ومما يحسب لجامعة البلقاء التطبيقية في هذا المجال أن الخطة الدراسية لطلبة تخصص التربية المهنية بكالوريوس تم بناؤها وتطويرها لتتوافق مع الإطار العام و النتاجات العامة والخاصة لمبحث التربية المهنية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم بمحاورها الستة وهي:
1- الصحة والسلامة العامة. 2- شؤون المنزل والحياة العامة. 3- المهارات الهندسية والصيانة البسيطة. 4- الزراعة والبيئة. 5- الاقتصاد والتكنولوجيا. 6- الفندقة والسياحة .
حيث تم عكس جميع هذه المحاور ونتاجاتها من خلال مساقات دراسية بجانبيها النظري والعملي ليكون خريج بكالوريوس التربية المهنية مؤهلا ومعدا بشكل محكم لتدريس مبحث التربية المهنية في مدارس وزارة التربية والمدارس الخاصة من الصف الأول إلى العاشر الأساسي، بحيث يكون قادرا على القيام بالمهام الرئيسية لمعلم التربية المهنية في مجال التعليم العام حيث يهدف برنامج بكالوريوس التربية المهنية في جامعة البلقاء التطبيقية إلى ما يلي:
1- تأهيل الطلبة في مجال التربية المهنية والتكنولوجية بالمستوى الجامعي لسد العجز المحلي والاقليمي من الخريجين المؤهلين للتدريس في مستوى التعليم العام. 
2- تنمية الاتجاهات الايجابية لدى الطلبة والمجتمع لاحترام العمل ,والنظر إليه كأحد القيم الأساسية والرئيسية التي يستمد منها المجتمع توجهات نموه وتطوره وازدهاره لينظم إلى ركب الدول المتقدمة، وكذلك تغيير النظرة الدونية للمهن. 
3-في مجال التنمية الفردية ,المساهمة في تحقيق الأهداف ألعامه للسياسة التعليمية في الأردن بما يخص الفرد لتحقيق تنمية متوازنة للقدرات الجسدية والعقلية والوجدانية للفرد وللقيم الأخلاقية والجمالية لدية ,وكذلك توفير التسهيلات المناسبة لحصول الفرد على المهارات التي تتجاوب مع حاجاته ورغباته,والنمو بذلك لأقصى ما تؤهله له قدراته وتساهم في تحسين الفرص أمامه.
4-أما في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية فيعمل على المواءمة بين المهارات التي يحصل عليها الطالب عن طريق التعليم المهني وبين حاجات المجتمع ومتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية وكذلك المواءمة بين الحاجات القائمة والمتوقعة من مختلف المستويات والتخصصات وبين برامج الإعداد المهني بشكل عام وتحقيق هذا الهدف يستدعي التنسيق والتجاوب بين حاجات الاقتصاد ومجالات العمل وبين البرامج التدريبية كما يستدعي تجديد البرامج التدريبية وتطويريها حسب الحاجة ، وكذلك توفير أنواع مختلفة من التدريب لدخول المهنة أو لتغييرها أو لرفع كفاءة العاملين وغير ذلك، تجاوباً مع الحاجات المتطورة لمجالات العمل المختلفة والتطورات التكنولوجية المتسارعةوهذا ما سعى البرنامج لتحقيقه من خلال عناصره وتكوينه وتنفيذه. 
5- يعمل البرنامج على تعزيز قدرات الطلبة على فهم المبادئ العلمية والتطبيقات التقنية والتكنولوجية المستخدمة في مختلف مجالات العمل من اجل الخدمة والإنتاج ، من خلال توثيق العلاقة بين المهارات الأدائية والمعلومات والمفاهيم العلمية والفنية والاستفادة من التجارب الميدانية والتطبيقات في مواقع العمل والإنتاج. 
6- يعمل البرنامج من خلال ربطه للمناحي المعرفية والتطبيقية على تعميق فهم الدارس للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية السائدة في مجالات العمل مما يساهم في تهيئته للاندماج في الحياة العملية.
7-يعمل البرنامج من خلال طبيعته ألتطبيقية المهنية إلى تنمية القدرات الإبداعية من ناحية والاتجاهات نحو العمل الجماعي بأبعاده ومتطلباته وقيوده المختلفة من ناحية أخرى وينعكس تحقيق هذا الهدف لدى الدارس من خلال نوعية الأعمال وأساليب التدريس التي يلجأ إليها العاملين في تصميم البرنامج والقائمين على تنفيذه من هيئه تدرسيه مؤهله.
