TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تسحيج العلماء والمفكرين أشد أنواع التسحيج فتكا وإيذاء للوطن
13/09/2014 - 7:15pm

طلبه نيوز

الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة
اصبح مصطلح "التسحيج" في الأردن مصطلحا مفهوما ومقروءا مع أنه مصطلح غير صحيح من الناحية اللغوية إلا أنه وكما قالت بعض العرب "خطأ شائع خير من صحيح مهجور". والتسحيج اصطلاحيا لا يحتاج الى بيان كثير فهو يشير الى "التعييش" والتصفيق تأييدا لمن بيده الحل والعقد أو لمن بيده السلطة والمال وهذا التصفيق يعد ضربا من النفاق لأنه يتضمن موالاة لشخص او جهة معينة بغض النظر عن صحة وسلامة نواياها ومقاصدها وقراراتها .نعم نحن نعرف أن بعض الناس لا يمتلكون نفوسا وعزيمة تصمد أمام المغريات أو أمام الخوف من الحرمان منها فتراهم يتملقون ولي الأمر أو الوزير أو المدير أو رئيس الشعبة بهدف تحقيق مصالحهم وهم في أحيان كثيرة يجاهرون في ذلك ويعتبرونه من باب "الشطارة" والمهارات الاجتماعية الحاذقة. عندما تتحدث مع مثل هؤلاء عن المبادئ والقيم والتضحيات من أجل المبدأ والضمير تشعر أنهم لا يفهمون هذه اللغة لا بل تلمس منهم استهبال لمن يتحدث معهم في مثل هذه المبادئ والقيم.
المؤسف والمؤذي هو أن ترى علماء ومفكرين ورجال دين معممين أو "مشورين" ملتحين أو "منعمي اللحى" يفتون لولي الأمر على الطالع والنازل مادحين ما يقوم به وما يتخذه من قرارات. إنهم يفتون في الأشياء ويحللونها بعد وقوعها ويسهبون في البديع والبيان عن بعد نظر ولي الأمر وعن ورعه وتقواه. هؤلاء العلماء بعضهم اقتصاديون وآخرون رؤساء وأساتذة جامعات وقضاة وعلماء في أصول الدين وفقه الحديث وعندما تحادثهم تجدهم "سحيجة" بامتياز لأنهم يضفون شرعية علمية ومعنوية على أعمال وتصرفات أولي الأمر. يا ترى كيف يقبل مثل هؤلاء العلماء وبما يمثلون من رمزية اجتماعية وعلمية وفكرية أن يضعوا أنفسهم في موازاة السحيجة الذين يمتطون البكبات للتصفيق والتعييش من أجل بضع دريهيمات؟ دريهيمات علماء السلطان تصبح ربما ملايين وقصور في دابوق وشارع الشعب وامتيازات لهم من تحت السجادة وعلى طريقة على جمعه وسعد الدين الهلالي في مصر وأمثالهما ممن يسبحون بحمد السيسي بكرة وأصيلا وممن شبهوا السيسي ووزيره محمد ابراهيم بالنبي موسى وأخيه هارون.
السحيجة من العلماء والمفكرين لا يختلفون كثيرا عن سحيجة الشوارع الذين يتقاضون الثمن من الاجهزة الأمنية حسب عدد الطلعات ومدتها. أعجبيني قصة في التسحيج رواها لي الفريق الركن المتقاعد والسفير السابق موسى العدوان عن احد المسؤولين الكبار عندما اجتمع بمرؤوسيه وخطب فيهم باثا للروح المعنوية ومحفزا إياهم على الشجاعة والقوة وضرب لهم مثلا وهو" إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب " وسأل مساعده الذي كان يجلس بجانبه ما رايك في هذا قال نعم سيدي إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب وهذا مذكور في سورة "الذيب" في القرآن الكريم!!
علماء السلطان أكثر أذى للوطن لأنهم يعطون شرعية لأفعال أولي الأمر مما يجعل فساد الحكام والمسؤولين ينطلي على العامة لدرجة يختلط عليهم الأمر حيث يرون خبراء اقتصاديون وفقهاء قانونيون وشيوخ دين لحاهم طويلة أو مهذبة وثيابهم قصيرة وعماماتهم بيضاء موشحة باللون الخمري أو الأخضر وتوحي للناس أنهم ظل الله في الأرض وأنهم أولياء صالحين ينبغي تصديقهم . عندما حادثت بعصهم كنت منذهلا من مقدار تشبثهم بالسلطة ودفاعهم عن ولي الأمر وتبرير أفعاله وتصرفاته حتى لو كانت تحالفا مع اسرائيل ضد بعض فئات المسلمين أو مناصرة للانقلابيين في مصر على الشرعية .هؤلاء أعتقد بأنهم أكثر وأكبر أعداء الوطن فهم يضللون ولاة الأمر والمسؤولين ويعطوهم الشرعية والغطاء العلمي والمعنوي وأحيانا القانوني والفقهي مما يدفع اصحاب القرار للمضي قدما في غيهم وطغيانهم يعمهون .نقول لهؤلاء أنكم طغاة فاسدون تماما مثل من تدافعون عنهم وتزينون لهم ضلالهم وظلمهم ونسأل الله ان تكونوا من أصحاب الشمال وأن ترد إليكم بضاعتكم يوم القيامة كما نسأل رب العزة أن يريحنا منكم وأن ينتقم للأردنيين المعذبين على أرض وطنهم في عيرا ويرقا وناطفة والنعيمة والشهابية وجديتا وصبحا وصبحية وسامتا وغرندل وجفين ومليح .إنكم أيها السحيجة علماء السلطان منافقون تبحثون عن مصالحكم وليس عن مصالح الوطن وولاة الأمر يعرفون أثمانكم ونقاط ضعفكم وهم يستغلونها بكفاءة عالية حيث يمتطون ظهوركم برغبة منكم وباختياركم وانتم لهم من الشاكرين فبئس الراكب وبئس المركوب. واعجبي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)