TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تحذيرات الملك من الفتنه يلقى اهتمام شعبي واسع
17/09/2015 - 6:30am

 طلبة نيوز

وضعت رسالة الطمأنة الملكية التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال استقباله شخصيات ووجهاء محافظة إربد أول من أمس، حداً لمحاولات البعض إثارة الفتن والنعرات بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، مسلمين ومسيحيين ومن مختلف المنابت والأصول، وقطعت الطريق على من يبحثون عن فرصة لزعزعة الوحدة الوطنية.
التأكيدات الملكية السامية جاءت، بحسب مراقبين، لـ "ضبط الإيقاع الوطني في ظرف استثنائي تمر به المنطقة من حيث التوقيت، كما تعكس في الوقت نفسه ثقة القائد بشعبه".
وفي هذا الإطار، أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية هايل داود "أن للأردن طابعاً خاصاً حافظ عليه على مدى أعوام طويلة، حصّنه من الفتن الطائفية، التي ظهرت في الإقليم".
وقال داود إن الأردن "تمكن من بناء الأنموذج الأروع في التعايش الديني"، وحرص على ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام بين الأمم وتحقيق السلام لشعوب منطقة الشرق الأوسط وتعزيز قيم التسامح والعيش المشترك بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية، وعظم القواسم المشتركة بينهم، وصولاً إلى ترسيخ لغة الحوار والتواصل بعيدا عن التعصب والتشدد".
وأشار إلى أن جلالته أطلق 3 مبادرات متكاملة خلال الأعوام الماضية، هي رسالة عمان العام 2004 التي وجهت الى المسلمين تعرفهم بأحكام دينهم وعلاقة المسلمين بغيرهم، ومبادرة "كلمة سواء" عام 2007  التي تدعو المسلمين مع غيرهم أن يلتقوا على الجوامع والقواسم المشتركة، ومبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان العام 2010 التي تبنتها الأمم المتحدة.
وأكد أن المبادرات الثلاث ليست رسائل سياسية فقط، بقدر ما هي تعبير عن حقيقة الإسلام المعتدل، الذي يقبل الآخر، وتأكيداً على قيم الإسلام ومفاهيمه الحقيقية القائمة على حسن النية، والاعتدال والسلام.
وكان جلالته أوضح خلال استقباله أول من أمس في الديوان الملكي الهاشمي، شخصيات ووجهاء محافظة إربد، موقفه من محاولات البعض إثارة الفتن والنعرات بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، مسلمين ومسيحيين ومن مختلف المنابت والأصول، قائلاً "منذ مدة أتابع محاولات زرع الفتنة داخل المجتمع الأردني، وللأسف زاد الكلام حينما كنت خارج البلد، وهذا الأمر كان يحدث منذ أيام والدي من قبل من يحاولون أن يستغلوا الفرصة".
وأكد جلالته أنه ومنذ تأسيس الأردن "تربينا منذ الآباء والأجداد على الحفاظ على وحدتنا الوطنية وتماسكها فأينما نذهب في العالم يتم الحديث عما يمتاز به الأردنيون من الكرم وكيف يفتحون قلوبهم للجميع".
وفي تعقيب له قال مدير مركز التعايش الديني الأب نبيل حداد ان سجل المملكة في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية "يشكل وصفة حكيمة في مجال حوار الحضارات والأديان، تجسيدا لرؤية جلالته ومساعيه الدولية لنشر الوئام والتآخي"، والتي تعكس إرادة طيبة، غايتها احترام كرامة الإنسان.
وقال ان المملكة بقيادة جلالته، اصبحت صاحبة الدور الريادي في المنطقة كدولة حاضنة للسلام والمحبة وتسعى الى تكريس قيم الحق والتعايش بين أبنائها المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
وتطرق حداد إلى المبادرات الملكية في مجال الحوار بين الاديان، وهو امر بحسبه "يعكس جهداً هاشمياً راسخا يشكل جزءا رئيسا للسياسة الأردنية الدولية".
ويضيف حداد، إن الرسالة الملكية حملت دلالات كبيرة ومهمة، يجب ان يدركها الجميع، مبينا ان النطق السامي جاء "كرسالة تحمل للوطن وأبنائه دعوة ونداء هاشميا يبعث المزيد من الثقة بالنفس، للحفاظ على الوطن وهويته التي يعتز بها كل الشرفاء الذين يحملون الاردن في وجدان كل فكر يسعى للنيل من الوطن أو وحدته الوطنية".
وأكد ان كلمات جلالته شكلت "حافزا للمزيد من اليقظة وتجديدا للمسؤولية يتحملها الجميع في الاردن الراسخ؛ الدولة والشعب المؤمن والقيادة الحكيمة الواعية المخلصة، وهذا التلاحم سيبقى مناعة تهدم نوايا وأهواء كل المتاجرين بوطننا وقضاياه".
وعما يفهمه من قول جلالته "أنا أبو الحسين، وابن الحسين، وعندي واجب حماية كل الأردنيين من أقصى الشمال لأقصى الجنوب، من الشرق إلى الغرب، مسيحي ومسلم وكل الضيوف داخل البلد، بغض النظر عن المنابت والأصول، وأنا أعلم أنكم كلكم ستقفون معي في هذه المهمة"، قال الأب حداد، إنه "رسالة طمأنة ملكية من بيت الهاشميين، وضعت حدا للباحثين عن اي مجال وأي فرصة لزعزعة وحدتنا الوطنية والتأثير على بلدنا من جهة اخرى".
بدوره قال رئيس المحكمة الكنسية اللاتينية الأب جهاد شويحات، ان تصريحات جلالته تعد "بمثابة الحاضنة لأسس التعايش الديني وحامية لمكتسباته، فضلاً عن كونها معززة لقيم الحوار واحترام الآخر، و "تفوت الفرصة على مثيري الفتن وهو ما يعزز ويقوي جبهتنا الداخلية وثوابت وحدتنا الوطنية".
واشار شويحات الى ان الاردن ومنذ تأسيس الإمارة العام 1921 على يد الملك المؤسس نجح في بناء قاعدة من العلاقات بين المواطنين، مسلمين ومسيحيين على اختلاف طوائفهم.
ولفت الى انه تم في عهد الإمارة بناء الكنائس، وازداد عدد المدارس التابعة للطوائف المسيحية، الأمر الذي عكس سياسة التسامح والاعتدال والوسطية التي أطلقتها الثورة العربية الكبرى.
وترسخت هذه السياسة، بحسب شويحات، في عهد المغفور له الملك طلال بن عبدالله، الذي صدر في عهده العام 1952 الدستور الأردني، والذي جاء معبراً عن المظاهر الديمقراطية والمساواة والعدالة واحترام حقوق الإنسان، مبينا ان "الاردن يشكل حالة استثنائية في المنطقة من حيث التعايش الديني والتلاحم ورحابة الصدر بين المسلمين والمسيحيين".
وبين شويحات ان الاردن بقيادته الهاشمية حمل رسالة الاسلام بوسطيتها واعتدالها، وهي رسالة تؤكد وحدة الإنسانية على أساس من المحبة والتعاون ومنهاج الخير، وتعزيز مفهوم التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين، وتكريس حقوق المواطنة المتساوية، وترسيخ ديمقراطية راشدة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)