8-المحافظة على الثقافة المهنية والتقاليد الحرفية الوطنية ونقلها وتطويرها وذلك من خلال الأنماط المحلية والبيئية التي يتضمنها البرنامج. 
9-الانسجام مع مبدأ التعليم المستمر والتربية المستدامة وذلك بالنظر إلى التعليم المهني على أنه حلقة من حلقات نمو الفرد المتواصل. 
10- يعمل البرنامج على تنمية وتطبيق المفاهيم العالمية الحديثة في توجيه التعليم نحو الاقتصاد المعرفي من خلال الربط بين المفاهيم المعرفية ومجالات التطبيق والتكنولوجيا . 
11-يساهم البرنامج في تحقيق طموحات المجتمع لمزيد من التطور الاجتماعي والثقافي والاقتصادي .وفي الوقت نفسه تطوير طاقات الأفراد للمشاركة النشطة في بناء الطموحات وتنفيذها. 
12- يؤدي البرنامج إلى فهم الجوانب العملية والتقنية للحضارة المعاصرة والتطورات التكنولوجية المتسارعة في جميع مناحي الحياة بشكل يؤدي إلى إدراك البيئة والقدرة على التعامل معها مع النظر نظرة ناقدة إلى المضامين الاجتماعية والسياسية والبيئية للتغير العلمي والتقني. 
عمل البرنامج في بداياته عام 2000م على فتح باب التعاون بين وزارة التربية والتعليم وجامعة البلقاء التطبيقية من خلال فتح باب التأهيل لحملة الدبلوم من معلمي الوزارة للحصول على درجة البكالوريوس في التربية المهنية حيث تم تخريج الفوج الأول منهم للعام الجامعي 2002-2003 وبعد ذلك يعتبر هذا البرنامج المزود الرئيس والوحيد لوزارة التربية ومدارس القطاع الخاص بمعلمي التربية المهنية حيث تجاوز عدد المعينين في وزارة التربية من حملة بكالوريوس التربية المهنية من جامعة البلقاء التطبيقية ما يزيد عن الف خريج من اكثر من 2000 معلم تربية مهنية في الوزارة وهم ممن تم تعيينهم سابقا إما حملة دبلوم تربية مهنية أو من المهندسين الزراعيين وهم بالمناسبة غير مؤهلين بتاتا ليكونوا مدرسين لمبحث التربية المهنية لأنهم لا يستطيعون تدريس أو تغطية محاور مبحث التربية المهنية المختلفة وفقط يستطيعوا تغطية جزء من محور الزراعة والبيئة، وقد اتخذت الوزارة منذ سنوات قرارا صائبا في عدم تعيين مهندسين زراعيين أو خريجي تخصص الاقتصاد المنزلي لتدريس مباحث التربية المهنية في ظل توافر خريجين متخصصين من حملة البكالوريوس في التربية المهنية مؤهلين بشكل محكم لتدريس مباحث التربية المهنية، ونرجو أن لا تخضع وزارة التربية لضغوطات نقابة المهندسين الزراعيين لتعيين مهندسين زراعيين كمعلمين لمبحث التربية المهنية لان ذلك سيكون خطأًً فادحا فمكان المهندس الزراعي في قطاعات أخرى ليس منها تدريس التربية المهنية كمبحث متكامل، ونتطلع إلى تفعيل توظيف خريجي التربية المهنية بشكل اكبر في وزارة التربية في ضوء الإحلال التدريجي وتسريعه لتعيين معلمي تربية مهنية متخصصين تخرجوا وبأعداد كبيره وينتظرون دورهم في التعيين، ونطمح إلى مزيد من التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتفعيل ودعم مباحث التربية المهنية وخريجي برنامج التربية المهنية في جامعة البلقاء لما فيه خير الأردن وشعبه، فالمهن والتعليم المهني والتقني هي الأساس في تنمية الموارد البشرية وبناء الاقتصاد وتطور المجتمع ورفعته في كل بلدان العالم المتقدمة وإمامنا التجارب الريادية الحديثة مثل تجارب كوريا وماليزيا وتجارب راسخة قديمة لدول كبرى مثل ألمانيا واليابان وغيرها من الدول المتقدمة....حمى الله الأردن

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)